صعّدت روسيا من لهجتها النووية، بعد أن أعلنت أنها وضعت صاروخاً باليستياً متطوراً عابراً للقارات في الخدمة، والذي قال عنه الرئيس فلاديمير بوتين ذات مرة إنه "سيجعل أعداء موسكو يفكرون مرتين".
وأكدت مجلة "نيوزويك" الأميركية الخبر، ونقلت عن رئيس وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس، يوري بوريسوف، القول إن "صواريخ سارمات تولت المهمة القتالية"، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس.
وتأتي هذه التقارير في الوقت الذي يخيم فيه تهديد القدرات النووية الروسية على الحرب في أوكرانيا.
ما هو السارمات؟
يٌعرف باسم "آر إس-28" سارمات، وهو صاروخ باليستي عابر للقارات روسي يعمل بالوقود السائل، من إنتاج مكتب تصميم الصواريخ ماكييف.
وقامت موسكو ببناء الصاروخ بهدف استبدال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات "R-36" التي يصل مداها إلى 9940 ميلًا فقط، وأطلقت عليه اسم "الشيطان الثاني" بشكل غير رسمي.
ويبلغ طول الصاروخ 116 قدماً، ويزن 220 طناً، ويمكنه حمل ما يصل إلى 15 رأساً نووياً خفيفاً، ويبلغ مدى السلاح 11 ألف ميل، وهو قادر على ضرب أهداف في الولايات المتحدة وأوروبا. وللمقارنة، يزن الصاروخ الأميركي "LGM-30 Minuteman" حوالى 36 طناً، ويمكنه السفر لمسافة حوالي 8100 ميل، وقطره 5.5 قدم أصغر بحوالي 4 أقدام.
وبحسب المجلة، يُعتقد أن صاروخ سارمات، وهو صاروخ قائم على صومعة، لديه مرحلة إطلاق أولية قصيرة، مما يعني أن أنظمة المراقبة لديها القليل من الوقت لتتبع إقلاعه.
وأوضحت المجلة أيضاً، أنه بعد شهرين من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، تم إطلاق الصاروخ في 20 نيسان 2022، من بليسيتسك في منطقة أرخانجيلسك، على بعد 500 ميل شمال موسكو.
وبحسب ما ورد، ضرب الصاروخ أهدافاً في شبه جزيرة كامتشاتكا، على بعد 3700 ميل في أقصى شرق روسيا.
دعاية روسية
وكان سارمات واحداً من 6 أسلحة استراتيجية روسية جديدة، كشف عنها بوتين في خطاب حالة الأمة في الأول من آذار 2018، كجزء من "الجيل القادم" من تكنولوجيا الصواريخ النووية.
وبعد أول اختبار ناجح له في نيسان 2022، والذي تم إبلاغ الولايات المتحدة به مسبقاً، قال بوتين إن "الصاروخ يتمتع بأعلى الخصائص التكتيكية والفنية، وهو قادر على التغلب على جميع وسائل الدفاع الحديثة المضادة للصواريخ".
وأضاف أنه "لا يوجد نظائر في العالم، ولن يكون كذلك لفترة طويلة مقبلة"، مشيراً إلى أن السلاح "سيجعل أولئك الذين يحاولون تهديد بلادنا، في خضم الخطاب العدواني، يفكرون مرتين".
قدرات متطورة
كذلك، تفاخر المروجون للدعاية في برامج التلفزيون الحكومي الروسي بصاروخ السارمات، كدليل على القدرات النووية الروسية التي يمكن استخدامها ضد الدول التي تدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.
وفي برنامج 60 دقيقة الذي تبثه قناة روسيا-1، قال رئيس حزب رودينا السياسي القومي، أليكسي جورافليوف: "صاروخ سارمات واحد، ولن يكون هناك جزر بريطانية بعد الآن". وفي الوقت نفسه، في آذار من هذا العام، قال حليف بوتين، فلاديمير سولوفيوف، في برنامجه المسائي إنه "يود استخدام سارمات، وأنه إذا كانت الدول الغربية وقحة... فسنرى ذلك على أرض الواقع".
ومع ذلك، كتب بافيل بودفيج، الذي يدير المشروع البحثي للقوات النووية الروسية في جنيف، على موقع إكس (تويتر سابقاً)، أنه في "شباط من هذا العام، لم تنجح روسيا في إطلاق الاختبار الثاني لصاروخ "Sarmat ICBM"، بسبب فشل المرحلة الثانية من الصاروخ"، وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، كان لدى الناس أسئلة أخرى، لذلك، حتى يتم تأكيد ذلك، عدنا إلى نجاح واحد، وفشل واحد، ولم يتم نشره". (24)