Advertisement

متفرقات

كيف نزرع في أبنائنا وعي المال واحترام الجهد؟

Lebanon 24
25-10-2025 | 11:00
A-
A+
Doc-P-1433905-638970004334805408.png
Doc-P-1433905-638970004334805408.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في خضم تسارع الحياة وضغوطها اليومية، تنشغل الكثير من الأسر بتعليم أبنائها القراءة والرياضيات، وتغفل عن مهارة لا تقل أهمية: التربية المالية.
هذا المفهوم لا يعني تحويل الطفل إلى محاسب صغير، بل تعليمه احترام الجهد والوقت الذي يُنتج المال، وفهم أن النقود ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق الحياة بوعي ومسؤولية.
Advertisement

الخبير النفسي الدكتور حسن فايد يوضح في حديثه لمجلة سيدتي وطفلك أن: "تعليم الطفل احترام المال هو في جوهره تعليمه احترام الذات والآخرين. فالمال رمز للجهد، ومن يدرك قيمته الحقيقية، يصبح أكثر وعيًا في قراراته وسلوكياته المستقبلية."
الأطفال لا يتعلمون من الكلام، بل من الملاحظة والتقليد. فعندما يرى الطفل والديه يديران ميزانية المنزل بحكمة، أو يختاران المنتج المناسب دون إسراف، يترسخ لديه سلوك مالي متوازن دون تلقين مباشر.
كما أن إشراك الطفل في قرارات بسيطة، كاختيار بين لعبتين أو الادخار من مصروفه الأسبوعي، يعلّمه التخطيط، والانتظار، وتقدير النتائج — وهي مهارات تمتد إلى دراسته وحياته العامة.
تخشى بعض الأمهات أن يصبح الطفل بخيلاً عندما يحافظ على ماله، لكن الدكتور فايد يوضح أن الفرق بين البخل والتوفير يكمن في النية: "البخيل يخاف من الإنفاق، بينما الموفّر يختار بحكمة قبل أن ينفق."
عندما يدّخر الطفل لهدف واضح، كتاب، أو رحلة، أو هدية لصديق، فإنه يتعلّم أن المال وسيلة لتحقيق الفرح لا غاية بحد ذاته.

بما أن مرآة الطفل بيئته؛ فإذا نشأ في بيت يُنفق بلا حساب، تعلّم أن المال بلا قيمة، أما في بيت يوازن بين الرغبة والحاجة، فسيتبنى بدوره هذا السلوك الواعي.
احكي لطفلك عن إدارة ميزانية الأسرة، ودعيه يختبر مسؤوليات بسيطة، مثل إدارة مصروف صغير أو اختيار هدية للعائلة بميزانية محددة. هذه التجارب تزرع لديه حس الانتماء والمسؤولية وتمنحه ثقة بقراراته.
قد يبدو المال بعيدًا عن التعليم، لكن الرابط بينهما عميق.
الطفل الذي يتعلم ضبط رغباته وتأجيل إشباعها من خلال الادخار، هو نفسه الذي يتعلم الصبر والمثابرة في دراسته.
فمن يعرف أن لكل هدف ثمنًا، يفهم أيضًا أن النجاح يحتاج إلى جهد وتخطيط.
اما الطموح فلا يُولد من الجوائز، بل من الإحساس بقيمة الجهد. عندما تُشجّعين طفلك على قراراته الذكية، أو على التزامه في الادخار، فأنتِ تبنين لديه شعورًا بالإنجاز واحترام الذات، وهو ما يشكل الأساس لشخصية ناضجة ومسؤولة في المستقبل.

كيف تطبقين هذه القيم عمليًا؟
• تحدثي معه عن المال ببساطة، من دون رهبة أو أسرار.
• امنحيه مصروفًا أسبوعيًا وحرية القرار في كيفية إنفاقه.
• شجّعيه على الادخار لهدف واضح، لتربطي بين الانتظار والمكافأة.
• كوني قدوة له في سلوكك المالي اليومي.
• عندما يخطئ، حوّلي الخطأ إلى درس، لا إلى عقوبة.
• والأهم: اربطي دائمًا بين الجهد والمكافأة، لا بين المال والحب.

فالتربية المالية ليست عن المال فقط، بل عن القيم التي تبني الإنسان الواعي، القادر على اتخاذ القرار، والمستعد لتحمل نتائج اختياراته.
 
(سيدتي)
 
مواضيع ذات صلة
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك