لطالما كان الجمال جزءًا من هوية المرأة، لكنه اليوم بات موضوعًا يتداخل فيه الطبيعي بالافتراضي، والواقعي بالمتخيّل. ففي عصر الصور المعدلة والفلاتر وعمليات التجميل المتزايدة، تقف المرأة أمام سؤال محوري: هل أبدو جميلة بما يكفي؟ ومن الذي يحدد ذلك؟
الجمال الطبيعي في مواجهة المعايير المفروضة:
في كثير من الثقافات، يُحتفى بالجمال الطبيعي، لكن في المقابل، تسهم
وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في ترسيخ صور نمطية لمعايير الجمال: بشرة خالية من العيوب، قوام مثالي، شعر لامع… إلخ. هذه الصورة “المثالية” قد تكون بعيدة عن الواقع، لكنها أصبحت حلمًا تسعى إليه كثير من النساء، أحيانًا على حساب راحتهن النفسية أو صحتهن الجسدية.
التأثير النفسي لمعايير الجمال:
تشير دراسات حديثة إلى أن الضغط المستمر على الفتيات والنساء لمجاراة معايير الجمال السائدة قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق، فقدان الثقة بالنفس، واضطرابات الأكل. كما أن مقارنة الذات بالصور المعدلة قد تؤدي إلى الشعور بالدونية أو عدم الرضا عن المظهر الخارجي.
دعوة لإعادة تعريف الجمال:
الجمال لا يمكن حصره في مقاييس جسدية فقط. هو أيضًا الثقة بالنفس، الذكاء، اللطف، والقبول الذاتي. فكل امرأة تمتلك جمالًا خاصًا يميزها، ولا ينبغي أن تمليه الموضة أو توجهات السوق.
في زمن تسوده المقارنات، من المهم أن تتصالح المرأة مع ذاتها، وتدرك أن الجمال الحقيقي لا يُقاس بمعايير سطحية، بل ينبع من الداخل. فلنُعِد النظر في المفهوم، ولنحتفِ بتنوّع الجمال بدلاً من السعي وراء نسخة واحدة منه.