Advertisement

المرأة

أيُعقَل أنّ أمّي تحبّ أختي أكثر منِّي؟

Lebanon 24
12-04-2016 | 23:46
A-
A+
Doc-P-139188-6367053764561635991280x960.jpg
Doc-P-139188-6367053764561635991280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
"أنتِ تحبّين أختي أكثر مني"، جملة تردّدها لارا البالغة من العمر 13 عاماً على مسامع أمها. أمّا الأمّ فتؤكّد لها: "كلا أنا أحبكما أنتما الإثنتين بالقدر نفسه". فهل فعلاً يفضّل الأهل طفلاً على الآخر؟ لا يوافق الأهل أحد أبنائهم أبداً عندما يشعر أنّ أخيه محبوب ومدلّل أكثر منه. هم يجيبون دائماً بالنفي على اتهاماته، ويعتقدون أنّ الغيرة بين الإخوة هي السبب الرئيس وراء ادعاءات ولدهم. وتؤكّد الأم كلّما تعرّضت لموقف مماثل: "إبني يغار من أخيه، فكلّما أظهرتُ لأخيه بعض الاهتمام يشعر بأنني أفضّله عليه". ولكن ماذا إذا كان هذا الولد، الذي يشعر بالتفرقة بينه وبين أخيه، على حقّ؟ الأهل يفرّقون؟ يبدو أنّ الطفل المفضّل في البيت موجود فعلاً على رغم إنكار الأهل الدائم للموضوع. تلفت دراسة أجرتها العالمة الاجتماعية والبروفسورة في جامعة "كاليفورنيا" في الولايات المتحدة كاترين كونغر إلى أنّه في كلام الأولاد حول التفرقة والتفضيل بينهم شيء من الصحّة. فعلى مدى 3 سنوات، درست كونغر وضع 384 عائلة لترصد علاقة الأهل بأبنائهم في سنّ المراهقة. وتوصّلت إلى نتائج واضحة بيّنت أنّ الأهل يعاملون أولادهم في البيت بشكل مختلف حسب المعايير التالية: تراتبية العمر يبدو أنّ الأبوين يدلّلان أحياناً أبناءهم الصغار أكثر من الكبار. هم يصعّبون الحياة على ولدهم الكبير مقارنةً بالأصغر منه، كونه يشكّل تجربتهم الأولى في التربية، فيتعاملون معه بصرامة أكبر بينما يغضّون الطرف ويتساهلون مع الأصغر منه. يعتاد الأهل مع الوقت على بعض المواقف ويتثنّى لهم الوقت "ليتطوّروا" على صعيد التربية. وتروي جومانا (25 عاماً) لـ"الجمهورية": "كان أبي يرفض قطعاً أن أنام خارج المنزل، فكان يمنعني حتّى من المشاركة في المخيّمات الصيفية الرعوية. كانت أول مرّة شاركت فيها في مخيم مماثل بعد بلوغي سن الرشد، وبعد أن بكيت وافتعلت مشكلاً كبيراً في البيت، أمّا أختي التي تصغرني بثلاث سنوات فسمحوا لها بالسفر إلى الأردن في رحلة مدرسية وهي في الـ17 من العمر". وتوضح: "هكذا كانت الأجواء في بيتنا، أنا أفتعل المشاكل وأتحمّل الضغوط ليعتاد أهلي على بعض الأفكار، وهي تستفيد". ولد يشبههم يفضّل الأهل أحياناً الولد الذي يشبههم على صعيد الطباع. ويعجّ المجتمع بحكايات أولاد أو أشخاص بالغين انطبع في ذاكرتهم شعورهم بتمييز أم أو أب بينهم وبين أحد أشقائهم لاتفاق أخيهم مع الوالدين أكثر منهم. وتروي جنيفر، المتخرّجة حديثاً من الجامعة، لـ"الجمهورية" كيف كانت ولا زالت تشعر أنّ أمها تفضّل أختها عليها، "فأمي وأختي تتمتّعان بنفس الطباع، هما ديناميكيتان ومهووستان بالعمل والمثابرة ولا تعرفان معنى الراحة، أما أنا فطباعي هادئة. لقد تمّ نعتي بالخاملة لأنني لا أشبههما". وتضيف: "أنا أشعر أنّ أمي تلبّي طلبات أختي وتدلّلها أكثر مني لأنها تعتبرها نشيطة مثلها، أمّا أنا فتوجّه لي اللوم الدائم علماً أنني كنت متفوّقة في المدرسة وتمكّنت من نيل شهادة جامعية من دون أن أرسب ولو لمرة واحدة". سهولة التربية إلى ذلك، يميل الأهل أيضاً إلى الولد الذكي والمتفوّق في المدرسة والمطيع والعاقل لأنّ الولد الذي يسهّل عليهم عملية التربية، يُشعرهم بنجاحهم ويسمح لهم بأن لا يشكّوا في قدراتهم. حقّق أحلامهم تشير الدراسة أيضاً إلى أنّ الأهل قد يميلون بشكل غير واع إلى تفضيل الولد الذي حقّق إنجازات كانوا يتمنّون تحقيقها، ولم يفلحوا. كان أبو سامر يتمنّى أن يصبح مهندساً، إلّا أنّ ظروفاً عائلية أوقفته عن تحقيق حلمه والاكتفاء بشهادة مدرسية. ويسرد ولده الأصغر هادي، وهو طالب جامعي، أنّ "جميع أبناء القرية يعرفون كم هو فخور بأخي البكر سامر الذي أصبح مهندساً بينما لا يهتمّ بدراستي وعملي في الجامعة لأنني أهوى الفنّ واخترت احتراف الرسم". جنس الولد لا يُخفى على أحد كم يفرّق مجتمعنا بين الأولاد بحسب جنسهم. ففي المجتمع الذكوري "الصبي مقدّس"، وعلى رغم تطوّر الذهنيات والانفتاح في السنوات الأخيرة والتمكّن من كسر هذه الصورة النمطية بعض الشيء، إلّا أنّها ما زالت سائدة بشكل متفاوت بين المجتمعات. وتعترف رانيا لـ"الجمهورية"، وهي مدرّسة في إحدى المدارس الخاصة: "يسعى أهلي لوَهب كلّ ما يملكون إلى أخي الوحيد بينما يتعاملون معي ومع شقيقتي وكأننا ضيفات نمكث معهم بشكل موقّت، فهم ينتظرون بفارغ الصبر رجلاً يطلبنا للزواج". وتنقل عنهم: "الفتاة تتزوّج وتنتقل إلى اسم عائلة أخرى". وتؤكّد رانيا أنّ تفضيل أهلها للصبي تجلّى في مواقف عديدة، "فأبي ليس ميسوراً مادياً ولم يكن بوسعه إرسالنا أنا وأخوتي إلى جامعة خاصة. لذا، فضّل إرسال الصبي إليها، واقترح على بناته اللجوء إلى التعليم الرسمي. وهذه الحال لا تنطبق على العلم وحسب، بل هو يضغط علينا للتنازل عن حصّتنا في منزل العائلة، فهو يريد أن يورثه لابنه". الإتهام يجوز وتوضح عالمة الاجتماع والمشرفة على الدراسة كاترين كونغر أنّ معظم الأولاد يتّهمون أهلهم بمنح امتيازات أكبر لأحد أخواتهم، مهما حرص الأهل على احترام قواعد المعاملة المتساوية بين الأبناء. ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الأهمية تكمن في انتباه الأهل إلى هذه الاتهامات ومراجعة أنفسهم بشكل موضوعي للتأكّد من أنّ شعور أولادهم مبنيّ على غيرة عابرة أو على محاولة ضغط عليهم لنيل مطلب معيّن، وليس على حالة يعانيها الولد ويقف وراءها أحد الأسباب التي ذكرتها الدراسة. للفت النظر • الأمّ أكثرُ تمييزاً: تكشف الدراسات أنّ الأمّ أكثر مَن يفضّل ولداً على الآخر، وتثبت الأرقام أنّ 74 في المئة من الأمّهات يَملن إلى ولدٍ أكثر من أخيه، بينما تتقلّص هذه النسبة إلى 70 في المئة عند الآباء. • الأهل الذين يحرصون على عدم إشعار أيّ ولد من أولادهم بالتفرقة، أو بأنّهم يدلّلون أحد إخوته أكثر منه، سبقَ وعاشوا هذا التجربة المؤلمة في صغرهم أو شبابهم. (سابين الحاج - الجمهورية)
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك