تعاني كثير من النساء من عدم القدرة على مقاومة الطعام، دون أن يُدركن أن هذا السلوك قد يكون نوعًا من الإدمان الحقيقي، الذي يحتاج إلى وعي وعلاج، تمامًا كما هو الحال مع إدمان
الكحول أو التدخين.
الدكتورة جين أونوين، أخصائية علم النفس، تؤكد من خلال تجربتها الشخصية أن الاعتراف بالعلاقة المضطربة مع الطعام هو أول خطوة في طريق الشفاء. فرغم نجاحها المهني واستقرار حياتها، كانت غير قادرة على مقاومة الحلوى، وكانت "لقمة صغيرة" كفيلة بإطلاق نوبة نهم تنتهي بالشعور بالذنب واليأس.
وترى أونوين أن إدمان الطعام من أصعب أنواع الإدمان لأنه مرتبط بالحياة اليومية، ولأنه يصعب "الابتعاد عنه تمامًا"، مثلما يحدث مع الكحول أو التدخين.
وتُحذّر النساء من تجاهل هذا النوع من الإدمان، مشيرة إلى 4 علامات أساسية إذا اجتمعت ثلاثٌ منها، فهذا مؤشر واضح على وجود مشكلة تستدعي الانتباه:
1.
اشتهاء طعام معين يوميًا: هل تجدين نفسكِ غير قادرة على مقاومة فكرة تحضير البانكيك أو الكاتو بالشوكولاتة يوميًا؟ هل تتوقين إلى الحلويات أو المعجنات بشكل مستمر؟ هذا التعلّق القهري بأنواع محددة من الأطعمة هو من أبرز مؤشرات الإدمان.
2.
الرغبة المتزايدة في الحلويات: يبدأ الأمر بقطعة شوكولاتة صغيرة، ثم سرعان ما تحتاجين إلى أكثر من قطعة لتشعري بنفس "الراحة"، وهذا التصاعد مؤشر واضح على فقدان السيطرة.
3.
الطعام هو الأولوية: إذا كنتِ تخطّطين يومكِ حول الوجبات، وتبحثين دائمًا عن الفرص لتناول الطعام خارج المنزل، خاصة الأطعمة الدسمة والمليئة بالدهون، فقد تحوّل ذلك إلى سلوك إدماني.
4.
فقدان السيطرة على الوجبات الخفيفة: لا تقتصر المشكلة على الوجبات الرئيسية فقط، بل تشمل النهم لتناول الشيبس أو البسكويت أو الوجبات الخفيفة دون إدراك كمية ما تتناولينه يوميًا.
الدكتورة أونوين تدعو النساء إلى كسر الصمت حول هذا الإدمان الخفي، والتعامل معه بجدية، فهو لا يؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل يترك أثراً عميقاً على الحالة النفسية والرضى عن الذات.
إذا شعرتِ أن الطعام بدأ يسيطر على حياتكِ بدل أن يكون جزءًا متوازنًا منها، فقد حان الوقت لتطلبي المساعدة وتتخذي خطوة حقيقية نحو التوازن والشفاء.