قال الرئيس
الاميركي جو بايدن في خطاب ألقاه في بولندا هذا العام: "
أوكرانيا لن تكون أبدًا انتصارًا لروسيا - أبدًا".
وبحسب صحيفة "Politico" الأميركية، "حتى تنتهي الحرب في أوكرانيا بشروط تتفق مع المصالح الأميركية، يجب أن يُنظر إلى أوكرانيا على أنها انتصرت، ويجب أن يُدرج الغزو الروسي في التاريخ على أنه فشل حتماً، بما يكفي لردع القوى الأخرى عن شن حروب عدوانية مماثلة في
المستقبل. من السهل جداً قول ذلك، لكن الأمر يثير سؤالا حرجا، فما الذي يجب أن تحققه أوكرانيا لتحقيق الانتصار، على الأقل في المرحلة الحالية من الحرب التي من المحتمل أن تستمر لسنوات عديدة؟ في الواقع، هناك ثلاث إجابات على الأقل لهذا السؤال".
وتابعت الصحيفة، "تتمثل الإجابة الأولى والأكثر وضوحًا في أن تستعيد القوات الأوكرانية المسلحة كل الأراضي التي احتلتها
روسيا بشكل غير قانوني منذ غزوها الأول في عام 2014، بما في ذلك شبه جزيرة القرم. ستكون هذه نتيجة رائعة بالفعل، ولا تزال فرص تحقيقها ممكنة. عندها، يجب على
الولايات المتحدة أن تفعل كل ما في وسعها لدعمها، من خلال توفير الأسلحة الأكثر تقدمًا التي طلبتها أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، علينا أن نعترف بأن أوكرانيا قد لا تحقق نجاحًا عسكريًا كاملاً في العام أو العامين المقبلين، فعلى الرغم من أن هجومها المضاد يحرز بعض التقدم، إلا انه بطيء ومؤلم. فقد بقي الجيش الروسي صامداً، حتى ضد الأسلحة والتكتيكات الغربية المتقدمة".
وأضافت الصحيفة، "في غضون ذلك، ليس هناك ما يضمن أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيستمرون في دفع تكاليف العمليات الهجومية لأوكرانيا مهما استغرق الأمر. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلم أن المرشح
الجمهوري الأبرز لمنصب الرئيس العام المقبل،
دونالد ترامب، سينهي دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، وأن هناك آخرين مثله في أوروبا. إذا استمرت الحرب إلى الأبد، فإن ذلك يصب في مصلحة بوتين وليس أوكرانيا".
ورأت الصحيفة أن "الطريقة الثانية لفوز أوكرانيا، على الأقل من الناحية النظرية، ستكون من خلال اتفاقية دبلوماسية. في وقت سابق من هذا الشهر، اجتمعت 40 دولة في
المملكة العربية السعودية لمناقشة خطة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للسلام والمؤلفة من 10 نقاط، والتي تتطلب انسحاب كل القوات الروسية من أوكرانيا، وعودة الأطفال المختطفين، وتحقيق العدالة في جرائم الحرب. إن أي تسوية تستند إلى تلك الخطة ستكون، بالطبع، رائعة".
وتابعت الصحيفة، "في الواقع، لم ينه بوتين أيا من حروبه على طاولة المفاوضات. فكل ما قام به أنه جمد الصراع مع إبقاء خياراته مفتوحة. وحتى الآن، لم تُظهر روسيا أي اهتمام في تقديم تنازلات تقترب من الحد الأدنى من متطلبات أوكرانيا وحلفائها. طالما أن جيشه يتجنب الانهيار التام، وطالما أن هناك فرصة للتغيير السياسي في الغرب، فمن المرجح أن يواصل بوتين التضحية بالروس بهدف استمرار القتال. فهل ينبغي لأوكرانيا وحلفائها الاستمرار ببساطة على أمل تحقيق انفراج في عام 2025 أو ما بعده؟ بالنظر إلى ما هو على المحك، سيكون ذلك محفوفًا بالمخاطر".
وبحسب الصحيفة، "لحسن الحظ، هناك طريقة ثالثة ممكنة لتحقيق النجاح الأوكراني والفشل الروسي، والتي لن يكون لبوتين حق النقض عليها. في هذا السيناريو، ستمنح الولايات المتحدة الجيش الأوكراني كل ما يحتاجه للتقدم إلى أقصى حد ممكن في هجومه المضاد. في وقت ما من العام المقبل، ستعلن أوكرانيا توقف العمليات العسكرية الهجومية وتحول تركيزها الأساسي إلى الدفاع عن المناطق المحررة وإعادة بنائها مع الاندماج مع المؤسسات الغربية. وبعد ذلك، في قمته في تموز 2024 في
واشنطن، سيدعو الناتو أوكرانيا للانضمام إلى الحلف
الغربي، مما يضمن أمن كل الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة الأوكرانية في تلك المرحلة بموجب المادة 5 من معاهدة الناتو".
وتابعت الصحيفة، "قالت إدارة بايدن إن الحرب يجب أن تنتهي قبل أن تتمكن أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو، لأنها لا تريد المخاطرة بالتدخل الأميركي المباشر، لكنها لم تحدد كيف ستنتهي الحرب. هل يجب أن تكون هناك معاهدة سلام رسمية؟ هل يجب أن تكون هناك فترة أشهر أو سنوات لا تطلق فيها روسيا قذيفة واحدة على أوكرانيا؟ إن ربط عضوية الناتو الأوكرانية بمثل هذه الشروط من شأنه أن يمنح بوتين حافزًا آخر لعدم الوفاء بها أبدًا. لكن انضمام أوكرانيا إلى الناتو قد يكون بحد ذاته هو الطريقة التي تنتهي بها الحرب. إن اكتساب الأمن داخل الناتو كدولة قوية وتعددية وديمقراطية سيعتبر بالتأكيد انتصارًا لأوكرانيا. إن إضافة أوكرانيا الديمقراطية إلى الناتو من شأنه أن يمثل الهزيمة المطلقة والدائمة لحملة بوتين ".