نظَّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات – فرع
بيروت، ندوة أدبية خصّصت لمناقشة رواية "دروب وجلجلة" للكاتب الدكتور
جورج شكيب
سعادة، وهي رواية واقعية تتناول بأسلوب درامي قضايا الهوية والذات الإنسانية وسط عالم مليء بالتناقضات والأحداث المصيرية.
شارك في الندوة كل من الدكتور محمد الحاج، رئيس حلقة الحوار الثقافي وعميد سابق لكلية الفنون الجميلة والعمارة – الجامعة
اللبنانية، والدكتور زاهي ناضر، المدير السابق لمعهد العلوم الاجتماعية
في الجامعة اللبنانية وعضو الهيئة الإدارية في حلقة الحوار الثقافي، إضافة إلى مؤلف الرواية الدكتور جورج شكيب سعادة.
افتتح اللقاء وأدار
النقاش مدير المركز العربي في بيروت الدكتور خالد زيادة، الذي رحّب بالحضور والمحاضرين، منوّهًا بالتعاون القائم مع حلقة الحوار الثقافي، ومشيدًا بدورها في إلقاء الضوء على الأنشطة الأدبية والفكرية والاجتماعية والثقافية. وأكد زيادة أن هذه المبادرات تأتي في إطار تعزيز الحوار والتفاهم، وتشجيع الطاقات الإبداعية في مجالات الفكر والفن والعلوم الحديثة.
في مداخلته، قدّم الدكتور محمد الحاج تعريفًا بحلقة الحوار الثقافي، مشيرًا إلى أنها هيئة تعمل على جمع المثقفين من مختلف التوجهات الفكرية في أطر ديمقراطية حقيقية، وتساهم في النقاشات الهادفة التي تعالج قضايا اجتماعية وتربوية وفكرية. ولفت إلى أن نشاطات الحلقة تهدف إلى تعزيز التواصل وترسيخ القيم
الديمقراطية وتطوير الطاقات الإبداعية. كما تطرق إلى مقاربة نقدية حول بعض التجارب المرتبطة بالحرب اللبنانية، موضحًا أن الهدف من هذه المقاربة هو إرساء مسارات بنيوية تفضي إلى بناء دولة حديثة وعادلة.
بدوره، تحدّث الكاتب الدكتور جورج شكيب سعادة عن روايته، مبرزًا الأحداث التي طبعت مسيرة أبطالها منذ معركة اجتياح الدامور عام 1976، وما حملته من صراعات داخلية ووجودية، وصولاً إلى البحث المستمر عن هوية وإثبات للذات. وأوضح أن الرواية، على الرغم من أنها لا تُصنَّف في خانة الفلسفة أو التاريخ أو علم الاجتماع، فإنها تجمع بين ملامح هذه الحقول جميعًا، لتقدّم صورة دقيقة عن الواقع اللبناني بكل تعقيداته. وأضاف أن هدفه الأساسي كان إبراز البعد الإنساني العميق لتجربة الحرب اللبنانية، مسلطًا الضوء على بشاعة الحروب وتداعياتها على الأفراد والمجتمع.
أما الدكتور زاهي ناضر، فقدّم مقاربة تحليلية للرواية، استعرض خلالها مضمونها وعمقها اللغوي والرمزي، متوقفًا عند الغلاف والإهداء وصولًا إلى الخاتمة. ورأى أن الرواية تنبني على أسلوب درامي تصاعدي، يُعرف في النقد الأدبي بـ”التصعيد الدرامي”، حيث تسير الأحداث في مسار تصاعدي ينقل القارئ من مأساة إلى أخرى، في رحلة بحث عن الهوية المفقودة ومواجهة المصاعب. كما أضاء على الأبعاد الإنسانية والأخلاقية والوطنية والاجتماعية والفلسفية للرواية، مشيدًا بقدرة الكاتب على صياغة عمل يجمع بين الواقعية والبعد الرمزي في آنٍ واحد.
واختُتمت الندوة بمداخلات وأسئلة من الحضور، تطرقت إلى قضايا الهوية، والذاكرة الجماعية، وتجربة الحرب اللبنانية كما عكستها صفحات "دروب وجلجلة".