Advertisement

خاص

تاريخٌ في دير وإعلاميون مندهشون...طالوزيان: الأرمن متجذرون في هذه الأرض

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
17-12-2018 | 07:46
A-
A+
Doc-P-538161-636806551461854952.jpg
Doc-P-538161-636806551461854952.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كنافذة تطلّ على سرمدية، يستقبلك دير بزمار في قضاء كسروان ليجول بك في عبق الإيمان وشَذَرَات التاريخ. على تلّة تعانقها كروم ومساحات من صلابة وتُشرف على خليج جونيه، تحكي جدران وأعمدة وأروقة وقاعات فسيحة حكاية إنسان وتحاكي ذاكرة شعب، واللغة واحدة جمعاء: لغة الإيمان. هنا، ديرٌ من تاريخ... وتاريخ في دير!

هذا ما لمسه إعلاميون عاملون في وسائل إعلام مكتوبة ومرئية ومسموعة ومواقع الالكترونية زاروا الدير،وهو المقرّ الصيفي لبطريركية الأرمن الكاثوليك، بدعوة من النائب جان طالوزيان وجمعية كهنة بزمار البطريركية.

بالترحاب والابتسامات العريضة والفخر استقبل النائب البطريركي رئيس الدير المونسنيور باتريك موراديان وجمهور الدير والنائب طالوزيان ضيوفهم، فكان الاجتماع الأول في قاعة المؤتمرات والاجتماعات العصرية التي تحمل اسم البطريرك الراحل أبراهام أردزيفيان، مؤسس الدير. وقد شرح   موراديان للوفد تاريخ تأسيس الدير في العام 1740 وتطوره والمراحل التي مر بها مع البطاركة الذين تعاقبوا على رئاسته.

وأشار موراديان إلى أنّ الدير شهد أعمال بناء وتوسعة متواصلة على مرّ السنوات، لكنّ عمليات التشييد التي كانت على طريقة قفير النحل لم تفسد روحية تصميمه فغلب التناغم والتناسق والذوق.

وتحدث عن جمعية كهنة بزمار البطريركية وعن الإكليريكية التي كان للبطريرك يعقوب بطرس الثاني هوسيبيان الفضل الأكبر في تأسيسها الذي أرسل تلميذين إلى معهد نشر الإيمان الأوروبي، ومن ثمّ تمّ تنفيذ مشروعه من قبل البطريرك ميخائيل بطرس الثالث كاسباريان بحيث كان في الدير حوالى ثمانية عشر طالباً في العام 1774 وصولاً إلى العام 1796 حيث تمّ بناء جناح خاص للإكليريكيين على عهد البطريرك غريغوريوس بطرس الخامس كوبيليان.

ولفت موراديان إلى أن  "أرمينيا هي أول دولة في العالم اعتنقت الديانة المسيحية في العام 301".

وبدوره أكدّ طالوزيان أن "الأرمن متجذرون في هذه الأرض...فالوجود الأرمني في لبنان والقدس ومصر والأردن كان منذ القرن الثامن العشر، أي قبل الإبادة او، "محاولة الابادة من الأتراك"، كما يسميها. وأشار النائب إلى أنّ "الأرمن الكاثوليك ساهموا في قيام النهضة الفكرية والثقافية عند الأرمن، تماما كما لعب لبنان هذا الدور مع الدول العربية".

ولم يشأ النائب الخوض في حديث سياسيّ يُعكّر صفاء اللحظات في دير لا يعرف إلا الصلابة والثبات، فاكتفى بالإشارة إلى أنّ "السياسيين اللبنانيين منذ ستة أشهر حتى اليوم لم يفعلوا شيئا وهم عاجزون عن تأليف الحكومة ويلقون باللائمة دائما على غيرهم ولا سيما على الإعلام".

وفي دردشة مع "لبنان24"، أعرب طالوزيان عن أسفه لما آلت إليه الأوضاع في لبنان ولا سيّما الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة، معتبراً أنّ الحكمة باتت مطلوبة لإدارة شؤون البلاد والعباد سيّما في ظلّ ما تشهده الحدود في قضية الأنفاق.

وبعد الاستقبال الحارّ والتعريف بالدير الذي بوشر بناؤه عام 1749 في عهد البطريرك يعقوب بطرس الثاني الذي عيّنه البطريرك أردزيفيان خليفة له، انتقل الوفد إلى كنيسة سيدة الانتقال الأثرية التي بنيت عام 1771 وشرح الأب كريكور باديشاه عن القبة المزينة بمنمنمات أرمنية على شكل حمامة ترمز إلى الروح القدس وشعاعات على شكل ألسنة نار تحلّ على التلاميذ الإثني عشر. وفي الكنيسة، هيكل للشهيد إغناطيوس مالويان الذي أعلنه قداسة البابا يوحنا بطرس الثاني طوباوياً في العام 2001.

وإلى متحف الدير الذي يعد منارة ثقافية وتراثية ودينية انتقل الإعلاميون وشاهدوا أغراض البطاركة والمطارنة من ملابس ومباخر وصلبان وأدوات خدمة القداس، وآلة طباعة تعود الى العام 1677 وقطع أثاث خشبية وصندوق مجوهرات لزوجة الأمير بشير الشهابي الثاني، إضافة الى معروضات أخرى ذات قيمة رمزية وروحية أبرزها شوكة من الإكليل الذي وضع على هامة يسوع المسيح وعلب ذخائر لقديسين.

وتعدّ مكتبة الدير الخامسة في ترتيب المكاتب الارمنية في العالم من حيث المخطوطات التي يبلغ  تعدادها الألفين مخطوطة بين القرن الخامس عشر والقرن التاسع عشر، ومن بين أقدم المخطوطات "كتاب الأحكام" للراهب مخيتار كوش من عام 1240 و"سلسلة رسائل" سنة 1298 وهو النسخة الوحيدة في العالم.

وتضمّ المكتبة مجموعة غنية من المجلدات والكتب والمطبوعات القديمة، وأول كتاب مقدس بعهديه القديم والجديد باللغة الارمنية من العام 1661 ومشغلا للترميم.

وحمل الأب باديشاه كتباً مقدسة مبيّناً الرسوم بألوانها الصاخبة، فهي ألوان من الطبيعة: الأحمر من الدماء والذهبي من الذهب على سبيل المثال!

ويشتهر دير بزمار بصناعة النبيذ، وهي تقليد قديم ورثه الآباء منذ عام 1820، كانت محطة في أقبية الدير المليئة بخوابي النبيذ المعتق الذي يعود بعضها إلى العام 1890

Advertisement




المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك