نظّمت جمعية "نحن" نقاش عام في جامعة الـAUL بعنوان "ناقش معنا التغيير" وبحضور عدد من المواطنين وفعاليات المنطقة، حيث عرضت دراستها الجديدة حول المساحات العامة في طريق الجديدة والعوامل الإجتماعية والمكانية والسياسية التي تحكم ارتياد الناس إليها أو النفور منها.
استهلت النقاش المديرة التنفيذيّة لجمعية "نحن" جيسكا الشمالي شارحةً أن عمل "نحن" على تعزيز المساحات العامة في لبنان يندرج ضمن رؤيا الجمعية لتحسين الروابط بين المواطنين من فئات المجتمع المختلفة، معتبرة أن "بعد نجاحنا في تسليط الضوء على أهميّة القضايا المتعلّقة بالمساحات العامة وكسب إهتمام الرأي العام بها، و بعد نجاحنا في إعادة فتح بعض المساحات العامة أمام الناس، يبقى التحدي أن نعيد ربط حياة السكان اليومية بها كي تلعب المساحات العامة دورها بتعزيز العلاقات الإجتماعية بين سكان المدينة. من هنا، نقوم بدراسات تشاركية متعدّدة، ونشرك المواطنين بتحليل نتائجها، لفهم العوامل التي تحكم إرتياد الناس للمساحات العامة والعمل سوياً لتحسين ظروفها".
بعدها عرض المتطوّعين اللذين شاركوا في البحث الميداني بمشاركة سبب إهتمامهم في البحث وكانوا أبرزهم من سكان طريق الجديدة وطلاب هندسة أو تنظيم مدني في جامعات مختلفة، كجامعة بيروت العربية، والجامعة اللبنانية وجامعة الكسليك. كما عرضوا تجربتهم في إجراء المقابلات مع الناس خلال السنة الماضية.
ومن بعدها عرضت الباحثة ربى وهبي منهجية البحث وأهم نتائجه. وشرحت: "اعتبرت الدراسة نطاق الأماكن التي تندرج ضمن ما يُسمّى بـ"الحيّز العام" واسعاً، إذ إنّها تشمل البنى التحتية العامّة التي تديرها البلديات وكذلك الشوارع والأرصفة، التي تُعتبر المصدر الأساسي لقابلية العيش في المدينة".
واعتبرت أن الطريق الجديدة تمثّل دراسة حالة مهمّة يمكن أن توضح إشكاليات البحث التالية: كيف تتشكّل سلوكياتنا وتصوراتنا وارتباطاتنا تجاه حيّز عامّ محدّد؟ كيف ولماذا أصبحت المساحات العامّة الأساسية مهمّشة ومعرّضة للخطر نتيجة المساحات العامة "المُرتَجَلة"، المترابطة والتي تتمحور بشكل أساسي حول الأرصفة؟ وكيف تمّ إنشاء هذه المساحات على الصعيد المكاني؟ كيف يتشكّل خطاب أو حوار الناس في ما يتعلّق بالحيّز العام؟ وكيف يمكننا فهم الديناميات الداخلية بين المواطنين وأصحاب المصلحة الاجتماعيين-السياسيين في ما يتعلّق بعملية صنع القرار وتشكيل الخطاب؟ ما نوع التغيير الذي يجب السعي إليه لاحقًا وكيف يمكن تحقيقه؟
وأضافت "تمحورت توصيات الدراسة حول فكرة رئيسية واحدة: كيف يجب تصوّر التغيير؟" وأوضحت أنّ توصيات البحث قائمة على ثلاث ركائز: أوّلًا، الاستثمار في القدرة الاجتماعية، وبالأخص في إمكانيات الشباب؛ ثانيًا، التعلّم من الممارسات الاجتماعية-المكانية لاقتراح تدخلات مكانية مناسبة؛ وأخيرًا، اقتراح خطوات تؤثّر على جدول الأعمال المُدُني لأصحاب المصلحة غير المهتمّين بالمسألة، وتمكين أصحاب المصلحة الذين تهمّهم قضية الحيّز العام ولكن لا تتوفر لديهم الإمكانيات اللازمة لإحداث التغيير.
واختتم النقاش بحوار مفتوح مع الحاضرين.