Advertisement

أفراح ومناسبات

منذر حوراني: رفض العمل بـ"الواسطة" في لبنان فتفوق بإنشاء المباني الطبية في أمريكا

Lebanon 24
27-10-2019 | 14:29
A-
A+
Doc-P-639532-637078089073771468.jpg
Doc-P-639532-637078089073771468.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

في شباط من العام 1971 خطّ منذر حوراني، ابن بلدة مرجعيون الجنوبية كتاباً مفتوحاً إلى رئيس الجمهورية، على صفحات جريدة النهار، مقترحاً مشروعاً يحلّ أزمة خريجي الجامعات ويوفر تخطيطاً لمستقبل لبنان ولتطوره الإقتصادي والاجتماعي. وقد كتب يومها في بداية رسالته للرئيس سليمان فرنجية: "بعدما أنهيت دراستي الجامعية في لبنان، سافرت إلى الولايات المتحدة طلباً للعلم، وتخرجت بشهادتين في الهندسة المعمارية والهندسة الإنشائية وعملت هناك مدة عامين، عدت بعدهما إلى لبنان وكلي أمل وثقة بخدمة وطني الحبيب لبنان لأعمل بهمة وإخلاص وكفاية(...)، وبما أني لم أجد عملاً في وطني وهذه ظاهرة عامة وددت أن أقدم إلى فخامتكم حلاً لهذه المشكلة(...).

وحوراني الذي رفض تأمين عمل له بالواسطة عبر اعتماد الخلفية الطائفية، اقترح قيام جهاز أو إدارة تكون مكتب توظيف الطاقة العلمية وبمثابة مكتب توظيف خاص، يوضع تحت إشراف الحكومة ورعايتها، ويشرف على إيجاد مشاريع في الدول العربية والآفريقية والأوروبية، وفند طريقة عمل المكتب.

يومها كتب حوراني قلق الشباب اللبناني، وخشي أن يؤدي القلق إلى اليأس، و"إلى ما هو أنكر وأشدّ إلى حياة الفوضى واللامبالاة بالوطن والمواطنين"، كأن الكلمات التي كتبها منذ 48 عاماً، كتبت اليوم، فالشباب اللبناني بعدُ في قلق، يهاجرون طلباً للعمل، وهكذا فعل حوراني، في السنة نفسها أي في العام 1971 قرر الهجرة النهائية إلى الولايات المتحدة الأميركية وبدأت حكاية نجاح متميز.

في ولاية تكساس، أسس العام 1971 شركة "م. حوراني وشركاه مهندسون مستشارون"، وهو اليوم المدير التنفيذي المؤسس لشركة"مديستار" التي تعنى بتطوير جميع أنواع مرافق الرعاية الصحيةشارك في ابتكارات هندسية متعددة من تقنيات للبناء ومبادئ للهندسة كان لها تأثير كبير في نمو قطاع البناء بالولايات المتحدة، وشارك أيضأ فى إنشاء أكثر من 800 مبنى في ولايات مختلفة، ونال على جائزة "المهندس المتميز لعام 1973" في هيوستن عن إنجازاته المتعددة في مجال الهندسة.

 يتبع حوراني في جميع أعماله فلسفة تطوير مرافق الرعاية الصحية وتصميمها وبنائها بطريقة اقتصادية وحديثة، مع الحفاظ على النوعية المتفوقة وتطبيق أحدث التطويرات في مجالي التكنولوجيا والطب.

في جعبته عدة براءات اختراع من بينها مقشدة نفط لمعالجة التسربات النفطية الكبرى، ودعّامة أعاصير للنوافذ قادرة على تحمل أعاصير من الفئة الرابعة أو الخامسة. أما اختراعه الأكثر شهرة فهو تطوير طريقة فائقة الحداثة لدعم الأسس البنائية من خلال تعرضها للضغط بعد جمادها.

وتتفوق الشركة التي أسسها ويرأسها في تطوير وتمويل واقتناء وإنشاء مباني المكاتب الطبية والمستشفيات ومستشفيات الرعاية الطويلة الأمد  والمرافق الطبية الأخرى للرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية والصيدلانية، وتطال خبرتها عدداً كبيراً من المجالات الأكثر تقدماً تقنياً في عالم الرعاية الصحية، بما في ذلك تطوير وبناء المستشفيات الرقمية ومراكز الأورام ومراكز الرعاية الإسعافية، ومراكز العلاج المتعددة الأساليب، ومستشفيات إعادة التأهيل، ومستشفى العلاجات الطويلة الأمد. ولديها أيضاً خبرة واسعة المباني الطبية المتكاملة والمباني التي تحتوي طبياً على مرافق جراحية وتشخيصية وإعادة تأهيل للمرضى الخارجيين، إضافة إلى مكاتب الأطباء مجتمعة في مبنى واحد فعّال. وهي تجتهد لإنتاج جودة مع تكلفة تصميم فعّالة جداً.

وتمتد المنشآت التي بناها وطورها حوراني على مختلف الولايات المتحدة الأميركية كما على أربع بلدان أخرى، وإلى نجاحه في عمله وتخصصه، يهوى منذر حوراني الموسيقى الكلاسيكية إلى درجة كبيرة، يسمعها منذ صغره، وهذا ما جعله قائد أوركسترا متميز كونه لم يدرس النوتة، يقود نحو 95 عازفاً بجدارة وعشق فريدين، وهو يؤلف السيمفونيات وقد ألف لـ" مؤسسة موهوبي هيوستن"، وهي مؤسسة تؤمن فرصاً للموسيقيين الكلاسيكيين الموهوبين للتعبير عن قدراتهم الفنية.

 كل النجاح الذي حققه حوراني في الولايات المتحدة لم ينسه وطنه الأم، فهو داعم أساسي لمختلف المنظمات الخيرية والثقافية، ومنها جمعية "مستشفى القلب الأميركية"، و"سانت جود للبحوث المتعلقة بالأطفال"، و"برنامج الأمم المتحدة للتنمية لبحوث السرطان"، و"الجمعية الوطنية للتصلب المتعدد"، و"الجمعية الطبية العربية الأميركية"، و"المركز العربى الأميركي للثقافة والمجتمع"، و"الجامعة الأميركية في بيروت"، و"الجامعة اللبنانية الأميركية"، و"الإرسالية الوطنية الأميركية اللبنانية"، كما انه يدعم مؤسسات أميركيةكـ"رابطة مكافحة التنمر"، و"معبد ب.أ.ب.س"، و" بعثة الباب المفتوح"، و"التواصل الصحي للشرق الأوسط"، و"بنك هيوستن للطعام"، و"مؤسسة أطعموا الأطفال"، و"سيمفونية هيوستن"، و"أوبرا هيوستن الكبرى"، و"جامعة بريغهام يونع ل.د.س" و"الصليب الأحمر اللبناني"، و"مركز ام دي أندرسن"، وغيرها.

 لا ينسى حوراني لبنان مطلقاً رغم أنغيابه طال عنه :"لا أنسى الناس الطيبين الذين يتسمون بالكرم والمحبة في جميع أنحائه. أنا أعتز أيضاً بالجمال الرائع لوطنيولا أنسى الأوقات التي أمضيتها في ربوع طبيعته الجميلة." وهو الذي خسر والدته في أحداث العام 1958 يوم عيد ميلاده الرابع عشر، يقول بأن "على الشعب اللبناني بأن يكون موحداً. لقد حان الوقت لأن تقوم الحكومة اللبنانية بشيء بنّاء فيما يتعلق بالوضع في لبنان، والوحدة تجلب القوة. لقد شهد وطننا، منذ إنشائه، الكثير من الحروب والتدخلات الخارجية. الشيء الوحيد الذي سينقذ هذا البلد الجميل هو أن يعمل الشعب مع الحكومة لإنقاذ البلاد من الكارثة".

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك