مع كل شتاء يعيش ملايين السوريين في المخيمات بين سندان البحث عن الدفء، ومطرقة وسائل التدفئة البدائية التي كثيرا ما تتحول الى كوارث يدفعون ثمنها من صحتهم وربما حياتهم.
وبقدوم المنخفضات الجوية القطبية التي عصفت وستعصف في قابل الايام بالبلاد، تعرضت امس عائلة مكونة من سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال، للاختناق بسبب مدفأة تعمل بالفحم الحجري، في أحد مخيمات غرب حربنوش في ريف إدلب الشمالي.
ونقل موقع "عنب بلدي" عن "الدفاع المدني السوري" المعروف بالخوذ البيضاء أنه خلال الشهر الأول من عام 2023، اندلع 92 حريقًا، 30 منها كان في أول أسبوع، في الشمال السوري، ما أسفر عن وفاة طفلة، وإصابة ما لا يقل عن 18 شخصًا.
وتسبّب موجة الحرائق في فصل الشتاء من كل عام في الشمال السوري بفقدان العديد من الأشخاص أرواحهم، بالإضافة لإصابات بالغة وأضرار مادية كبيرة تضع الأهالي في المنطقة بظروف صعبة.
وشكلت الحرائق المنزلية النسبة الأعلى في الحرائق في فصل الشتاء حسبما نقل الموقع عن المتطوع في “الدفاع المدني السوري” حسن الحسان، مضيفا أن لجوء بعض السكان إلى استخدام مواد غير آمنة وغير مخصصة للاستخدام لغرض التدفئة، مثل المواد البلاستيكية، والنايلون والأقمشة البالية تؤدي لاندلاع الحرائق في الخيم والأثاثات .
وأرجع المتطوع سبب ارتفاع نسبة الحرائق في فصل الشتاء إلى بُنية الخيم التي تتكون من الأقمشة والبلاستيك، إذ تعتبر الخيام القماشية هي الأكثر ضررًا من ناحية الحرائق في المنطقة.
وأضاف أن الخيمة خلال 50 ثانية تكون محترقة بالكامل، وأن ضيق المساحات بين الخيم يؤدي الى حرائق كبيرة بوقت قصير.
ويعيش نحو مليوني شخص في المخيمات والمواقع العشوائية 86% منهم في شمال غرب سورية، بحسب تقرير “مكتب الأمم لتنسيق” (OCHA) الصادر في 4 من يناير.
من جهته، رصد فريق "منسقو استجابة سوريا" حرائق في 16 مخيمًا خلال شهر كانون الثاني الماضي وحده.
وبحسب التقرير الصادر عن “الدفاع المدني السوري” في عام 2022 ، اندلع 1929 حريقًا في الشمال السوري، أودت بحياة 21 شخصًا بينهم تسعة أطفال وامرأة، و94 حالة إصابة شملت 36 طفلًا و 22 امرأة.