عقيلة قائد الجيش جالت في وادي القديسين

زارت عقيلة قائد الجيش العماد جوزيف عون السيدة نعمت نعمه عون دير النساك والحبساء الموارنة في وادي قاديشا المقدس - وادي القديسين، حيث كان في استقبالها رئيس الدير الأب مخايل فنيانوس واقنوم الدير الأب الوكيل كميل كيروز ومنسق اللجنة الاسقفية للحوار المسيحي - الإسلامي في الشمال والملحق الإعلامي في الوادي المقدس جوزاف محفوض وعدد من الآباء والرهبان.

وتفقدت السيدة عون أنحاء الدير والمعالم الأثرية والتاريخية، برفقة محفوض الذي عرفها الى المحطات التاريخية والمفاصل الاساسية.

وكانت محطتها الاولى، في واحة قزحيا للصلاة والتأمل، وكابيلا مار انطونيوس الكبير أبي الرهبان وكوكب البرية وقاعة المحاضرات والاجتماعات ومغارة سيدة لورد وكابيلا مار يوحنا المعمدان ومحبسة مار مخايل المطلة على مغارة بطل لبنان يوسف بك كرم.

اما المحطة الثانية فكانت في محبسة مار بيشاي التي عاش فيها بطاركة آل الرزي عندما كانوا نساك والمطلة على الطاحون القديم والنهر، ومدفن الحبيس الناسك الأب انطونيوس شينا الذي بدأت تظهر عجائبه والمكتبة الروحية، واطلعت على كتاب المسلمين باللغة الكرشونية للبطريرك الطوباوي اسطفان الدويهي الذي ثبت قوانين الرهبنة والمطبعة الأولى في العالم العربي عام 1585 والتي طبعت أول كتاب باللغة السريانية سنة 1610 ومزار مار شربل وتمثال الاخ الطوباوي اسطفان نعمة والمتحف الأثري، وعصا الأب موسى السبعلي التي ضرب بها المتصرف رستم باشا الذي تآمر على رهبان دير قزحيا وصندوق السيدة جرمان الفرنسية التي قدمته للدير في القرن السادس عشر، والأسلحة القديمة العهد والثياب الكهنوتية التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، وعصا الرعاية للملك لويس التاسع عشر المطعمة بالعاج والألماز والتي يحتفل بها رئيس الدير أثناء القداديس الأربعة السنوية في أعياد شفيع الدير وعيد الميلاد وعيد الكبير وعيد السيدة العذراء في الخامس عشر من شهر آب، واستطلعت السيدة عون الأواني والعدة الزراعية والخوابي الأثرية.

اما المحطة الثالثة فكانت في المغارة العجائبية التي يوجد فيها الجنازير، ويقال إنها تصل إلى بلدة اهدن، وتباركت من الحجر المقدس الموجود فيها، وزارت كنيسة الدير الأثرية المرصعة حجارتها بالرصاص لأي حدث من الزلازل والقناطر الليتورجية التي ترمز الى الرسل الإثني عشر وكرسي الإعتراف وذخائر قديسي لبنان وجرن العماد المقدس والأجراص والقبب الثلاث التي ترمز إلى الأب والابن والروح القدس.

كما شاركت عون مع رئيس الدير الأب فنيانوس واقنوم الدير الأب كيروز والرهبان، في صلاة الظهر، على نية شهداء الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية وقائدها العماد جوزاف عون وعائلته من أجل أن يعم السلام والأمان والطمأنينة في وطننا الحبيب لبنان ودول الإنتشار.

وتفقدت السيدة عون نبع عين الندامة الذي يشرب منه الزوار والمؤمنون ومحبسة ماربولا أول النساك في مدينة الرأس المطلة على الدير ويوجد فيها الحبيس الناسك الأب انطونيوس رزق إبن بلدة كوكبا الجنوبية. وعقدت لقاء وخلوة روحية مع الناسك الأب الحبيس يوحنا خوند.

والمحطة الأخيرة كانت في صالون الدير الكبير، حيث قدم لها الضيافة من منتوجات الدير والحلاوة البلدية، وقدم لها الأب الرئيس فنيانوس هدايا تذكارية من مسابح صلاة ووثائقي عن الدير وكتاب عن تاريخ الدير من إعداد الأب أنطوان مقبل وايقونات عن القديس انطونيوس والقديس شربل.

ودونت السيدة عون كلمة في السجل الذهبي، عبرت فيها عن "روحانية الزيارة لهذا المكان المقدس والصرح الكنسي والوطني"، ونقلت إلى الرهبان "تحيات قائد الجيش العماد جوزاف عون ومحبته للرهبانية اللبنانية المارونية"، وطلبت من القديس انطونيوس وقديسي لبنان ب"أن يحمي عائلتها ولبنان والجيش من كل المخاطر".

واستطلعت السيدة عون مائدة المحبة والطعام في الدير وهو من أكبر الأديار في الرهبنة، واخذت صورة رسمية، وشكرت رئيس الدير والرهبان على "حفاوة الاستقبال"، مقدرة جهودهم وسهرهم "الدائم على هذا المكان ووجودكم بشكل دائم في وادي القديسين". ونوهت ب"هذا المزار الموجود على خريطة التراث العالمي ومنظمة اليونيسكو".

وحمل الأب الرئيس فنيانوس رسالة شفهية للسيدة عون، حيا فيها الجيش اللبناني ل"سهرهم الدائم على أمن الوطن والمواطن في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة"، مؤكدا "إننا نذكرهم بصلاتنا اليومية ونذكر شهدائهم الأبرار الذين ضحوا بدمائهم ليبقى لبنان".

كما وجه "تحية خاصة باسم الدير والحبساء والرهبان لعماد الوطن قائد الجيش وإلى القائد الاعلى للقوات المسلحة وحامي الدستور عماد الجمهورية الرئيس ميشال عون".