Advertisement

خاص

لماذا لا ينبغي لأوكرانيا التسرع في استعادة شبه جزيرة القرم؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
08-12-2022 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1018057-638060857153810946.jpg
Doc-P-1018057-638060857153810946.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كان تحرير أوكرانيا لمدينة خيرسون في بداية تشرين الثاني أكثر من مجرد انتصار عسكري دراماتيكي. من خلال فوزها في ساحة المعركة، ها هي أوكرانيا تتحدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
 
وبحسب مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، "قبل شهرين فقط، أعلن بوتين علنًا أن خيرسون والأراضي الأوكرانية الأخرى جزء من روسيا، ووضعها ضمنيًا تحت الحماية النووية الروسية. كان بوتين يأمل في أن يؤدي الخوف من هجوم نووي إلى إجبار أوكرانيا على التحرك بخفة وجعل أنصارها يتراجعون، لكن خطته لم تنجح. من غير المرجح أن تكون خيرسون نهاية الهجوم المضاد الناجح لأوكرانيا. فالجائزة الكبرى تقع في أقصى الجنوب: شبه جزيرة القرم. أعلن نائب وزير الدفاع الأوكراني أن جيش البلاد قد يدخل "شبه جزيرة القرم بحلول نهاية كانون الأول". قد تكون هذه التصريحات حيلة تهدف إلى تخويف روسيا، أو قد يكونون جادين. مع تحرير خيرسون، أصبحت القرم بالتأكيد في مرمى نظر أوكرانيا".
Advertisement
 
وتابعت المجلة، "التزم شركاء أوكرانيا الدوليون بالدفاع عن وحدة أراضيها ولديهم مصلحة في احتواء القوة العسكرية الروسية ومنع تجدد الغزو لأوكرانيا. إذا بقيت شبه جزيرة القرم في أيدي روسيا، فإنها تهدد أمن أوكرانيا. جاء الغزو الروسي في عام 2022 جزئياً من شبه جزيرة القرم. فالأخيرة عبارة عن خنجر موجه ليس فقط نحو البحر الأسود ولكن باتجاه كييف. لم يشكل ضم شبه جزيرة القرم حدًا للطموحات الإمبراطورية الروسية، كما كان يأمل العديد من القادة الغربيين في عام 2014. بل كانت نقطة انطلاق هذه الطموحات".
 
وأضافت المجلة، "القرم ليست خيرسون. فشبه الجزيرة تحتل مكانة مختلفة في الحرب، ولدى العديد من الحلفاء الغربيين مخاوف تصعيدية خطيرة بشأنها. قد يخسر بوتين في خيرسون، أو في أي مكان آخر في أوكرانيا، ويقبل خسائره. حتى أنه قد يخسر دونباس، وهو جزء من شرق أوكرانيا احتلته روسيا منذ عام 2014، وأن يفعل ذلك سياسيًا. لكن من المؤكد أن بوتين يعتبر خسارة شبه جزيرة القرم والبقاء كرئيس أمرًا لا يمكن التوفيق فيه. سوف يذهب إلى أبعد الحدود للتمسك بشبه جزيرة القرم".
 
وبحسب المجلة، "أظهرت أوكرانيا بالفعل ضعف شبه جزيرة القرم بهجمات على الأسطول الروسي في البحر الأسود وضربات على الجسر فوق مضيق كيرت ، الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم. يجب أن تستمر في الضغط على شبه جزيرة القرم عسكريا والتقدم في منطقة خيرسون الجنوبية. من الناحية المثالية، ستستعيد كييف السيطرة على قناة المياه العذبة التي تزود شبه جزيرة القرم بمعظم مياهها. في كل لحظة، على أوكرانيا أن تجعل روسيا تخشى غزو القرم. لكن في الوقت الحالي، من الحكمة عزل الجنود الروس في شبه جزيرة القرم دون السعي إلى إعادة احتلال شبه الجزيرة. ستمنح هذه الاستراتيجية كييف موقفًا قويًا في المفاوضات المستقبلية مع روسيا، وربما تقنع الكرملين بالدخول في مثل هذه المحادثات بجدية. كما وستساعد في الحفاظ على الوحدة بين شركاء أوكرانيا الغربيين القلقين من مخاطر التصعيد. وبشكل فوري، يمكن لأوكرانيا محاولة تفكيك الجسر البري المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، وفصل القوات الروسية في الجنوب عن قواتها في الشرق واستعادة الوصول إلى بحر آزوف. إن حملة مكلفة وخطيرة لاستعادة شبه الجزيرة الآن قد تعرض للخطر الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا ببراعة منذ أيلول".
 
وتابعت الصحيفة، "في حالة حدوث مثل هذه المعركة، ستظهر ثلاثة تهديدات. التهديد الأول يتمثل في احتمال التصعيد النووي. فالقرم هي أكثر من مجرد رمز لروسيا في عهد بوتين. إنها ذات قيمة إستراتيجية كبيرة لأي دولة تمتلكها. على عكس خيرسون، قد تكون القرم خطًا أحمر حقيقيًا لبوتين. ثانيًا، حتى لو كان من السهل غزو شبه جزيرة القرم التي تبلغ مساحتها 10000 ميل مربع، فلن يكون من السهل على كييف إدارتها. التهديد الثالث هو الانقسام المحتمل للتحالف الذي يدعم أوكرانيا. ستكون القرم اختبارًا رئيسيًا للتحالف. سوف يدعم معظم حلفاء أوروبا الوسطى والشرقية أوكرانيا على طول الطريق. إنهم يميلون إلى رؤية التهديدات النووية لبوتين على أنها غير صادقة في الأساس. أما الدول الأخرى التي تدعم أوكرانيا فلديها حسابات مختلفة وهي أكثر انزعاجًا من مخاطر التصعيد".
 
 
وأضافت المجلة، "حتى الآن، ابتعد التحالف الذي يدعم أوكرانيا بحكمة عن إعلان أهداف حرب محددة، مما أعطى أوكرانيا أقصى مساحة للمناورة. من الناحية النظرية، فإن الاستيلاء السريع على شبه جزيرة القرم يمكن أن يؤمن أوكرانيا ضد استخدام روسيا في المستقبل لشبه الجزيرة كنقطة انطلاق، وإنهاء الحرب بالشروط الأوكرانية. من الناحية العملية، قد يخاطر بتصعيد نووي، وسيكون مكلفًا للغاية لأوكرانيا بينما تستمر الحرب في أجزاء أخرى من البلاد، حيث تقل مخزونات الذخيرة المتاحة لأوكرانيا وتشن روسيا هجومًا شرسًا على إمداداتها من المياه والكهرباء. تهديد الغزو لا ينبغي أبدا أن يكون خارج نطاق البحث. إنه يمنح أوكرانيا قوة حقيقية على روسيا ونفوذًا في المحادثات المحتملة".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك