Advertisement

خاص

تقرير لـ"Foreign Affairs": هل سيتخلى الغرب عن أوكرانيا؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
13-09-2023 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1106974-638301999772403980.jpg
Doc-P-1106974-638301999772403980.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم وغزت شرق أوكرانيا في عام 2014، كان لدى كييف الكثير من المؤيدين.
 
وبحسب مجلة "Foreign Affairs" الأميركية، "حينها سعت كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة إلى استعادة السيادة الأوكرانية من خلال فرض عقوبات على روسيا، لكنها رفضت التدخل العسكري المباشر. وفي الواقع، لم يقدموا أي مساعدة عسكرية إلا في وقت متأخر. ولكن بحلول أواخر شباط 2022، عندما حشدت روسيا قواتها على الحدود الأوكرانية، تلاشى هذا التردد إلى حد كبير. وقد أدى الغزو الوحشي الذي أعقب ذلك إلى بدء الجولة الأولى من المساعدات العسكرية والمالية الغربية".
Advertisement
 
وتابعت المجلة، "إن التحالف الذي يضم أغنى دول العالم وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية منح أوكرانيا ميزة بنيوية كبرى. وفي المقابل، لا يوجد لدى روسيا سوى دولتين فقط، إيران وكوريا الشمالية، تساعدانها علناً في حربها، على الرغم من أن الصين كانت بمثابة داعم اقتصادي مهم للجهود الحربية التي يبذلها الكرملين ومزود للمساعدات العسكرية غير الفتاكة. ومع ذلك، فإن الدعم العسكري الغربي يأتي بمخاطره وتحدياته الخاصة، أهمها هو اعتماد أوكرانيا الشديد على المساعدات العسكرية والمالية الغربية".
 
ورأت المجلة أن "استمرار الالتزام الغربي تجاه أوكرانيا غير مضمون، وبدأت الدوائر السياسية في أوروبا والولايات المتحدة تعارض الدعم الطويل الأمد لأوكرانيا. وعلى الرغم من الأصوات المعارضة هذه لا تزال تشكل الأقلية، إلا أنه تتضاعف يوماً بعد يوم. ففي الولايات المتحدة، أصبحت الحرب في أوكرانيا أحدث نقطة اشتعال في الصراع الدائر حول مدى اهتمام الأميركيين بدعم الشركاء والحلفاء في الخارج والإنفاق عليهم. أما في أوروبا، فساهمت جائحة كوفيد-19 والتضخم المرتفع في أعقاب الحرب بفرض ضغوط اقتصادية. في الواقع، بدأ التفاؤل بشأن نجاح أوكرانيا يتلاشى، الأمر الذي أدى إلى الشعور بعدم الارتياح إزاء حرب كبرى مفتوحة على الأراضي الأوروبية".
 
وبحسب المجلة، "إن الخطر الرئيسي الذي يواجه أوكرانيا لا يتمثل في حدوث تحول سياسي مفاجئ في الغرب بقدر ما يتمثل في التفكك البطيء لشبكة المساعدات الأجنبية المنسوجة بعناية. ومع ذلك، إذا حدث تحول مفاجئ، فسوف يبدأ في الولايات المتحدة، حيث سيتم طرح الاتجاه الأساسي للسياسة الخارجية الأميركية على ورقة الاقتراع في تشرين الثاني 2024. ونظراً للخطر الذي قد يفرضه حتى الخسارة التدريجية للدعم، ناهيك عن الانقطاع المفاجئ للدعم، فيتعين على الحكومة الأوكرانية أن تعمل على تنويع جهودها، وتكييف نداءاتها للمساعدة مع احتمال نشوب حرب طويلة الأمد. ومن ناحية أخرى، يتعين على الزعماء السياسيين في الولايات المتحدة وأوروبا أن يبذلوا قصارى جهدهم لترسيخ المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا في دورات الميزانية الطويلة الأجل، مما يجعل من الصعب على المسؤولين في المستقبل أن يتراجعوا عن تقديم المساعدات".
 
ورأت المجلة أنه "من غير المرجح أن يتراجع الدعم الأوروبي القوي قريبا، فوفقاً لمسح أجرته مؤسسة يوروباروميتر في حزيران، فإن 64% من سكان الاتحاد الأوروبي يؤيدون تمويل شراء وتوريد المعدات العسكرية إلى أوكرانيا. ومع ذلك، فإن نوعاً من الإرهاق يؤثر سلباً على أوروبا، وأفضل مثال على ذلك هي ألمانيا، التي تمكنت من انقاذ نفسها من نقص الطاقة الناجم عن الحرب واستقبلت مليون لاجئ أوكراني في حين زادت مساعداتها تدريجياً لأوكرانيا. بالنسبة للأوروبيين، كلما طال أمد الحرب، كلما أصبح إيجاد مخرج لها أكثر صعوبة وكلفة. أما في الولايات المتحدة، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، فمن المرجح أن تكون عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بمثابة كارثة بالنسبة لأوكرانيا".
 
وبحسب المجلة، "إن تقليص الدعم الغربي لأوكرانيا لن ينهي الحرب، فعلى الرغم من أنه لم تتدخل أي دولة غربية بشكل مباشر عسكرياً في أوكرانيا واكتفت بتقديم الدعم وتوفير الأسلحة، إلا أن هذه الحرب كانت حرب أوكرانيا منذ البداية، فشعبها هو الذي أظهر بسالة غير عادية وقدم التضحيات. ومن دون الدعم الغربي، ستواجه أوكرانيا معضلتين. تتمثل المعضلة الأولى في إمكانية خوض أوكرانيا لهذه الحرب في حال أصبح العتاد الغربي أكثر تكلفة، أو أقل توافراً، أو كليهما. أما الثانية فتمتد إلى ما هو أبعد من أوكرانيا. فلم يكن غزو بوتين مجرد رهان على سقوط أوكرانيا، وأن روسيا ستتمكن بعد ذلك من السيطرة على البلاد أو تقسيمها، إنما كان رهانا على الغرب، وعلى وجه الخصوص، على الولايات المتحدة. كان بوتين يراهن على الفطنة والصبر الاستراتيجيين للولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي. إذا تراجع الدعم لأوكرانيا في أوروبا ولكن ليس في الولايات المتحدة، فإن روسيا سوف تتبنى نهج "فرق تسد". أما إذا تراجع الدعم الأميركي ولكن ليس في أوروبا فسيكون لهذا الأمر تأثير أكثر دراماتيكية".
وختمت المجلة، "يتعين على أوروبا والولايات المتحدة أن تستمرا في إثبات أن بوتين توصل إلى النتيجة الخاطئة. إن احتواء روسيا والحفاظ على السيادة الأوكرانية يشكلان مصالح غربية من الدرجة الأولى. إن اللامبالاة الغربية ونفاد الصبر هما سلاح بوتين النهائي في هذه الحرب، إذا تمكن الغرب من وضع هذين الأمرين جانباً، حينها سيواجه بوتين طريقاً استراتيجياً مسدوداً".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك