Advertisement

متفرقات

صِراعُ الأخوّة.. عندما يَتحوّل التنافس إلى تنمّر داخل البيت

Lebanon 24
29-10-2025 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1435496-638973410036815084.jfif
Doc-P-1435496-638973410036815084.jfif photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يتجاهل كثيرٌ من الأهل خطر التنمّر داخل الأسرة لأنهم يصفونه تَهَرُّجاً طبيعيّاً أو «غيرة عابرة» بين الأطفال. لكن الحقيقة مختلفة: تنمّر الإخوة، رغم أنه يحدث في نطاق الحميمية المنزلية، قد يترك ندوباً نفسية طويلة الأمد. تشير أرقام ودراسات ميدانية إلى أن النسبة قد تصل إلى حوالي 40% من الأطفال الذين يعانون أشكالاً من العدوان أو الإيذاء المتكرر من أشقائهم، وهو رقم يلزم الأهل أن يعيدوا النظر في سلوكياتهم اليومية تجاه أبنائهم.
Advertisement

ما الذي يُميّز تنمّر الإخوة عن شجارٍ اعتيادي؟ الفرق جوهري: الخلاف العادي يقوم على استجابة عاطفية مؤقتة، يتبعها غالباً ندم أو محاولات للتصالح من الطرفين. أما التنمّر فمُتعمَّد، متكرر، ينطوي على اختلال في توازن القوى، وفيه غياب واضح للتعاطف، وبُنية إلحاق ضرر جسدي أو نفسي أو تدمير ممتلكات. وله آثارٌ ملموسة: ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، تراجع احترام الذات، ضعف التركيز والتحصيل الدراسي، وقد يستمر بعضها حتى مرحلة البلوغ.

كيف يقرأ الأهل هذا الخطر؟ على الأبوين أن يراقبا الأنماط المتكررة لا الحوادث المعزولة: إهانات متكررة، استغلال عاطفي، سخرية مستمرة، أو تخريب عمدي في أشياء تخص طفلًا معيّنًا. كذلك يجب الانتباه إلى التحيّز المعنوي أي إظهار مظهر المحاباة أو التفضيل الذي يولّد حقداً ويغذي سلوك المتنمّر.

ماذا يفعل الأهل عملياً؟ أول خطوة أساسية هي الاعتراف بوجود المشكلة بدلاً من التقليل منها بلحظات من الحنين أو لأنها «صارت معنا زمان». خطوات عملية فعّالة تشمل:
- فتح حوار صريح مع كل طفل وتشجيعه على التعبير عن مشاعره دون خوف من العقاب أو السخرية.
- فرض عواقب ثابتة وواضحة للسلوك المؤذي — ليست عقوبات قاسية بل إجراءات تُعلّم المسؤولية (مثلاً: إصلاح ما أُتلف، أداء مهام تعاونية، أو جلسات مصالحة بإشراف الأهل).
- تجنّب إطلاق أوصاف مُهينة على أي طفل لأن هذا يُعمّق الانقسام ويُبرّر الإساءة.
- المساواة في المعاملة: حتى فروق الانتباه أو المديح الطفيف يمكن أن تُشعل الحقد. فاحرصا على قضاء وقت فردي مع كل واحد، وشرح سبب أي انضباط أو توجيه بأنه نابع من الحب والرغبة في تصحيح السلوك لا من الرفض.
- العمل على تعديل المناخ الأسري: الأطفال يَتعَلَّمون من نموذج الوالدين؛ البيئة التي تتسم بالصراخ أو الإهانة أو العقاب القاسي تُكرّس سلوكيات التنمّر. بدلاً من ذلك، قدّموا نموذج التواصل الهادئ، الاحترام المتبادل، وآليات حل الخلافات العادلة.

أخيراً، ساعدوا الأطفال على فهم دوافع سلوكهم: هل هو غيرة؟ توتّر؟ شعور بانعدام الأمان؟ تهيئة مهارات تنظيم الانفعالات، وتوفير طرق صحّية للتنفيس (كالتعبير بالكلام، الرياضة، أو مهام إبداعية) قد تُقلّل الحقد وتبني ثقة متبادلة. التنمّر بين الإخوة ليس «مرحلة» تُمرّ بسرعة في كل مرة — هو سلوك يحتاج رداً واعياً وحازماً من الأهل حتى لا يتحوّل إلى إرثٍ نفسي يعبر الأجيال.
 
(إرم نيوز)
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك