Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Telegraph": بوتين اقترف أكبر خطأ فادح حتى الآن

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
15-09-2023 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1107709-638303758973119479.jpg
Doc-P-1107709-638303758973119479.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في ظل التراجع الذي تحرزه "العملية العسكرية الخاصة" الروسية في أوكرانيا، يجد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه مضطرا إلى اللجوء إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، طلباً للمساعدة.
Advertisement
وبحسب صحيفة "The Telegraph" البريطانية، "مع دخول الحملة العسكرية، والتي كان من المفترض أن تستمر بضعة أشهر فقط، عامها الثاني، يجد الكرملين نفسه في حاجة ماسة إلى إمدادات جديدة من الأسلحة. إن الروح المعنوية لدى القوات الروسية المنتشرة على الخطوط الأمامية أصبحت في أدنى مستوياتها وذلك عقب الخسائر الفادحة التي تكبدتها خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، وما يزيد الطين بلة هو نقص الذخائر. في الواقع، ما دفع رئيس فاغنر السابق يفغيني بريغوجين إلى اتخاذ قرار الانقلاب في حزيران كان النقص الشديد في المعدات، والذي ادعى أن إدارة الكرملين غير الكفوءة للحرب هي السبب في ذلك".
وتابعت الصحيفة، "لقد تم الآن تحييد بريغوجين بنجاح، لكن سعي بوتين لتجديد مخزون الأسلحة الروسية المستنزفة يعني أنه ليس لديه بديل سوى اللجوء إلى الزعيم الكوري الشمالي، ففي نهاية المطاف، كيم هو الرجل الذي أطلق عليه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ذات يوم لقب "الرجل الصاروخي" بسبب هوسه بتهديد الولايات المتحدة بترسانته من الصواريخ الباليستية. إن أنظمة الصواريخ في كوريا الشمالية متشابهة مع نظيرتها الروسية، وهو أمر لا يثير الدهشة نظراً للعلاقات العسكرية الوثيقة التي تتمتع بها بيونغ يانغ مع موسكو والتي يعود تاريخها إلى العصر السوفييتي. على سبيل المثال، يعتمد برنامج نودونغ الصاروخي المتوسط المدى في كوريا الشمالية على تكنولوجيا مماثلة مستخدمة في أنظمة صواريخ سكود في الاتحاد السوفييتي، كما وتم استخدامه في تطوير ترسانة الصواريخ الباليستية الإيرانية".
وأضافت الصحيفة، "لا تقتصر أوجه التشابه على أنظمة الصواريخ، فإن العديد من مخزونات الأسلحة في كوريا الشمالية تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في روسيا، وخاصة الأسلحة التقليدية مثل قذائف المدفعية والصواريخ، والتي تتوافق مع أسلحة الحقبة السوفيتية. وبالتالي، في الوقت الذي يتعرض فيه بوتين لضغوط هائلة لتعزيز الجهود الحربية الروسية المتعثرة، وجد أنه ليس لديه خيار آخر سوى طلب المساعدة من بيونغ يانغ، وهي الخطوة التي تؤكد فقط المأزق الرهيب الذي يعيشه الزعيم الروسي. ومن خلال استضافة كيم في قاعدة فوستوشني الفضائية في أقصى شرق روسيا، كان بوتين يسعى إلى إرضاء اهتمام ضيفه الراسخ بتكنولوجيا الصواريخ".
وبحسب الصحيفة، "في الواقع، قيل إن الزعيم الروسي سيعرض على كوريا الشمالية المساعدة في تطوير برنامج الأقمار الصناعية مقابل قيام بيونغ يانغ بتزويد الكرملين بالأسلحة. وإذا كان الأمر كذلك، فإن كيم سيحتاج إلى تطمينات من موسكو بأن أي تعاون مستقبلي في هذا المجال لن يواجه نفس مصير المسبار القمري الأخير سويوز-2 الذي أطلق من فوستوشني في آب، والذي تحطم أثناء محاولته الهبوط على القمر. كما وسيتعين على بوتين أن يحرص على ألا يؤدي تعميق العلاقات مع كيم إلى احتكاك مع بكين، التي اعتبرت تاريخياً أن كوريا الشمالية تقع تحت مجال نفوذها. وتظل الصين الشريك التجاري الأكثر أهمية لكوريا الشمالية، واعتماد بيونغ يانغ الكبير على جارتها القوية يعني أن بكين قادرة على ممارسة نفوذ كبير على حليفتها الجامحة عندما تختار ذلك".
وتابعت الصحيفة، "في كثير من الأحيان، يكون من المناسب لأجندة السياسة الخارجية للصين أن تتسبب كوريا الشمالية في إثارة الذعر في واشنطن، مثلما حدث عندما أطلق كيم أحد تهديداته بشن هجوم نووي ضد الولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن الصينيين على نفس القدر من الاستعداد لكبح جماح جارتهم المزعجة إذا بدت الأحداث وكأنها تخرج عن نطاق السيطرة، كما حدث في عام 2017 بعد أن هدد ترامب بـ "التدمير الكامل" لنظام كيم بعد إرسال مجموعة قتالية تابعة للبحرية الأميركية إلى شبه الجزيرة الكورية. ولكن قدرة الصين على ممارسة النفوذ على بيونغ يانغ قد تتقوض إذا نجحت روسيا في تعميق علاقاتها العسكرية مع كوريا الشمالية، وهو ما من شأنه أن يتيح لكيم مجالاً أكبر للمناورة في مواجهته مع واشنطن. ومن غير المرجح أن تنظر بكين بشكل إيجابي إلى مثل هذا التطور، مع كل ما قد يترتب على ذلك من آثار على دعم الصين للمجهود الحربي الروسي في أوكرانيا".
ورأت الصحيفة أن "هناك أمر آخر يتعين على بوتين أن يأخذه بعين الاعتبار، وهو التأثير الذي سيخلفه تودده لكيم على جهوده لتحسين صورة روسيا في تلك الأجزاء من العالم التي ظلت محايدة بشأن قضية أوكرانيا. إن جزءاً من جاذبية روسيا لدى القوى الناشئة مثل جنوب أفريقيا والبرازيل هو أن موسكو تقدم بديلاً قابلاً للتطبيق عن التفوق العسكري الأميركي. ومع ذلك، كما أظهر الصراع في أوكرانيا، أثبتت التكنولوجيا العسكرية الغربية أنها متفوقة إلى حد كبير على القوة النارية الروسية. إن الهجوم الذي وقع هذا الأسبوع على قاعدة سيفاستوبول التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، حيث يُنسب الفضل إلى صاروخ ستورم شادو البريطاني في تسجيل ضربة مباشرة على واحدة من أروع الغواصات الروسية، كشف بوحشية عن دفاعات القاعدة غير الفعالة".
وختمت الصحيفة، "تشير سلسلة النجاحات التي حققتها القوات الأوكرانية مؤخراً في ساحة المعركة باستخدام أسلحة غربية متطورة إلى أن ادعاءات بوتين بوجود قوة عسكرية روسية ليست أكثر من مجرد أسطورة. إن حقيقة أن بوتين اضطر الآن إلى اللجوء إلى الزعيم الكوري الشمالي طلبا للمساعدة، هدفها تسليط الضوء على الضعف المتأصل في موقف موسكو، وليس قوتها".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك