Advertisement

خاص

الجزائر والحرب الاوكرانية: هل ينتهي الحياد؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
30-11-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1015611-638053988924222861.jpg
Doc-P-1015611-638053988924222861.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم يكن رد الجزائر على الغزو الروسي لأوكرانيا مفاجئًا. بسبب عدم رغبتها بإثارة غضب الكرملين من جهة والغرب من جهة أخرى، قررت هذه الدولة الشرق أوسطية أن تبقى على الحياد في هذا الصراع.
Advertisement
 
وبحسب موقع "ريسبونسيبل ستايتكرافت" الأميركي، "إن الوضع في أوكرانيا، والذي ساهم في ارتفاع حدة التصعيد بين روسيا - الشريك الاستراتيجي للجزائر وموردها الرئيسي للأسلحة - والشركاء الغربيين لهذه الدول الشمال أفريقية، هو اختبار كبير لعدم الانحياز الجزائري على المسرح الدولي. فعندما سعت واشنطن إلى حشد المجتمع الدولي ضد موسكو في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أوائل آذار، كانت الجزائر الدولة العربية الوحيدة التي امتنعت عن تبني مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة. بعد ذلك، اتخذ الجزائريون مواقف محايدة في الأمم المتحدة بشأن المشاريع الأخرى المطروحة للتصويت والمتعلقة بالغزو الروسي".

وتابع الموقع، "قال جيفري بورتر، الرئيس التفيذي لشركة "نورث أفريقا ريسك كونسالتينغ" للموقع، "كان رد فعل الجزائر على الغزو الروسي لأوكرانيا فاترًا. فهي لا تعتبر نفسها طرفًا في النزاع، وبالتالي لم تتبن موقفًا". على الرغم من أن هذا النهج قد خدم المصالح الجزائرية بشكل فعال، إلا أنه كلما طال أمد هذا الصراع، ستجد الجزائر صعوبة في الحفاظ على الحياد. ويتهم بعض النقاد والمشرعين الغربيين في واشنطن الجزائر بدعم روسيا في هذه الحرب. على الرغم من أن الجزائر وموسكو لا تزالان تحافظان على شراكة قوية منذ حقبة الحرب الباردة، إلا أن الدول الشرق أوسطية لم تنحاز إلى روسيا كما وأن الدولتين لا تتفقان في ما يتعلق بمسار الصراع".
وأضاف الموقع، "أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في أيار أن موسكو تتفهم موقف الجزائر. ووفقًا لوليام لورانس، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية، فإن البيان "يعني أن روسيا كانت تنتقد بشكل خاص ما كان يحدث لكنها لن تذهب إلى أبعد من النقد الخاص". إن الدولة والمجتمع الجزائريين حساسون للغاية بشأن الحفاظ على الاستقلالية على المسرح الدولي. على الرغم من أن الروس لا يريدون أن يروا الجزائر تتمسك باتفاقيات الطاقة مع القوى الأوروبية (ناهيك عن مساعدتهم في خضم أزمة الطاقة العالمية المستمرة)، تختار الجزائر أن تلعب دورًا مفيدًا للقوى الغربية في خضم هذه الحرب. فالجزائر، على عكس إيران وكوريا الشمالية، لم تدعم بأي شكل من الأشكال سلوك روسيا في أوكرانيا. ومن ناحية أخرى، لم تخضع الجزائر للضغوط الغربية لإنهاء تعاملاتها مع روسيا، ولم تتخذ مواقف رسمية ضد موسكو بشأن أوكرانيا".
وبحسب الموقع، "إن مدى احتفاظ الجزائر بعلاقات وثيقة مع موسكو ليس بالضرورة نتيجة أن الجزائر لديها أي تقارب مع روسيا. بدلاً من ذلك، يتعلق الأمر بشكوك واسعة النطاق بين الجزائريين تجاه فرنسا ونوايا أعضاء الناتو الآخرين. فقضية الصحراء الغربية هي دائما محور صنع القرار في السياسة الخارجية الجزائرية. وتعتبر الجزائر أن الدعم الغربي المتزايد للمغرب على هذه الجبهة إشكالي وسبب للحفاظ على علاقات قوية مع روسيا على الرغم من أن موسكو ليست بالضرورة داعمة للغاية للجزائر في هذا الملف. تعتقد الجزائر العاصمة أنها يجب أن تستمر في شراء الأسلحة الروسية بينما تشعر بتهديد متزايد من الوضع في الصحراء الغربية والتطبيع المغربي الإسرائيلي".
ورأى الموقع أن "حرب أوكرانيا خدمت بطريقة ما مصالح الجزائر. زادت معدلات الطاقة في أوروبا بعد 24 شباط من الأهمية الاستراتيجية للجزائر بالنسبة للغرب في الوقت الذي يعمل فيه أعضاء الاتحاد الأوروبي على التوقف عن استهلاك الهيدروكربونات الروسية. ارتفعت صادرات الغاز الطبيعي الجزائري إلى إيطاليا بنسبة 20 في المائة هذا العام. كما ولجأت سلوفينيا أيضًا إلى الجزائر للمساعدة في الحفاظ على الدفء هذا الشتاء. ومع ذلك، فإن هذا لم يضر بالعلاقات الجزائرية الروسية. قال بورتر: "لقد حظيت بالترحيب من قبل العواصم الأوروبية بشكل لم يسبق له مثيل وهذا بسبب علاقاتها المستمرة مع موسكو". وأضاف: "استفادت الجزائر من الصراع دون الحاجة إلى المساومة على مبادئ سياستها الخارجية".
 
وتابع الموقع، "لكن رفض الجزائر الانحياز إلى الغرب ضد روسيا دفع بعض المسؤولين في الولايات المتحدة إلى المطالبة بفرض عقوبات على الجزائر. ومع ذلك، من المحتمل ألا تتخذ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مثل هذا الإجراء ضد الجزائر، التي تتعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب ومجالات أخرى. قال لورانس إن الطريقة الوحيدة التي ستمضي بها هذه العقوبات إلى الأمام "هي إذا ساعدت الجزائر ماديًا الحرب الروسية في أوكرانيا، وهو ما لن تقدم عليه".علاوة على ذلك، من غير المرجح أن تغير العقوبات الأميركية علاقة الجزائر بروسيا. بدلاً من ذلك، يمكن أن يولد شكوك جزائرية متزايدة بشأن الولايات المتحدة ومخاوف متزايدة بشأن تأثير جماعات الضغط المغربية في واشنطن".
 
وبحسب الموقع، "ومع ذلك، لا يمكن لروسيا أن تقبل رفض الجزائر لتخفيف العلاقات مع موسكو أو حتى انتقاد حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة إذا قررت روسيا استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. لن يتطلب الأمر بالضرورة أسلحة نووية لجعل الجزائر تغير موقفها من الحرب في أوكرانيا. قد يؤدي استمرار الصراع مع استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية والأوكرانيين الأبرياء إلى تغيير منظور الجزائر بشأن الصراع. في هذا السياق، قد يؤدي التعاطف المتزايد مع الأوكرانيين - وخاصة الأقلية المسلمة في البلاد - إلى إثارة بعض الحساسيات بين الجزائريين والتي قد تظهر لاحقًا في المواقف الرسمية أو غير الرسمية الداعمة بشكل أكبر لكييف".
 
وختم الموقع، "في النهاية، ترحب الجزائر بالسلام في أوكرانيا، لكنها امتنعت حتى الآن عن الإدلاء بتعليقات ضد موسكو. ومع ذلك، مع استمرار ارتفاع عدد القتلى المدنيين الأوكرانيين ومع المخاوف من انتشار هذا الصراع إلى دول أوروبية أخرى، لا يمكن استبعاد احتمال أن تبدأ الجزائر في إدانة العدوان الروسي علنًا. لكن في الوقت الحالي، تركز الجزائر على طرق زيادة أهميتها الجغرافية الاقتصادية بالنسبة للغرب دون استعداء روسيا، معتقدة أن استمرار عدم الانحياز يخدم المصالح الوطنية الجزائرية".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك