أقنعت التهديدات الأمنية، بما في ذلك الكتابة على الجدران "الموت للملك"، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بتأجيل زيارة الدولة للملك البريطاني، تشارلز الثالث، إلى باريس، وسط إضرابات واحتجاجات عنيفة تهز البلاد، وفقا لما ذكرت صحيفة "اندبندنت".
وألغى ملك بريطانيا، يوم الجمعة، زيارة رسمية إلى فرنسا كانت مقررة الأسبوع المقبل بعد اندلاع اضطرابات تحولت إلى أسوأ أعمال عنف تشهدها شوارع فرنسا منذ أعوام بسبب قانون التقاعد الجديد الذي اقترحه ماكرون.
وكتب ماكرون على تويتر "تسببت حالة الغضب الشعبي في تأجيل الاجتماع مع الملك".
وكان من المقرر أن يسافر تشارلز إلى فرنسا يوم الأحد لثلاثة أيام قبل التوجه إلى ألمانيا، فيما كان من المفترض أن تكون أول زيارة رسمية له منذ تنصيبه ملكا بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث في أيلول.
وكان يُنظر إلى الزيارة على أنها انتصار لماكرون الذي يسعى إلى تصوير نفسه على أنه الزعيم الفعلي لأوروبا، بحسب وكالة رويترز.
وقال مصدر بقصر باكنغهام "كان الملك والملكة يتطلعان بشدة للزيارة".
وأضاف: "لكن عندما أبلغ رئيس وزراء المملكة المتحدة الملك بمحادثاته مع الرئيس الفرنسي، والتي اقترح فيها الأخير تأجيل الزيارة، أبدى الملك بالطبع تفهمه لنصيحة رئيس الوزراء بتأجيل الزيارة ووافق عليها".
وكان كبار السياسيين، بمن فيهم ماكرون، قد تلقوا تهديدات تستحضر الحادثة التاريخية لاستخدام المقصلة لإعدام الملك الفرنسي لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت.
وظهرت عبارة "الموت للملك" على الجدران في عدة مواقع، بما في ذلك ساحة بلاس دي لا كونكورد المركزية في باريس، حيث جرى إعدام لويس السادس عشر وماري أنطوانيت في العام 1793.
وبالقرب من البرلمان الفرنسي ظهرت عبارات أخرى من قبيل "تشارلز الثالث، هل تعرف المقصلة؟".
وبحسب مصدر أمني، فإن ضباط النخبة في وحدة (خدمة الحماية الفرنسية) يخشون على سلامة تشارلز الذي من عادته أن يصافح الناس بشكل ارتجالي ويختلط بالحشود.