Advertisement

عربي-دولي

سوريون يروون مآسي الزلزال: "كأنّه يوم القيامة"

Lebanon 24
06-02-2023 | 12:30
A-
A+
Doc-P-1036015-638113013378987863.jpg
Doc-P-1036015-638113013378987863.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
وسط الدمار الهائل الذي يمكن أن تراه العين المجردة لما خلفه زلزال سوريا، آلاف القصص الحزينة تولدت من رحم هذه المأساة الفظيعة. فداخل مستشفى في شمال غربي سوريا، لا يقوى أحد الجرحى ويدعى أسامة عبد الحميد على حبس دموعه بينما تعلو جروح جبينه، جراء تهدّم المبنى الذي يقطن فيه مع عائلته فوق رؤوسهم، ونجوا منه بأعجوبة.
Advertisement

ويقول الرجل المقيم في بلدة حدودية مع تركيا بينما يرتدي عباءة شتوية بنيّة اللون بتأثر شديد لوكالة فرانس برس "كنا ننام بأمان وإذ شعرنا بهزة أرضية قوية جداً".

ويضيف من مستشفى الرحمة في بلدة دركوش في محافظة إدلب حيث يتلقى العلاج "أيقظت زوجتي واصطحبنا أولادنا وركضنا باتجاه باب المنزل في الطابق الثالث، وما إن فتحنا الباب حتى سقطت البناية كلها".

خلال لحظات، وجد عبد الحميد نفسه تحت ركام المبنى المؤلف من أربع طوابق في قريته عزمارين الحدودية، لكنّ "الله الحامي" أنقذ حياته وعائلته بأعجوبة.

ويضيف بتأثر شديد "سقطت الجدران علينا، لكنّ ابني تمكّن من الخروج وبدأ الصراخ، تجمّع الناس حينها لمعرفتهم أن ثمة أحياء وأخرجونا من تحت الأنقاض". وبينما نجا عبد الحميد مع عائلته، قتل جميع جيرانه في المبنى.

اكتظاظ مشافي شمال سوريا جراء ارتفاع أعداد ضحايا الزلزالاكتظاظ مشافي شمال سوريا جراء ارتفاع أعداد ضحايا الزلزال

ونُقل عبد الحميد إلى مستشفى الرحمة، الذي يبعد نحو تسعة كيلومترات من قريته، وقد ضاق بضحايا تمّ نقلهم تباعاً بما فاق قدرة الطاقم الطبي على الاستجابة بمجرد وصول أكثر من مئة جريح وجثث ثلاثين شخصاً إليها خلال ساعات الصباح الأولى.

وشاهد مراسل فرانس برس سيارات إسعاف تصل تباعاً، وتقل جرحى بينهم عدد كبير من الأطفال.

داخل قاعة في المستشفى، تمدد المصابون على أسرة متجاورة، بعضهم لُفّت رؤوسهم بضمائد وآخرين عولجوا بعد إصاباتهم بكسور أو رضوض.

على أحد الأسرّة، ينام طفل وضعت ضمادة على جبينه إلى جانب رجل.

وفي غرفة أخرى، يعلو صراخ طفلة صغيرة، بينما تتلقى حقنة مصابة بكسر في يدها. وبالقرب منها يجلس فتى مضمّد الرأس.

ويقول طبيب الجراحة العامة في المستشفى، مجيد إبراهيم، لفرانس برس "الوضع سيئ للغاية مع وجود أشخاص كثيرين تحت أنقاض المباني السكنية".

وفي مستشفى الرحمة، يتلقى محمّد بركات (24 عاماً) وهو أب لأربعة أطفال العلاج بعد إصابته بكسر في رجله.

ويقول لفرانس برس بينما يتمدد على السرير وجروح تغطي وجنته وأنفه "سحبت أولادي وخرجنا من المنزل لأنه منزل أرضٍ وقديم، وإذ بجدران الأبنية المجاورة بدأت تسقط علينا ونحن نقف في الشارع". وأصيب بركات بكسر في رجله جراء سقوط جدار عليه بينما نجا أفراد عائلته.

في مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، دُمّرت كتلة أبنية متلاصقة وسُويت بالأرض، بينما بقيت ألواح الطاقة الشمسية وخزانات المياه صامدة فوقها. وتناثرت الفرش والأغطية.

وشاهد مصور فرانس برس عمال إنقاذ يحاولون رفع الركام ويعملون على استحداث فتحات عبر استخدام المعاول والمطارق، بحثاً عن ناجين، بينما تعمل آليات وجرافة على رفع الأسطح والجدران.

وعند شعوره بالهزة الأرضية، حمل أنس حبش (37 عاماً) طفله وطلب من زوجته الحامل أن تجاريه في الركض إلى مدخل شقتهما الواقعة في الطابق الثالث والأخير في مبنى في مدينة حلب (شمالا)، التي صدعت سنوات الحرب مئات الأبنية فيها.

ويقول "نزلنا الدرج كالمجانين بعدما غطيت وجه طفلي بوشاح لحمايته، وما إن وصلنا إلى الشارع حتى رأينا عشرات العائلات وهي في حالة خوف ورعب". ويضيف "ثمة من ركع على الأرض وبدأ الصلاة، وثمة من كان يبكي، كما لو أنه يوم القيامة".

ويقول حبش بتأثر شديد "لم أشعر بهذا الإحساس طيلة سنوات الحرب، كان الوضع أصعب بكثير من القذائف والرصاص". (العربية)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك