لعدة أشهر ورغم مطالبات كييف المستمرة، لم توافق واشنطن على إرسال دبابات ثقيلة إلى أوكرانيا ضمن المساعدات العسكرية، لتعلن، الأربعاء، موافقتها إرسال دبابات أبرامز، والتي ترافقت مع إعلان ألمانيا موافقتها على إرسال دبابات ليوبارد الثقيلة.
وتعتبر هذه الدبابات من الآليات العسكرية الثقيلة والتي يبلغ وزن الواحدة منها حوالي 70 طنا، وستكون مهمة في مساعدة أوكرانيا على تعزيز دفاعاتها ضد الغزو الروسي.
دبابات أبرامز
تعتبر دبابات أبرامز "أم 1" من المركبات القتالية الهامة للجيش الأميركي، وتم نشرها لأول مرة خارج الولايات المتحدة في حرب الخليج عام 1991.
وللتحكم بهذه الدبابة تحتاج طاقما من أربعة جنود، وهي مزودة بدرع سميك، ومدفع لذخائر 120 ملم، ولديها أنظمة استهداف متقدمة، وعجلات مجنزرة سميكة، يحركها محرك توربيني بقوة 1500 حصان، وتصل سرعتها القصوى 68 كلم في الساعة.
ولقي استخدام هذه الدبابة إشادات من طواقم الجيش الأميركي بعد حرب الخليج، إذ أثبتت قدراتها العالمية على المناورة، وكانت قادرة على تلقي الضربات بكفاءة، وتمكنت من إصابة الأهداف بشكل كبير.
وخلال الحرب العراقية في 2003 استخدمت هذه الدبابات في الهجمات العسكرية على العاصمة العراقية بغداد، حيث تمكنت من اختراق الدفاعات العراقية.
ويقول الضابط الأميركي السابق، كيفين باتلر، لوكالة أسوشيتد برس إن "محرك دبابة أبرامز النفاث قوي للغاية ويمكن دفع الدبابة عبر أي تضاريس تقريبا، أكانت على أرضية طينية كثيفية أو ثلوج عميقة.
وأشار إلى أنه في مناورة في أواخر التسعينيات أجريت في جورجيا، أن مركبات "الهامفي" المدرعة علقت بالطين، بينما دبابات أبرامز لم تتأثر أبدا.
لماذا غيرت الولايات المتحدة موقفها؟
ورغم مرور حوالى 11 شهراً على الحرب في أوكرانيا، كانت واشنطن تحجم عن إرسال مثل هذه الدبابات للمشاركة في الجهود الدفاعية لأوكرانيا، خاصة وأن محركها النفاث يحتاج إلى "مئات الليترات" من الوقود للاستمرار في العمل.
وقال بتلر إن الدبابة تحتاج إلى حوالي 5 ليترات من الوقود لقطع كل كيلو متر، ما يعني أنها ستحتاج إلى قافلة إمداد مستمرة تبقى على مقربة منها لتمكنها من الاستمرار في التحرك للأمام.
وتتخوف واشنطن من الطلب العالي على الوقود قد يوجد "كابوسا لوجستيا للقوات الأوكرانية"، في حين تستطيع دبابة أبرامز من اقتحام الثلوج والطين، بينما قد تواجه مركبات الوقود صعوبة في الوصول إليها، ناهيك عن تحديات فنية ترتبط بحاجة توربين الدبابة إلى الهواء، إذ قد تتعطل فتحات فلاتر التهوية بالطين في الأراضي الأوكرانية.
كول كال، مسؤول من وزارة الدفاع الأميركية قال في تصريحات خلال الأيام الماضية إن "دبابة أبرامز قطعة معقدة من المعدات، وهي مكلفة، ومن الصعب التدرب عليها.. نظامها ليس سهلا للصيانة".
ويحتاج قيادة أبرامز شهورا من التدريب، ويتعين على الجنود تعلم تشغيل أنظمة أكثر تعقيدا، والحفاظ على استمرار تزويدها بالوقود.
انعطافة في المساعدات العسكرية
ورغم العوائق والتحديات التي أعربت عنها واشنطن سابقا، إلا أن الأمر حالياً يتعلق في واقع سياسي ودبلوماسي جديد.
ولم يكن التردد في إرسال الدبابات الثقيلة فقط من قبل الولايات المتحدة، إذ أبدت برلين مثل هذا التردد أيضا، ولكن قد يكون استخدام الجيش الأوكراني للدبابات الألمانية أولا مقدمة مناسبة قبل تدريب القوات الأوكرانية على دبابات أبرامز الأميركية.
وبهذه الخطوة التي أقرتها واشنطن وبرلين، ستفتح الباب لحلفاء غربيين آخرين لإرسال دبابات ثقيلة لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها وسيادتها.
ويقولُ المستشار الألماني، أولاف شولتز في كلمة ألقاها أمام المشرعين الألمان، الأربعاء، "إن هذه القرارات جاءت نتيجة مشاورات مكثفة مرة أخرى مع حلفائنا وشركائنا الدوليين".
وتشير المعلومات إلى أن الدبابات الألمانية ستصل إلى أوكرانيا بشكل أسرع، ولكن موعد تسليم الدبابات الأميركية لا يزال غامضا، وقد يحتاج لأشهر.
من جهته، قال مساعد وزير الجيش الأميركي لشؤون المشتريات، دوغ بوش، إن الولايات المتحدة لم تعد تشتري دبابات أبرامز جديدة، لكنها تستخدم طرازات منها ويمكنها تجديدها، مشيرا إلى أن القيام بذلك لن يكون "سريعا أو سهلا".
وأضاف أن "الأوكرانيين أظهروا أن "لديهم معرفة وقدرات تعلم أنظمة جديدة بسرعة".
وتطور وزارة الدفاع الأميركي برنامج "تدريبيا مكثفا" للتدريب على دبابات أبرامز.
كذلك، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي في تصريحات له: "نريد التأكد من أن الدبابات ستصبح في أيدي جنود مدربين يعرفون كيفية استخدامها"، مع توفير "سلسلة توريد لقطع الغيار والإمدادات".