Advertisement

عربي-دولي

عمِل لصالح دولة عربيّة.. قصّة مثيرة لجاسوس خدع "إسرائيل" قبل 65 عاماً! (صور)

Lebanon 24
04-06-2023 | 09:00
A-
A+
Doc-P-1073985-638214604344422338.jpg
Doc-P-1073985-638214604344422338.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كشفت المخابرات الإسرائيلية، عن تفاصيل عملية تجسس لصالح المخابرات المصرية، عبر جاسوس زرعته داخل تل أبيب قبل 65 عاماً.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي نشرت تفاصيل القضية، إنه تم الكشف عن قضية "عملية الحقنة الشرجية"، والتي أطلقت على عملية القبض على رجل القوات الخاصة الذي كان ضابطاً في الجيش الإسرائيلي ويعمل لصالح مصر.
Advertisement

والتحق أولريش شنفت، أو كما عرف فيما بعد باسم "غابرييل سوسمان" بالجيش الإسرائيلي وكان عضواً في "الوكالة اليهودية"، حتى أصبح جاسوساً في خدمة مصر وأجهزة استخباراتها. ومؤخراً، تم الكشف عن الملف السري الذي جمعه مع جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، والذي وصف فيه كيف تمكن من خداع الإسرائيليين والتسلل بينهم حتى قام بخطوة واحدة خاطئة أدت للقبض عليه في النهاية.

وعلى غلاف ملف "الشاباك" الذي يخص "غابرييل سوسمان"، توجد صورة جواز سفر لشاب يرتدي زي الجيش الإسرائيلي بشارب، وكتب إلى جانبه أنه ولد عام 1923 في ألمانيا ، وهاجر إلى "إسرائيل" عند قيامها بعد عام 1948، وعاش في مدينة عسقلان، وكان يعمل "مساعد صيدلي"، وتم شرح سبب فتح القضية في 3 كلمات: "مشتبه به كمسيحي ألماني".

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أنه تمّ الكشف عن القضية المرتبطة باسم "سوسمان" قبل 65 عامًا، ومنذ ذلك الحين أثارت اهتماماً مستمراً في الكتب والمقالات والشبكات الاجتماعية.

وعن تفاصيل القصة، قالت "هآرتس" إنها تعود لرجل ألماني من قوات الأمن الخاصة تنكر في زي يهودي بعد "الهولوكوست"، وجاء إلى إسرائيل على متن سفينة للاجئين، واعتقل في مخيمات في قبرص، ثم أطلق سراحه، وجند في الجيش الإسرائيلي، وأصبح ضابط مدفعية، وبعد ذلك بفترة أقدم على الهرب لتقوم مصر إثر هذا الأمر بجنيده لصالحها، لكنه تعرّض للاعتقال في عملية مشتركة مع الشاباك والموساد، وتم سجنه وترحيله.

وأوضحت الصحيفة أن سوسمان إذا كان لا يزال على قيد الحياة، فسوف يحتفل بعيد ميلاده المئة هذا العام، مشيرة إلى أن تفاصيل قصته نشرت عبر الأرشيف الإسرائيلي ضمن ملف الشاباك الذي يوثق مراقبته وكيف استطاع خداع السلطات لسنوات، حتى تم القبض عليه.

وتحدّث سوسمان في إحدى الوثائق التي كتبها بخط يده باللغة العبرية الخالية من الأخطاء، عن حياته بعد هجرته لـ"إسرائيل"، وقال: "مات والداي في المخيمات، هاجرت إلى إسرائيل في عام 1948 ".. حينها، صدقت السلطات الإسرائيلية قصته وبات فرداً في المجتمع الإسرائيلي.

وتذكر الوثائق الرسمية أن "والديه ماتا في معسكر اعتقال"، لكن الحقيقة مختلفة تماماً، فقد ولد سوسمان عام 1923 في كونيجسبيرج في بروسيا (كالينينغراد الآن)، وكان طفلاً لأم عزباء. وفي طفولته، انتقل سوسمان إلى ألمانيا، وهناك تم منحه إلى عائلة بالتبني، وفي العام 1941 تم تجنيده في الجيش الألماني وخدم في الجبهة الشرقية في الذراع العسكرية لقوات الأمن الخاصة للجيش الألماني، وقد جُرح وأسر من قبل الولايات المتحدة، لكن أطلق سراحه دون محاكمة.

وبعد الحرب العالمية الثانية، تنكر بزي يهودي واستقل سفينة الهجرة التي غادرت مرسيليا إلى إسرائيل في عام 1947 ، لكن البريطانيين استولوا عليها، ثم تم إرساله إلى معتقلات قبرص حيث انضم إلى عصابات "الهاغاناه" – النواة الأولى للجيش الإسرائيلي فيما بعد - وشارك في محاولات الهروب من الجزيرة القبرصية.

وفي عام 1948 هاجر إلى إسرائيل، وانضم إلى كيبوتس "كريات إينافيم" وتجند في الجيش الإسرائيلي، وبعد بضعة أشهر تم إطلاق سراحه وانتقل إلى مستوطنة بالقرب من عسقلان، وكسب لقمة عيشه في دائرة الاستيطان التابعة للوكالة اليهودية وكان نشطًا أيضًا فيها. وبعد ذلك انضم لقوات الاحتياط، وخضع لدورة ضابط وتم تجنيده في سلاح المدفعية، وفي العام 1954 ترك حدود البلاد وأصبح جاسوساً في خدمة مصر.

ويصف ملفه لدى "الشاباك" الشكوك التي أثارها منذ عام 1952 وما بعدها والمحاولات الفاشلة لتتبع ماضيه، حيث بدأت ملاحقته في بداية ذلك العام، بعد أن تقدم للخدمة في الجيش النظامي الذي لم يدخل إليه. وحينها، طرح "الشاباك" تساؤلات عن "دين" سوسمان وطلب إجراء تحقيق كامل في ماضيه. 
 
وفي وثيقة أخرى من العام نفسه، قُدمت الشبهة المركزية لأول مرة ضده حيث تقول: "مظهره كألماني مسيحي وليس يهودي، وعندما كان مخمورا ذات يوم، أظهر صورة تم تصويره فيها بزي القوات الخاصة بالجيش الألماني، وعندما سئل عن هذا، قال إنه في الصورة كان متنكرا" رغم أنه عرف نفسه في إسرائيل إنه كان يهوديا ألمانيا ضمن الذين تم اعتقالهم في معسكرات الهولوكوست.

وقال الشاباك في تحقيقه: "أثار الشبهات أكثر عندما تم تصويره متسكعا بصحبة ثلاثة أشخاص غريبين، فكان قد وصف نفسه بأنه وحيد وانطوائي ولا يهتم بالظهور مع أفراد المجتمع"، كما ورد في الوثائق أنه "متورط في قضية سرقة ذخيرة من معسكر "جولس"، بالإضافة إلى حادثة أخرى "عثرت فيها الشرطة على متفجرات وذخائر في غرفته أثناء تفتيشها".

واستمرت محاولات التساؤل والبحث وراءه في عام 1953، وقالت الوثيقة: "لم نتمكن بعد من تحديد ما إذا كان المذكور أعلاه مسيحيا أم يهوديا، من فضلك قم بإجراء تحقيق كامل حول ماضيه وأخبرنا على وجه الخصوص بدينه".

وجاء في هذه الوثيقة الفرعية، والتي تم تعريفها على أنها "عاجلة وسرية"، طلب الشاباك من السلطات الأخرى في الموساد معرفة من كان أصدقاؤه أثناء تواجده في الجيش الإسرائيلي، لأن الشخص المعني لا يرتبط بأي شخص في مكان إقامته.

وتقول وثيقة أخرى: "يرجى محاولة معرفة تفاصيل حول سلوكه أثناء الدورة العسكرية التي خاضها ليلتحق بصفوف ضباط الجيش الإسرائيلي".

وبالعودة إلى الوراء، اتضح أن سوسمان غادر "إسرائيل"، وعرض خدماته على جهاز المخابرات العامة المصرية مقابل تأشيرة دخول إلى ألمانيا، وذهب إلى القاهرة وقدم معلومات سرية ومهمة للغاية عن الجيش الإسرائيلي.

وكشفت وثيقة أخرى في ملف الشاباك المعلومات التي قدمها، بما في ذلك تفاصيل عن الكتائب العسكرية والقيادات الكبيرة بالجيش الإسرائيلي ومواقع الوحدات والمعدات وعدد السلاح.

وأضافت الوثيقة أن هذه المعلومات صحيحة في معظمها وكانت سرية ووجودها في يد المخابرات المصرية، يمنحها ميزة كبيرة وتضر بشكل خطير بأمن الجيش الإسرائيلي وقدرته.

لكن بعد ذلك رفض سوسمان عرض مصر بدخول إسرائيل والتجسس عليها خوفا من القبض عليه، وبعد إقامة قصيرة في القاهرة عاد إلى ألمانيا.

وجاء في تقرير الشاباك أنه تم الاتفاق على أن يسافر مرة أخرى إلى إسرائيل لجلب الأخبار وفقا لإيجاز قدم إليه، وقامت المخابرات المصرية بتزويده لجواز سفر وكاميرا وحصل على 200 دولار كدفعة أولى، وطلب منه أن يصور كل الأشياء العسكرية، ويقوم بجولة في إسرائيل ويبلغ عن تحركات الجيش.

واعتقل سوسمان عام 1956 بعد هبوطه في مدينة "اللد"، وحكم عليه بالسجن 7 سنوات بعد إدانته بالتجسس، وكتبت المحكمة: "حصل على ثقة السلطات العسكرية وأهالي البلاد من أجل الوصول إلى الأماكن التي يمكنه فيها الحصول على الكثير من المعلومات السرية ومن ثم نقلها إلى العدو".

ومع ذلك، اقتنع القاضي بأنه "فعل ذلك في لحظة ضعف"، وخفف عقوبته. وفي العام 1958 تم الكشف عن العلاقة بينه وبين زوجة الرجل الذي كان يعيش معه في عسقلان.

يشار إلى أن الاحتلال أطلق العديد من الوثائق السرية، بمناسبة مرور 50 عاماً على حرب أكتوبر، والتي تكشف عن جوانب عديدة من الفشل الاستخباراتي الذي وقع فيه الاحتلال في عدد من الأحداث. (عربي21)
 
 
 
 
 
 
 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك