Advertisement

خاص

هل تندم الصين على صداقتها مع روسيا؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
28-11-2022 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1015018-638052352696606069.PNG
Doc-P-1015018-638052352696606069.PNG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قال خبير صيني بأسى، بعد أسابيع قليلة من غزو اوكرانيا، "تمثلت أكبر مفاجأة بالنسبة للصين في أن روسيا أخطأت تمامًا في تقدير قوتها. كنا نظن أنها ستنتصر في حرب سريعة للغاية".
وبحسب صحيفة "ذا دايلي بيست" الأميركية، "لا يمثل ما سبق الخط الرسمي للإمبراطورية، التي حاولت آنذاك إقناع الجماهير العالمية بأن بكين ليس لديها أي فكرة عما سيأتي. لكنه كان انعكاسًا أفضل لفكر السياسة الخارجية الصينية التي تمثلت إما بلعب دور البريء أو تكرار فكرة أن غزو أوكرانيا يقع على عاتق الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. إن أحد الأسباب الرئيسية وراء مقاومة بكين لمثل هذه التشابكات في الماضي لا يعود سببه إلى أن الشركاء والحلفاء لم يكونوا مفيدين ولكن لأن أخطاء الدول المعنية خاطرت بجر الصين إلى الأسفل. كان "النموذج الباكستاني"، الذي كانت الصين تروج له، مشروطًا بهذه التجربة بالضبط: لم تكن بكين تريد أن تتعثر في الدفاع عن كل تدخل باكستاني في كشمير أو الانجرار عن غير قصد إلى صراع مع الهند، لذلك اقتصرت على توفير القدرات التي يتحتاجها حليفتها من دون الحاجة إلى التورط المباشر. لم تكن روسيا الشريك الصيني الأول الذي اعتقدت أنها ستنتصر في حرب سريعة جدًا إلا أنها وضعت نفسها في موقف صعب عوضاً عن ذلك".
Advertisement
وتابعت الصحيفة، "كانت المشكلة التي واجهتها بكين في عام 2022 هي أنه من السابق لأوانه الانفصال عن الغرب في المجالات الحاسمة. كما وبقيت الصين تعتمد على نظام الدولار الأميركي. على الرغم من كل التكهنات حول تدويل الرنمينبي وأنظمة الدفع الصينية وعملتها الرقمية الجديدة، كانت الصين أقرب إلى بناء بنية مالية بديلة مرنة مما كانت عليه في عام 2014. والأمر عينه بالنسبة لقطاع التكنولوجيا: فعلى الرغم من الدفع الهائل لبناء صناعة أشباه الموصلات الخاصة بها، كانت الشركات الصينية لا تزال تعتمد بشكل مؤلم على الملكية الفكرية الأميركية. ترك هذا الامر العديد من شركاتها في وضع مكشوف إذا استمرت في ممارسة الأعمال التجارية في روسيا، مثل أي كيان آخر خاضع للعقوبات".
وأضافت الصحيفة، "تمكنت بكين من استخدام الأمور لصالحها بشكل كبير أكان ذلك في خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وفي خلال فترة كورونا وعندما خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كما ولدى انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة في خلال السنوات الأخيرة، لكنها تواجه الآن مواقف مختلفة. لم تكن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا واليابان ومجموعة من الدول الآسيوية الأخرى بالأهمية عينها لتلك التي فرضت عام 2014، لكنها كانت أقوى بكثير في تأثيرها - وقابلة للتكرار بشكل مزعج بالنسبة للصين أيضًا. فقد هددت عقوبات البنك المركزي صندوق حرب الاحتياطيات الأجنبية للصين البالغ 3 تريليونات دولار، مما دفع الى عقد اجتماعات طارئة بين المنظمين الصينيين والبنوك لمناقشة كيفية حماية الأصول الصينية في الخارج من إجراءات مماثلة".
وبحسب الصحيفة، "بالإضافة إلى ذلك، راقبت بكين الشركات وهي تقوم ببساطة بشطب عشرات المليارات من الدولارات من الأصول في روسيا، متجاوزة أي متطلبات رسمية من قبل الحكومات الغربية. يبدو أن هذا الإجراء المضاد والرادع الآن أقل فعالية بكثير، كان احد العوامل هو التأثير المشترك لقلق المستثمرين بشأن الانجراف في العقوبات الروسية مباشرةً، وإعادة تسعير المخاطر في ضوء المخاوف من أن الصين قد تمر بتكرار التجربة الروسية نفسها.
إن سعي شي المستمر لسياسة صفر كوفيد، جعل سلاسل التوريد العالمية مختلة بشكل متزايد بعد عامين من الإغلاق الصارم في المراكز الاقتصادية الساحلية، وكان له طابع فوري أكبر بالنسبة للشركات".
وتابعت الصحيفة، "تم تسعير مخاطر الصين بشكل مختلف الآن. كانت الصورة العسكرية مقلقة أيضًا لصانعي السياسة الصينيين. بدعم من التدريب الغربي، والأسلحة، والدعم الاستخباراتي، والإرادة المحلية للمقاومة، ومناخ الرأي العام في الغرب الذي شهد الحرب من منظور أبيض وأسود صارخ، أثبتت أوكرانيا أنها أكثر مرونة بكثير مما توقعته الصين، حتى بدون تدخل عسكري مباشر من الناتو. لم تكن التوقعات بشأن تايوان مطمئنة. كان رهان الصين أن الديمقراطيات الليبرالية في العالم كانت في طريقها إلى الانحسار، وغير قادرة على التعبئة الجماعية في مواجهة التحدي المشترك. وبدلاً من ذلك، كانت بكين تراقب الدولة التي كان من المفترض أن تكون رصيدها الاستراتيجي العظيم الذي يساعد على إحداث تحالفات وأدوات الحرب الاقتصادية التي سعت إلى منعها".
وأضافت الصحيفة، "لقد فشل صانعو السياسة الغربيون في ردع روسيا. ومع ذلك، لا يمكن للصين أن تكون متفائلة بشأن العواقب المترتبة على وضعها إذا قدمت الديمقراطيات الليبرالية استجابة مماثلة لحالة عدوانية صينية مستقبلية".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك