Advertisement

عربي-دولي

كيف تحول "تيك توك" إلى قضية أمن قومي بين الولايات المتحدة والصين؟

Lebanon 24
23-03-2023 | 13:30
A-
A+
Doc-P-1050148-638151828766232912.jpg
Doc-P-1050148-638151828766232912.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لفت تخوف الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على أمنها القومي، من تطبيق تيك توك، الأنظار لهذه المنصة الاجتماعية، التي انجذب إليها الكثير من الشباب.

واستجابة لتلك المخاوف، سيبذل الرئيس التنفيذي لـ"تيك توك" شو زي تشو، ما في وسعه، الخميس، من أجل بقاء هذا التطبيق الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، حين يواجه نوّابا في واشنطن يشتبهون بعلاقات تربط الشركة بالحكومة الصينية. 
Advertisement

فيما يلي إجابات وافية عن أبرز الأسئلة حول التطبيق وكيف أصبح مثار اهتمام الدول بخصوص الأمن القومي، أعدتها وكالة بلومبرغ.

ما الذي يجعل تيك توك مختلفا عن مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى؟
مثل أغلب المنصات الاجتماعية المملوكة للولايات المتحدة يجمع تطبيق تيك توك، جميع أنواع البيانات حول كل مستخدم، ومن خلال خوارزمياته، يستخدم هذه المعلومات لعرض المزيد من الأشياء التي تهم المستخدمين.

ولكن يُنظر إلى تيك توك، على أنه الأكثر تقدما والأكثر فاعلية بشكل غير متوقع في التعرف على اهتمامات المستخدمين، استنادا إلى المدة التي يقضونها مع مقطع فيديو وما إذا كانوا يرغبون في التعليق عليه.

ويمزح بعض الناس قائلين إن خوارزمية 'تيك توك فور يو' تعرفك أكثر مما تعرف نفسك، وهذا ما يجعل ملكية الصين لـ "تيك توك" مثيرة للقلق بشكل خاص في الولايات المتحدة، حيث يقضي مستخدمو تيك توك الأميركيون 56 دقيقة في المتوسط يوميا على التطبيق، أكثر بكثير مما يقضونه على فيسبوك أو إنستغرام.

ما هي أكبر المخاوف بشأن تيك توك؟
تتضمن مخاوف الأمن القومي بخصوص التطبيق سيناريوهات عدة، حيث يمكن أن توظف الحكومة الصينية نفوذها على شركة  ByteDance المالكة له، لتحويل تيك توك إلى أداة لإلحاق الأذى بالمصالح الأميركية، من خلال جمع البيانات.

يذكر أن بإمكان التطبيق أن يتعرف على عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) الفريد للجهاز الخاص بك وكذلك -إذا اخترت السماح له- ببيانات موقعك الدقيق والأشخاص المدرجين في قائمة جهات الاتصال الخاصة بك. 

في هذا الخصوص، كتب السناتور ماركو روبيو من ولاية فلوريدا والنائب مايك غالاغر من ولاية ويسكونسن، وكلاهما جمهوريان، في نوفمبر، أن كل ذلك يمكن استخدامه "لتطوير ملفات تعريف عن ملايين الأميركيين" ثم ابتزازهم.

إلى ذلك، تطرق الأمر التنفيذي لعام 2020 الصادر عن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى احتمال أن تتمكن الصين من استخدام بيانات تيك توك "لتتبع مواقع الموظفين الفيدراليين" و "إجراء تجسس على الشركات".

كما يشعر مسؤولو الأمن القومي في الولايات المتحدة بالقلق من أن تيك توك قد تحاول تشكيل الرأي العام الأميركي من خلال  ترويج استراتيجي لمقاطع فيديو معينة.

هل هناك دليل يدعم هذه المخاوف؟
في كانون الاول الماضي، اعترف الرؤساء التنفيذيون لشركة "بايت دانس" وتيك توك بأن موظفي الشركة، قد تمكنوا من الوصول إلى عناوين IP للمستخدمين الأميركيين، بما في ذلك الصحفيون الذين يكتبون قصصا انتقادية عن الشركة. 

وتحقق وزارة العدل الأميركية الآن، فيما إذا كان ذلك يرقى إلى مستوى المراقبة على المواطنين الأميركيين. 

وكانت هناك تقارير عديدة في السنوات الأخيرة حول محاولة الصين من خلال وسائل مختلفة غير تيك توك للتأثير على السياسة الأميركية، بما في ذلك الانتخابات. 

وتستمر هذه الأنواع من الحملات المنسقة في الانتشار عبر جميع تطبيقات الوسائط الاجتماعية.

ماذا تقول الشركة؟
ترافع تيك توك بالقول إنها مستقلة عن بكين، "بدليل" أن رئيسها التنفيذي موجود في سنغافورة، ورئيس عملياتها في الولايات المتحدة، ورئيسها العالمي للثقة والأمان، في أيرلندا.

ووفقا لتصريحات معدة سلفا نشرت قبل الجلسة سيقول الرئيس التنفيذي لـ "تيك توك" شو زي تشو "اسمحوا لي بأن أوضح هذا الأمر بشكل قاطع: بايت دانس ليست عميلا للصين أو أي دولة أخرى".

وسيضيف في بيانه الخميس، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس "لم يشارك تيك توك ولم يتلق طلبا لمشاركة بيانات المستخدمين الأميركيين مع الحكومة الصينية، ولن ينفذ تيك توك أبدا طلبا مماثلا إذا تلقاه".

ورغم تأكيداته، يبدو أن القرار متّخذ في واشنطن مع العديد من التشريعات بما فيها مشروع قانون يدعمه البيت الأبيض، ما يمهد فعلا لحظر التطبيق.

ما هي المخاوف بشأن التطبيق خارج الدوائر الحكومية؟
أثار التطبيق انزعاج بعض الآباء والمعلمين، حيث قام نظام Qustodio، صانع برمجيات الرقابة الأبوية، بتحليل 400 ألف حساب في عام 2021 ووجد أن المراهقين والأطفال الأميركيين يقضون ما معدله 99 دقيقة يوميا على تيك توك، مقارنة بـ 61 دقيقة على يوتيوب.

إلى ذلك، أثارت عدة ترندات على التطبيق، القلق أيضا، حيث ذكرت وكالة بلومبرغ "بيزنس ويك" في نوفمبر أن أحد تلك التوجهات (Trends)، ويسمى تحدي (Blackout Challenge) كان مرتبطا بوفاة ما لا يقل عن 15 طفلا تتراوح أعمارهم بين 12 عاما أو أقل، بالإضافة إلى خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 و 14 عاما على مدى 18 شهرا.

وتحدي (Blackout Challenge) الذي يُشار إليه أيضا باسم "تحدي الاختناق" أو "تحدي الإغماء"، يشجع المستخدمين الأطفال، على حبس أنفاسهم حتى يفقدوا وعيهم بسبب نقص الأكسجين.

ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها ضد تيك توك؟
بناء على مخاوف تتعلق بالأمن القومي، حظرت الهند في عام 2020 استخدام تيك توك، وعشرات التطبيقات الأخرى التي طورتها الشركات الصينية.

وكانت تلك الخطوة بعد أيام من نزاع حدودي بين الهند والصين أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا.

وحظرت الولايات المتحدة تنزيل أو استخدام تيك توك على أجهزة الحكومة الفيدرالية؛ وكذلك فعلت المملكة المتحدة وكندا وبلجيكا وتايوان. 

وأصدرت أكثر من عشرين ولاية أميركية حظرا مماثلا.

وكان أمر ترامب التنفيذي لعام 2020 سيحظر فعليا تيك توك في الولايات المتحدة، لكن تم تعليقه في المحاكم حتى انتهاء ولاية الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. 

بعد ذلك، اختار خلفه في البيت الأبيض، جو بايدن مسارا مختلفا، حيث بدأ بمراجعة لاثر التطبيق على الأمن القومي استمرت لسنوات. 

وفي الآونة الأخيرة، ضغطت إدارة بايدن على شركة "بايت دانس" للتخلي عن حصتها في تيك توك أو مواجهة حظر أميركي.

ماذا يعني أن تحظر الولايات المتحدة تيك توك؟
في الحقيقة، ليست هناك سابقة لحظر وسيلة تكنولوجيا على المستخدمين في الولايات المتحدة "لأن ذلك نوع من الأشياء التي تحدث في الصين فقط" وفق تعبير بلومبرغ.

وتحظر الصين فيسبوك منذ عام 2009.

لذلك، يمكن لمثل هذه الخطوة، (في الولايات المتحدة) أن تتسبب في رد فعل عنيف من بعض المستخدمين الذين يرون في التطبيق جزءا من هويتهم، ولا سيما المراهقين والشباب.

ويخشى آخرون أن يؤدي الحظر، إلى موجة من ردود الفعل المماثلة من دول ضد النهج الأميركي، حيث بالإمكان أن تمنع تلك الدول، بدورها، شركات التكنولوجيا الأميركية التي تنشط على ترابها. (الحرة)

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك