Advertisement

أفراح ومناسبات

رسالة وجدانية إلى الذكاء والجمال والفكر في إمرأة

Lebanon 24
25-09-2018 | 01:12
A-
A+
Doc-P-513460-636734601643003639.jpg
Doc-P-513460-636734601643003639.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المفكر والإعلامي والديبلوماسي الراحل واجد دوماني في العديد من الصحف والمجلات، وأغنى صفحاتها بما كتب عن الفكر والأدب والثقافة والإعلام والسياسة والصحة والإنسان وشؤون الحياة، بأسلوب يعتمد العمق والبساطة والسلاسة والأناقة في آن، وينبع من غنى الثقافة وغزارة الإطلاع وعمق التجارب. بعض مقالاته يعود إلى الستينيات، ومع ذلك فإنّ القارىء يتفاعل معها وكأنها كتبت اليوم، ولقد اختار"لبنان 24" إعادة نشر هذا المقال، وعنوانه: "رسالة وجدانية إلى الذكاء والجمال والفكر في إمرأة".
Advertisement
 
عندما يجتمع الذكاء والجمال والفكر في امرأة يصرخ أرخميدس من قبره قائلاً:
وجدتها... وجدتها..
وعندما ينطلق الإبداع الفكري، ويمتزج مع النفس المعطاء.. يتكون الجمال المبدع..
وعندما يتناسق جمال المعنى والمبنى.. وينصهر جمال الخلق والخلق.. يخرج إلى الوجود مولود لا أجمل ولا أروع...
وعندما تنسجم خيوط النفس.. مع خيوط بسمة الشفاه العذبة يتشكل الحسن اللانهائي.
عندما يعزف الفكر العاشق.. أعذب ألحانه.. يمتزج كله بخفقة القلب.. ومتعة النفس..
عندها تنسج السعادة شجرتها الوارفة.. وعندها فقط تغفو النفس على أحلام ذهبية ناعمة.
وعندما يتعانق بريق النظرة - الأنوثة - مع بريق النظرة الطفولة..!! يتحول هذا الرجل الضخم في لحظة من اللحظات.. طفلاً، نعم طفلاً في كل ملامحه وشرود أجفانه وأهدابه..
وإذا بالنظرتين ملتصقتان في كهربائية ناعمة حلوة كأنها خدر لذيذ...
إنه لعمري تشخيص دقيق للنفس، وانفعالاته في لحظة من لحظات الجذب والاختطاف الروحي..
وبعد..
أتمنى سيدتي أن يستمر الحسن.. لعله يهدهد الخواطر المضطربة.. ولعل جذوته الكهربائية لا تخبو كل ذلك كي يبقى لهذا الوجود معناه الحقيقي الخالد..
وتظل اللقاءات معطرة بقطرات الندى.
لعل أوراقه تخضر.. وبراعمه تزدهر، وإذا بالنفس الصحراوية.. تسكن إلى فيء هذه الإنسانة التي جمعت في شخصيتها كل أبعاد الأنس والسعادة والطمأنينة.
سيدتي: إن الهروب من عطاءات النفس قفز في المجهول.. وسقوط في الظلام..
والهروب عن منابع الفردوس تعذيب النفس، وتشتيت عنيف للفؤاد.. وإلا.. وإلا فالحياة كلها بوار وجفاف... وجفاء.
فهلا حاربنا الجفاف بالرواء العاطفي.. هلا أحيينا التربة بالبسمة الحنونة..
بالإيماءة الرقيقة.. بالطفولة البريئة.. بالخفقة المنعشة.. بالرعشة الحلوة.. بالحركة الفاعلة.. باللمسة العطوفة.. بالخيال.. واللقاءات.. آه.. آه.. من هذه اللقاءات... كم تكون انعكاساتها عميقة على النفس.. مهدهدة للقلب والعقل.. إنها تغتال الأحزان.. من جذورها تقتلع التعاسات.. إنها تعيد شباب الروح، وتحيله إلى خضرة وماء وحسن.. تلك هي حكايات لقاءات النضج.. نضج المحبين.. إنها حكاية العمر القصير.. القصير جداً الذي يجب أن نحياه عريضاً... عريضاً.. وعميقاً..
نتحدى الجبن.. نتحرر من الخوف الذي يفسد علينا لحظات العمر.. آه وآه من الخوف وأشباحه فالسعادة الحقة هي التي تمارس وتترجم من واقع قناعة تمتد جذورها إلى الأعماق.. إلى أعماق النفس والقلب والعقل... فتنحسر أشباح كثيرة.. وتهرب أوهام وهواجس.. ذلك ما نهدف ونريد.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك