قال خبير أرصاد جوية حكومي إن الأمطار من المرجح أن تساعد في تبديد سحب الدخان في شرق كندا ابتداء من، الأحد، لكنها قد لا تصل إلى حرائق الغابات المستعرة في مقاطعة كيبيك إلا بعد أيام.
وفي تصريحات صحفية السبت، أكد عالم الأرصاد الجوية في الحكومة الاتحادية، جيرالد تشينج، أن هطول أمطار متوقعة، الأحد، في جنوب أونتاريو وجنوب غرب كيبيك سيساعد على الأرجح في تنقية الأجواء من الدخان، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز".
وأضاف أن الأمطار ستصل على ما يبدو إلى الأجزاء الشمالية من كيبيك، حيث تشتعل أكبر الحرائق، ابتداء من يوم الثلاثاء، لكن من المتوقع أن يكون معدل هطول الأمطار بين 10 و20 مليمترا فقط.
وقال "ما يقلقنا هو أنه ليس هناك الكثير من الأمطار".
ومن جانبه حذر مسؤول كندي، السبت، من أن الحرائق المستعرة قد تستمر "طوال الصيف" فيما يحاول عناصر الإطفاء السيطرة عليها مع اضطرار آلاف الكنديين إلى مغادرة منازلهم.
وقال لوك مرسييه، كبير المسؤولين الإداريين في مقاطعة يلوهيد حيث تقع إدسون، إن "الحريق خارج عن السيطرة لدرجة أن بعض أطقم الغابات اضطرت إلى التراجع... لا يمكنها مكافحة هذه النار"، وفقا لما نقلته وكالة "فرانس برس".
وصرحت المقيمة هايلي ويتس في حديثها إلى محطة "سي بي سي" إن إجلاء إدسون تم في شكل "قافلة ضخمة" من الأشخاص الفارين من المدينة.
وأضافت "عندما تشعر بالذعر، كل ما تفكر فيه هو الهروب... لكن بمجرد مغادرتك في السيارة تسأل: ماذا لو لم يعد منزلي موجودا عندما أعود؟".
حرائق مستعرة
بعد أيام عدة من الهدوء، استعرت الحرائق مجددا خصوصا في غرب البلد حيث شهدت بلدة إدسون في ألبرتا ليل الجمعة عملية إجلاء ثانية منذ مايو.
وفي مقاطعة بريتيش كولومبيا، تم إخلاء بلدة تامبلر ريدج التي يبلغ عدد سكانها 2400 شخص مع اقتراب حريق على بعد بضعة أميال.
أما في شرق البلد، فقال وزير الأمن العام في كيبيك، فرانسوا بونارديل، صباح السبت، إن الوضع في الأجزاء الوسطى والشمالية الغربية من المقاطعة لا يزال صعبا وبلدات عدة مهددة، حسب "فرانس برس".
ووصف الحرائق في شمال شرق كيبيك بأنها "مستقرة".
وأضاف "هذه هي المرة الأولى في تاريخ كيبيك التي نشهد فيها مكافحة الكثير من الحرائق وإجلاء العديد من الناس... سنخوض معركة نعتقد أنها ستستمر طوال الصيف".
وصدرت أوامر إجلاء لنحو 14 ألف شخص في المقاطعة، وفق "فرانس برس".
وأعلنت السلطات البيئية أن هناك 416 حريقا نشطا في البلد، صنف 203 منها على أنها خارجة عن السيطرة.
وتحدث حرائق الغابات في كندا على نحو دوري في الصيف، لكن نطاق الحريق الحالي واندلاعه في وقت مبكر عن المعتاد غير مسبوق.
واحترق نحو 17800 ميل مربع منذ بداية العام، وهو أعلى بكثير من المعدلات السابقة مع ارتفاع درجة الحرارة بشكل أسرع من بقية العالم نتيجة تغير المناخ، وفق "رويترز".
وصباح السبت، اندلع 426 حريقا في أنحاء كندا، 144 منها في كيبيك.
وتسببت الحرائق على سواحل المحيط الأطلسي والمحيط الهادي في احتراق 4.4 مليون هكتار حتى الآن، وأجبرت آلاف الكنديين على ترك منازلهم وأدت لانتشار الدخان الذي تسبب في إصابة السكان بضيق تنفس من تورنتو حتى نيويورك.
ويقول المسؤولون إنه بحلول، الإثنين، سيكون هناك حوالي 1200 رجل إطفاء، بما في ذلك أكثر من 100 من فرنسا، يكافحون الحرائق في جميع أنحاء كيبيك، وهي مقاطعة كثيفة الأشجار يبلغ عدد سكانها 8.5 مليون نسمة وتغطي مساحة أكبر من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا مجتمعة. (الحرة)