كتب موقع "العربية": لا شك أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كان محور الأحداث السياسية خلال الساعات الماضية، بسبب تحقيق لهيئة محلفين كبرى أدى إلى توجيه اتهام جنائي له بتهمة شراء سكوت ممثلة إباحية على علاقة غير شرعية بـ130 ألف دولار قبل سنوات.
ورغم ذلك، فإن الرئيس الذي يضع البيت الأبيض نصب عينيه ثانية، أكد أنه مصدوم من تفاصيل لائحة الاتهام الموجهة إليه، موضحاً أنه سيسلم نفسه للمدعي العام، لكنه لن يقبل بأي صفقة للإقرار بالذنب.
أمام هذه التطورات كان لابد من العودة للوراء قليلاً لمعرفة تفاصيل الواقعة، ليتبين أنه وفي الوقت الذي شق فيه دونالد ترامب طريقه إلى البيت الأبيض عام 2016، حاول حلفاؤه الرئيسيون تمهيد طريقه بدفع أموال لامرأتين كانتا تفكران في الكشف عن مزاعم تورط الرئيس بعلاقات غير شرعية.
إلا أن الرياح لم تجرِ كما تشتهي السفن، فواحدة من هاتين العلاقتين باتت محور تحقيق هيئة محلفين كبرى أدت إلى توجيه اتهام جنائي، يمكن أن يؤدي لأن يكون ترامب أول رئيس أميركي يحاكم بهذه الطريقة، وفقا لصحيفة "Mirror".
ولعل في هذه الحكاية لاعبين أساسيين، قدّر عددهم بـ9 لاعبين، أبرزهم كانت ستورمي دانيلز، الممثلة الإباحية صاحبة الرواية.
ستورمي دانيلز
فقد حصلت ستورمي دانيلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، على 130 ألف دولار في الأسابيع الأخيرة من حملة ترامب الرئاسية لعام 2016، بعد أن هددت بأنها مستعدة للإدلاء بتصريحات مسجلة إلى صحيفة "ناشيونال إنكوايرر" أو على التلفزيون لتأكيد علاقة غير شرعية أقامتها عام 2006 مع ترامب، وسط نفي الأخير للأمر تماماً.
كارين مكدوغال
وهي عارضة أزياء سابقة قالت إنها كانت على علاقة غرامية لمدة 10 أشهر مع ترامب في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وزعمت أنها تلقت مبلغ 150 ألف دولار في عام 2016 من قبل الشركة الأم لـ National Enquirer مقابل السكوت.
حتى أقرت الشركة بالأمر، مبررة المبلغ على أنه كان ضمن تفاصيل عمليات التسويق في الحملة الانتخابية.
مايكل كوهين
عمل كوهين كمحامٍ خلال التدريب في مؤسسة ترامب من عام 2006 إلى عام 2017، وكان مساعداً للرئيس.
تولى كوهين زمام المبادرة في ترتيب الدفع إلى دانيلز عن طريق شركة أنشأها لهذا الغرض، ووضع ذلك المبلغ ضمن إطار "نفقات قانونية".
كما رتب قبل أشهر من هذه الواقعة عملية دفع مبلغ مماثل قدره 150.000 دولار إلى مكدوغال مقابل السكوت عن قصة مشابهة.
كذلك اتهم مدعون فيدراليون كوهين عام 2018، بالتهرب من الضرائب المتعلقة باستثماراته في صناعة سيارات الأجرة، والكذب على الكونغرس، وانتهاكات تمويل الحملات الانتخابية المتعلقة بالمدفوعات المالية الصامتة.
ألين ويسلبرغ
اتخذ ويسلبرغ، وهو المدير المالي في مؤسسة ترامب، قرارات مهمة بشأن كيفية احتفاظ الشركة بأرشيفها، إلا أن هناك اتهامات تزعم عدم تعاونه مع التحقيق.
فخلال شهادته أمام الكونغرس عام 2019، قال كوهين إن ويسلبرغ هو من نظم عمليات الدفع لستورمي دانيلز على مدى سنة تقريباً حتى تبدو وكأنها "وكيل".
ثم سُجن لاحقا بتهمة التهرب من ضرائب الدخل على الامتيازات الوظيفية التي حصل عليها من شركة ترامب، بما في ذلك شقة بدون إيجار وسيارة فاخرة.
ديفيد بيكر
أدلى بيكر، الناشر السابق لصحيفة The National Enquirer وصديق ترامب القديم، بشهادته مرتين أمام هيئة المحلفين الكبرى حول تورط صحيفة التابلويد في التستر عن القصص السلبية عن ترامب.
كما التقى بيكر مع كوهين خلال حملة ترامب لعام 2016، وقال إن الشركة الأم لـ Enquirer ستساعد في شراء ودفن القصص التي قد تكون ضارة حول علاقة ترامب بالنساء.
في حين وافق المدعون الفيدراليون في عام 2018 على عدم مقاضاة "أميركان ميديا" مقابل تعاونها في تحقيق تمويل الحملة الذي أدى إلى إقرار كوهين بالذنب والحكم عليه بالسجن.
كما فرضت لجنة الانتخابات الفيدرالية غرامة قدرها 187.500 دولار على الشركة، واعتبرت صفقة "ماكدوغال" مثالاً.
وتنحى بيكر عن منصب الرئيس التنفيذي للناشر في عام 2020.
ألفين براغ
يمكن أن يصبح براغ، وهو أول محامٍ لمقاطعة بلاك في مانهاتن وأول مدعي عام في أي مكان يرفع قضية جنائية ضد رئيس أميركي سابق.
مع العلم أن الديمقراطي كان ورث تحقيقا بشأن ترامب عندما تولى منصبه في كانون الثاني 2022.
جوزيف تاكوبينا
يُعد تاكوبينا، المحامي المولود في بروكلين والمعروف ببدلاته الأنيقة وعملائه المشهورين، الوجه الأساسي لفريق دفاع ترامب.
كما أن ترامب هو أحدث اسم كبير يلجأ إليه تاكوبينا، بعد عملاء مشاهير كثيرين أهمهم لاعب البيسبول أليكس رودريغيز.
سوزان نيشليس
محامية دفاع في مدينة نيويورك، كانت تعمل خلف الكواليس في الدفاع الجنائي للرئيس السابق، حيث التقت بالمدعين العامين في محاولة لتجنب الاتهامات المحتملة.
ماثيو كولانجيلو
استدعى براغ كولانجيلو في كانون الأول لقيادة التحقيق، بعد أن عملوا معا سابقا في أمور متعلقة بترامب كمسؤولين كبار في مكتب المدعي العام في نيويورك ليتيتيا جيمس.
سابقة تاريخية.. 30 تهمة
يشار إلى أن هيئة محلّفين كبرى في نيويورك كانت صادقت على توجيه الاتّهام إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بشأن مدفوعات ماليّة جرى تسديدها لشراء صمت نجمة أفلام إباحيّة حول علاقة مزعومة معه قبل انتخابات عام 2016.
ويواجه الرئيس السابق، 30 تهمة حين يحضر إلى المحكمة في مانهاتن، يوم الثلاثاء المقبل، للاضطلاع على لائحة الاتهام التي وجهها له المدعي العام، ألفين براغ، المنتمي إلى الحزب الديمقراطي.
وسيكون ذلك سابقة تاريخية، هي الأولى من نوعها، يمكن أن تعيد تلك الاتهامات رسم سباق الانتخابات الرئاسية في 2024.