Advertisement

أفراح ومناسبات

وزارة الثقافة كرمت الشاعر سليم حيدر المرتضى: هو البحر من اي النواحي آتيته

Lebanon 24
22-06-2022 | 03:40
A-
A+
Doc-P-964476-637914915545355686.jpg
Doc-P-964476-637914915545355686.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كرمت وزارة الثقافة بشخص وزيرها القاضي محمد وسام المرتضى ، الوزير والنائب والقاضي والاديب والشاعر الراحل سليم حيدر، من خلال تنظيم ندوة فكرية في مقر المكتبة الوطنية – الصنائع، في حضور مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي، الوزيرين السابقين جورج قرم والدكتور عصام نعمان، النائب السابق اميل رحمة ، الرئيس السابق للمجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، الرئيس السابق للمجلس الاعلى للجمارك عصام حب الله وحشد من الشخصيات والمقامات السياسية والقضائية والقانونية والفكرية والادبية والثقافية وعائلة الراحل. وتخلل الندوة  كلمات لكل من الوزير المرتضى ، الدكتور ساسين عساف، الأستاذ  شوقي ساسين ،السيدة دُنى حيدر ضناوي والدكتور حيان حيدر . 
Advertisement

 وتكريم سليم حيدر كرس ايضا  من خلال تخصيص في المكتبة الوطنية ، يضم انتاجه الأدبي القيم ليكون مرجعا لكل طالب علم ومعرفة وثقافة .  


الوزير المرتضى وفي مستهل  كلمته عن المكرم قال :"هو البحرُ من أيِّ النواحي أتيتَه".هذا قول ينزلُ على سليم حيدر حفرًا وتنزيلًا، لا من قبيل المدحِ الفارغِ بل من باب  الوصفِ الصادقْ. فهو القانونيُّ بامتياز، القاضي الناصعُ الضمير، المحامي البارع، الدبلوماسيُّ الكُفْءُ، النائبُ المفوَّهُ، الوزيرُ الأمينُ، الأديبُ اللامع، الشاعرُ الرؤيوي والإنسان الإنسان،هو الذي أثمرت مواهبهُ أبناءً بَرَرَةً من لحم ودم، كما من ورقٍ وكلمات؛ فكيفَ لا يكونُ بحرًا من جمعَ هذه الملَكاتِ كلَّها في كيانٍ واحد؟ ".  

وتابع: "في منتصف الحرب العالمية الأولى فتحت مدينة بعلبك عينَيْ صباحِها على مولودٍ حيدريّ، من غير أن تعلمَ أنَّه في حِقْبةٍ ما سيُطلعُ من يراعته صباحٌ جديد على عالم الثقافة، وسيسطعُ من مسيرته فجرٌ مشرقٌ في سماءِ الوطنية، وسيزرعُ في أعماق ذاته شجرةَ معرفة عميقةَ الجذور متينةَ الجِذْعِ خضراءَ الأغصان، تأوي إليها الثقافةُ أسرابًا من نثرٍ وشعرٍ ومواقفَ وخُطبٍ، كما تأوي رفوفُ العصافيرِ إلى أعشاشِها عند المساء. أما هو، فبعكسِ بلدته الوادعة، عرَفَ منذ اليفاعة أنَّ عليه أن يجعلَ من شأنِه شأنًا، لا له وحدَه بل لناسه ومجتمعِه وقومه ووطنه. وهكذا كان في العلومِ التي حصّلَها والمناصب التي اختارها أو دُعِيَ إليها، منارة ثقافيةً وإنسانيةً، ومُلتقَى قيمٍ، وداعيةَ إخاء وطني."  

ولفت الوزير المرتضى الى الانفتاح عند المكرم وقال: "على ذكر الأخوة الوطنية نستذكر قصيدتُه "المغارة" التي خاطب بها ابنَه حيان ذا الأعوامِ الاثنَي ْعَشَر؛ يومَ رآه "منهمكًا بمغارة الميلاد يشيِّدُها بيديه الصغيرتين من الورق والدبابيس والأخشاب والأشخاص... مغتبطًا بما فعل"، فكتب له:  

يا ابني مغارتُكَ الصغيرةُ حُلْوةٌ سَلِمَتْ يداكْ
فيها الحبيبُ الطفلُ وَضّاءُ الملامحِ كالملاكْ
قلنا به عيسى النبيَّ ابنَ البتولِ، ابنَ السّماءْ
قالوا به أقنومَ ذاتِ اللهِ يأتي للفداءْ
أَنْعِمْ بما قالوا وقُلْنا، إنه عيسى المسيحْ
غَوثُ المشرَّدِ، لقمةُ الجَوْعانِ، عُكّازُ الكسيحْ

 


وتابع: بهذا الانفتاحِ السّمحِ تجسَّدَت دعوتُه إلى الوحدة الوطنية: أن يشاركَ المواطنون بعضُهم بعضًا غبطةَ أيامهم وأعيادهم، وأن يؤمن كلٌّ كما يريد؛ المهم أن يكون تعبيرهم عن إيمانهم إنفتاحاً على الآخر، وقبولاً له، وتمسكّاً به، ومن ثَمّ نبذاً للتعصّب والشرذمة، ومناهضةً للظلم، ونصرةً للمظلوم، وبشكل عام انتماءً إلى الفضيلة والإنسانية والتزاماً بأفعال البِرّ، التي بها يَسْلَمُ بناءُ لبنان."  

وتطرق وزير الثقافة في كلمته عن الراحل كسياسي ودبلوماسي   :"سليم حيدر الذي تحدثنا عنه اليوم شاعرًا ومثقَّفًا، يستحق أن تُعْقَدَ له الندواتُ وتوضَعَ فيه الكتبُ التي تتناولُه دبلوماسيًّا في سفاراتِه إلى بعض العواصم، وسياسيًّا في مقعديه النيابيّ والوزاري. كما يستحقُّ أن تُجْمَعَ كلماتُه ورسائلُه وتصريحاتُه ومواقفُه السياسية، من خلال ما هو متوافر في أرشيف المجلس النيابي وفي المحفوظات الحكومية ووثائق وزارة الخارجية، لنكتشفَ لغتَه الجامعة وخِطابَه الوطني، ونتعرَّفَ أكثر إلى دقائق الأوضاع اللبنانية والإقليمية والدولية في تلك المرحلة التي امتدت رسميًّا في حياته منذ العام 1946 عند تعيينه سفيرًا إلى طهران، حتى العام 1972 تاريخ انتهاء ولايته الثانية في المجلس النيابي." 

واضاف: "إنها مرحلةٌ حاسمة في تكوّن التاريخ اللبناني، بل العربي، شهد فيها اغتصاب فلسطين ونشوء كيان الاحتلال، وبدء الاعتداءات الإسرائيلية في الداخل الفلسطيني وفي الشمال والشرق والجنوب، كما شهد الثورة الفلسطينية والصراعات العربية حولَها وفيها، وقدومَها إلى لبنان وتأثيرات ذلك على مجمل الأوضاع اللبنانية التي تراكمت فيها الأزمات حتى انفجرت حربًا مشؤومةً عام خمسةٍ وسبعين. إن شاهدًا على تلك الحِقْبةِ الغنية بأحداثِها المضيئة والمأساوية، يطبع، بعمق تفكيره السليم وشمول رؤيته واتّساع ثقافتِه، الذاكرة الوطنية اللبنانية بإضافاتٍ مؤثرة وعلاماتٍ معرفية فارقةٍ في قراءة التاريخ والتعرف إلى واقعاتِه وأسبابِها ونتائجها.".     

 وختم الوزير المرتضى: "الآن، ينزلُ سليم حيدر في رحاب المكتبة الوطنية ليسكنَها كتابًا يُقرأُ ومرجعًا يُستَشْهَدُ به. إنه الآن في حضوره الوطني يقيمُ في المنزلِ الأحبِّ إلى قلبه، بين تضاعيف الكتب وفي ثنايا الكلمات مثلما يقيم في ذاكرة بنيه وأشواقهم وفخرِهم. ونحن إذْ نحتفي بهذه المناسبة الثقافية الراقية نجدد إيماننا بأن هوية لبنان الحقيقية هي التي يدوَّنُ في مندرجاتِها أن الفكرَ أبوه والثقافةَ أمُّه والمعرفةَ شهرتُه والحريّة والرفعة غذاؤه وماؤه. على هذا الإيمان عاش سليم حيدر وكتب وأبدع، فطوبى له في عليائه وطوبى للبنان به و بأمثاله." 

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك