Advertisement

خاص

بعد حادثة المنطاد الصيني.. كيف تستفيد الدول من عمليات التجسس؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
18-02-2023 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1039759-638123186931163363.jpg
Doc-P-1039759-638123186931163363.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ فترة طويلة، في أيار 1960، أقلعت طائرة تجسس أميركية من طراز U-2 من باكستان لتحلق على ارتفاع شاهق عبر الاتحاد السوفياتي كجزء من مهمة لتصوير المنشآت الرئيسية والمواقع العسكرية نيابة عن وكالة المخابرات المركزية. وبحسب صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، "رأى الروس الطائرة وأطلقوا النار عليها. تمكن الطيار، غاري باورز، من النزول بالمظلة وتم اعتقاله. في واشنطن، كذبت إدارة أيزنهاور بشأن مهمته، مدعية أن الطائرة U-2 كانت "طائرة طقس" انحرفت عن مسارها بعد أن واجه طيارها "صعوبات في معدات الأكسجين الخاصة به". هل يبدو الوضع مألوفاً؟"
Advertisement
وتابعت الصحيفة، "تسبب الحادث في جفاف مؤقت للعلاقات الأميركية السوفياتية حيث حولها الكرملين إلى مسرح سياسي. وأخضعت موسكو باورز لمحاكمة جنائية حظيت بتغطية إعلامية كبيرة وحكمت عليه بالسجن لمدة 10 سنوات. أما في الولايات المتحدة، فتم تصوير باورز على أنه بطل أميركي. على الرغم من الغضب المتبادل، إلا أن ما حدث لم يسبب أي نوع من الصدمة لأي من الجانبين حقًا، حيث كان يُعتبر التجسس أمرًا روتينيًا. قد تتغير التكنولوجيا مع إجراء تحسينات في أنظمة جمع المعلومات، لكن ممارسة المراقبة تعود إلى زمن بعيدٍ جداً ولا يمكن إيقافها".
وأضافت الصحيفة، "إن الشبه بين ما سبق وحادثة إسقاط الولايات المتحدة منطادًا صينيًا على ارتفاع عالٍ اقتحم المجال الجوي الأميركي الأسبوع الماضي واضح. فما حدث أنتج أيضا إعصار من الغضب المنافق. هاجم الجمهوريون الرئيس الأميركي جو بايدن لكونه ضعيفًا واتهموه بأنه فشل في حماية الأمن القومي للولايات المتحدة. وقالوا إنه كان يجب أن إطلاق النار على المنطاد فوراً وإسقاطه أرضًا بمجرد أن يتم رصده. خوفا من أن يُنظر إليه على أنه أصبح كبيراً في السن على أن يترشح لولاية ثانية، أمر بايدن وزير خارجيته بتأجيل زيارة مقررة لبكين".
وبحسب الصحيفة، "في محاكاة ساخرة مثيرة للشفقة للخلاف السياسي في واشنطن، أمرت حكومة المملكة المتحدة على الفور بمراجعة الأمن البريطاني. واستبعد رئيس الحكومة ريشي سوناك أي اتهامات لحزب العمال تتعلق بضعف دفاعه بإعلانه أن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني كانت في وضع الاستعداد لإسقاط أي مناطيد مراقبة صينية اخترقت المجال الجوي للمملكة المتحدة. ماذا عن أقمار التجسس الصينية؟ هل سيتم إخراجهم أيضًا من قبل طيارين بريطانيين أقوياء؟"
وتابعت الصحيفة، "الحقيقة هي أن استخدام التكنولوجيا للتجسس على القدرات العسكرية للدول الأخرى قديم بقدر انتشاره. وكذلك الأمر بالنسبة لاستخدام الأدوات السرية لاكتشاف نوايا حكومة أخرى. إلا أنه يتم تحديث الأساليب باستمرار. تم الآن تجهيز أجهزة الاستماع والتنصت على الهاتف بأنظمة إلكترونية لاختراق رسائل البريد الإلكتروني والرسائل الأخرى عبر الإنترنت. وقامت شركة إسرائيلية، NSO Group، بتطوير تقنية Pegasus التي يمكنها الاستماع إلى المحادثات وقراءة الرسائل النصية القصيرة والتقاط الصور والوصول إلى قوائم جهات الاتصال الخاصة بالأشخاص. لقد باعت الشركة النظام لمجموعة من الحكومات الأجنبية الاستبدادية التي تريد مراقبة آراء وسلوك مواطنيها".
وأضافت الصحيفة، "إن التنصت على الهاتف والمراقبة السيبرانية لا يتم فقط من قبل الحكومات للأعداء المحتملين أو الفعليين. فلنتذكر الخلاف في عام 2013 الذي اندلع خلال رئاسة باراك أوباما بعد أن كشف إدوارد سنودن أن وكالة الأمن القومي الأميركية كانت تستمع إلى محادثات الهاتف المحمول للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لسنوات. شعر الألمان بالحرج تماماً مثل الأميركيين. وأعلنت ميركل بغضب أن "التجسس بين الأصدقاء غير مقبول على الإطلاق" ولكن التحقيق الذي أجراه المدعي الفيدرالي الألماني تم إسقاطه بهدوء".
وبحسب الصحيفة، "لنواجه الأمر. للتجسس فائدة. فكلما زادت معرفة الدول بأنظمة دفاع عدو محتمل، كان ذلك أفضل عادة. يقل احتمال بدء الأعمال العدائية إذا كان لديك معلومات دقيقة وحديثة حول ما يواجهه جيشك، وهو درس فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تعلمه قبل 24 شباط من العام الماضي. بل إن فهم نوايا دولة أخرى أو زعيم آخر هو أكثر أهمية، سواء جمع المعلومات الاستخبارية قد تم من قبل الجواسيس والدبلوماسيين والمحللين السياسيين غير الحكوميين أو من خلال ما يسمى بأدب "الوسائل التقنية". إن القضية الحاسمة، التي لا يمكن لأي عدد من المناطيد أو الأقمار الصناعية توفيرها، هي التعاطف. ضع نفسك في مكان الطرف الآخر، وحاول فهم تاريخهم وثقافتهم والضغوط الاقتصادية والسياسية التي يتعرض لها قادتهم".
وختمت الصحيفة، "ليس هناك شك في أن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين هي التحدي الأمني العالمي الرائد على الأقل خلال السنوات العشر المقبلة. إن البلدين متنافسان، لكنهما ليسا عدوين. يجب على الدول الغربية أن تفعل كل شيء حتى لا تنزلق إلى عقلية التعامل مع الصين على أنها معادية. فالسلام في آسيا - وفي العالم بأسره بالفعل - أهم من أن يتم اختطافه من قبل الإثارة الهستيرية بسبب منطاد متجول".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك