في إحدى القرى الجبلية بمقاطعة تشجيانغ شرق
الصين، تتعالى القهقهات داخل دارة ريفية بيضاء تحولت إلى مسكن مشترك مخصص
للنساء فقط، تحت اسم "عالم كيكي الخيالي".
المكان الذي أسسته الشابة
تشين ياني (30 عامًا)، والمعروفة بـ"كيكي"، بات ملاذًا للنساء الباحثات عن "الأمان، الحرية، والصداقات"، بعيدًا عن الضغوط الاجتماعية والأحكام الذكورية.
النساء المشاركات في هذا السكن يدفعن رسومًا رمزية تبدأ بـ30 يوانًا (نحو 4.2 دولار) لليلة الواحدة، و80 يوانًا (11 دولارًا) ابتداءً
من اليوم الرابع. وخلال الإقامة، يتشاركن الطهي والأنشطة اليومية، ويتحدثن بحرية عن قضايا عاطفية وشخصية يصعب مناقشتها في حضور الرجال.
توضح المؤسسة تشين ياني أن دافعها لإنشاء هذا المكان جاء بعد تعرضها لمضايقات متكررة من رجال خلال عملها في مجال ريادة الأعمال، ما جعلها تبحث عن فضاء آمن خالٍ من القلق.
ومع انتشار التجربة عبر منصة "شياوهونغشو" (المعروفة بـ"إنستغرام الصيني")، لاقت الفكرة إقبالًا واسعًا من نساء يرغبن في الهروب من الضغوط العائلية، خاصة خلال عطلات رأس السنة
الصينية حيث يُمارس ضغط قوي على غير المتزوجات.
مبادرات مشابهة بدأت تظهر في مناطق أخرى من الصين، مثل نادي "مساحتها" الذي أسسته يانغ يون ويمنح عضوية دائمة مقابل 3980 يوانًا (554 دولارًا). الهدف ليس السكن فقط، بل توفير تضامن نسائي ودعم ذهني ومعنوي للمشتركات.
ورغم الانتقادات التي تتهم هذه المبادرات بتأجيج العداء بين الجنسين، تؤكد مؤسساتها أن الهدف هو تمكين النساء وإيجاد مساحات آمنة للتعبير عن الذات.