Advertisement

متفرقات

البوتوكس والأمومة: هل تُفقد حقن التجميل الأم مشاعرها تجاه طفلها؟

Lebanon 24
27-10-2025 | 10:00
A-
A+
Doc-P-1434665-638971743447624950.png
Doc-P-1434665-638971743447624950.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في الإقبال على الإجراءات التجميلية غير الجراحية، كحقن البوتوكس والفيلر، التي تُسوّق على أنها حلول سريعة لاستعادة النضارة والشباب. لكن خلف هذه الوعود الجمالية، بدأت تظهر تساؤلات علمية مقلقة، أبرزها: هل يمكن لهذه التدخلات أن تضعف التواصل الشعوري بين الأم وطفلها؟
Advertisement

تشير دراسات علم النفس إلى أن تعابير الوجه ليست مجرد انعكاس للمشاعر، بل تلعب دوراً فاعلاً في تكوينها وتعزيزها. فالتبسّم مثلاً لا يعكس الفرح فحسب، بل يولّده، بينما يؤدي التجهّم المتكرر إلى تغذية المشاعر السلبية. هذه الظاهرة تُعرف باسم “فرضية ردود الفعل الوجهية” (Facial Feedback Hypothesis)، والتي تفترض أن الوجه لا يعبّر عن العاطفة فقط، بل يشارك في صناعتها.
في هذا السياق، يكتسب وجه الأم أهمية خاصة، إذ يمثل للطفل نافذة التواصل الأولى مع العالم. فالتفاعل العاطفي بين الأم ورضيعها يُبنى على ملامح الوجه وحركاته الدقيقة التي تنقل الحنان، الطمأنينة، والغضب أحياناً.

لكن عندما تتدخل مواد مثل البوتوكس – الذي يعمل على شلّ عضلات الوجه مؤقتاً لتقليل التجاعيد – أو الفيلر الذي يملأ الفراغات ويغيّر ديناميكية التعابير، فإن القدرة على التعبير تتراجع. فيتحول الوجه شيئاً فشيئاً إلى "قناع جميل" لكنه فاقد للحياة.
وأكّدت دراسة نُشرت عام 2018 في مجلة (PubMed) أن النساء اللواتي خضعن لعمليات حقن متكررة فقدن جزءاً كبيراً من حركات العضلات المسؤولة عن التعبيرات السلبية كالعبوس أو الغضب، ما انعكس على قدرتهن على التعبير عن المشاعر بوضوح.
الأمر لا يتوقف عند الجانب التجميلي، إذ تشير أبحاث أخرى إلى أن البوتوكس يُضعف القدرة على التعاطف. فالتواصل العاطفي مع الآخرين، بحسب علم الأعصاب، يعتمد على قدرة الإنسان على تقليد تعابير مَن أمامه. ومع تجميد عضلات الوجه، تفقد الأمهات هذه القدرة الطبيعية، فيتراجع إدراكهن لمشاعر أطفالهن.

وقد جسّدت تجربة شهيرة عُرفت باسم "تجربة الوجه الجامد" (Still Face Experiment) التي أجراها العالم "إدوارد ترونيك" في السبعينيات، هذا المفهوم بوضوح: عندما طلب الباحث من أمٍّ أن تبقي وجهها خالياً من التعابير أثناء تفاعلها مع رضيعها لبضع دقائق، بدأ الطفل بالبكاء ومحاولات استجداء التفاعل منها. أظهر ذلك أن الاستجابة الوجدانية عبر ملامح الوجه ضرورية لشعور الطفل بالأمان والانتماء.

وبالتالي، فإن وجه الأم الجامد أو محدودة التعابير بسبب التجميل قد يعرّض طفلها لتجربة مشابهة، تُضعف التواصل العاطفي وتؤثر في نموه النفسي والاجتماعي.
صحيح أن حقن البوتوكس والفيلر تُعد آمنة وسريعة في معظم الحالات، إلا أن الخبراء يحذرون من الإفراط في استخدامها، خصوصاً للأمهات خلال السنوات الأولى من حياة أطفالهن، حين يكون الوجه هو اللغة الأولى للحب والتواصل.
وفي النهاية، يبقى السؤال مطروحاً:
هل يستحق وجه مشدود خالٍ من التجاعيد أن نخاطر من أجله بخسارة أصدق مشاعر الأمومة؟
 
(الجزيرة)
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك