Advertisement

متفرقات

للأزواج.. لماذا يجب أحيانًا أن ننام ونحن غاضبون؟

Lebanon 24
06-10-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1425822-638953521136889626.png
Doc-P-1425822-638953521136889626.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لطالما نصحنا الناس بعدم الذهاب إلى النوم وهم غاضبون، باعتبارها قاعدة ذهبية للحفاظ على زواجٍ متوازن وعلاقة متينة. لكن علم النفس الحديث يقلب هذه القاعدة رأسًا على عقب، مشيرًا إلى أنّ محاولات "تصفية الحساب قبل النوم" قد تضر بالعلاقة أكثر مما تنفعها.
Advertisement

ففي نهاية يومٍ مرهق ومشحون بالمشاعر الصغيرة والمواقف العابرة، قد يحاول كثير من الأزواج حل الخلاف فورًا قبل أن يخلدوا إلى النوم، خشية تراكم الغضب. إلا أن المختصين يؤكدون أن هذا السلوك غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية.

الأخصائية النفسية سامانثا وايتن من ولاية ميريلاند الأميركية تقول بوضوح: "الإصرار على حل الخلاف قبل النوم يضمن شيئًا واحدًا فقط، أنكما ستتشاجران وأنتم مرهقان."
فالإرهاق الجسدي والعاطفي يجعل من الصعب إجراء حوار عقلاني، بينما يكون النوم والراحة أحيانًا الحلّ الأذكى لإنقاذ العلاقة على المدى الطويل.


متى يكون النقاش فكرة سيئة؟

تشرح وايتن أن الرغبة في إنهاء الخلاف فورًا تنبع من تفكير "رومانسي أكثر منه واقعي". وتستشهد بقاعدة علاجية معروفة في علم النفس تُختصر بكلمة (HALT)، التي تنصح بعدم خوض أي نقاش مهم عندما تكون جائعًا (Hungry)، غاضبًا (Angry)، وحيدًا (Lonely) أو متعبًا (Tired)، وهي الحالات الأربع التي غالبًا ما تجتمع في المساء.

وتضيف: "في الليل، يندفع الناس لقول أشياء يندمون عليها لاحقًا، خصوصًا عندما يكونون مستنزفين ذهنيًا أو متوترين."

الأخصائية النفسية سابرينا رومانوف من نيويورك تقترح ما تسميه "فن التوقف المؤقت"، وهو ليس تجاهلًا للمشكلة بل تأجيلًا واعيًا للنقاش حتى وقتٍ أفضل.
وتقول: "الأفضل أن تقول لشريكك: أعرف أن ما حدث مهم، لكن دعنا نؤجل الحديث إلى الغد بعد الغداء أو القهوة."

هذا النوع من التواصل يمنح الطرفين شعورًا بالأمان والثقة بأن الخلاف لن يُهمل، بل سيُناقش عندما يكون العقل أكثر صفاءً والقلب أكثر اتزانًا.
وتتابع رومانوف: "القدرة على الانتظار حتى تهدأ المشاعر ليست ضعفًا، بل مهارة مكتسبة تحتاج إلى ممارسة وتفاهم متبادل."


الاستراحة ليست هروبًا

تحذّر وايتن من الخلط بين الاستراحة العاطفية والانسحاب من المواجهة. فالأولى تهدف إلى تهدئة النفس قبل النقاش، أما الثانية فهي هروبٌ يُراكم التوتر بدلاً من حله.
وتوضح: "على كل طرف أن يشعر بالأمان الكافي للاعتراف بالخلاف دون خوف، وأن يدرك أن العلاقة أهم من الانتصار في الجدال."

وتشير إلى أن الأشخاص الذين لا يستطيعون النوم قبل تسوية الخلاف غالبًا ما يعانون من قلقٍ عميق تجاه الغموض أو صعوبة في تهدئة الذات.
وتضيف: "السيطرة على المشاعر وتهدئة النفس أحد أهم مفاتيح العلاقات الناضجة."
تنصح رومانوف الأزواج بخلق جلسات تواصل منتظمة لا ترتبط بالخلافات فقط، بل تكون جزءًا طبيعيًا من اليوم. فحتى السؤال البسيط: "كيف كان يومك؟" يمكن أن يصنع بيئة من الأمان العاطفي تُسهّل النقاش عند وقوع الخلاف.

كما تشجع على استخدام لغة "أنا" بدل "أنت" في الحوار، مثل قول: "أنا أشعر بالإحباط عندما لا ترد على رسائلي" بدلًا من "أنت لا تهتم بي أبدًا". هذا التغيير البسيط يخفف حدة الاتهام ويُبقي باب النقاش مفتوحًا.
وتختم رومانوف: "اختيار التوقيت المناسب للحديث أهم من الحديث نفسه."

 
نعم، يمكنك أن تنام غاضبًا

ليس في الأمر ضرر إن ذهبت إلى النوم وأنت منزعج، ما دمت تنوي أن تستيقظ راغبًا في الحل لا في الانتقام. فالعلاقات القوية لا تُبنى على تجنّب الخلافات، بل على معرفة متى وكيف نواجهها.

قد يكون النوم هذه الليلة أفضل من الجدال حتى الفجر، لأن الحب لا يحتاج دائمًا إلى كلامٍ كثير، بل إلى هدوءٍ يعيد للقلب توازنه قبل نهارٍ جديد.
 
(الجزيرة)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك