تصفّح بدون إعلانات واقرأ المقالات الحصرية
|
Advertisement

عربي-دولي

لأول مرة خلال 30 سنة.. "سرعة" المواجهات في ناغورني قره باغ قد تكون خطوة نحو اتفاق سلام

Lebanon 24
21-09-2023 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1109466-638308754233595072.jpg
Doc-P-1109466-638308754233595072.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

إعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنه بعد قتال "خاطف لكنه كان قاتلا" مع القوات الأذربيجانية سلم الانفصاليون الأرمينيون أسلحتهم.

ولفتت "الحرة" في مقال، إلى أنه من المقرر أن يجتمع ممثلون عن عرق الأرمن، الذين يشكلون الغالبية في ناغورني قره باغ، مع السلطات الأذربيجانية، الخميس، من أجل بحث مستقبلهم، بحسب البيان الصادر عن القوات الانفصالية والذي نشرته وكالة رويترز.

وترغب أذربيجان في دمج المنطقة بالكامل في بلادها وحل السلطات السياسية في ناغورني قره باغ، وهو الإقليم المعترف به دوليا كجزء من أراضيها.

وخلال العقود الثلاثة الماضية، اندلعت الاشتباكات بين أذربيجان من جهة وأرمينيا والانفصالين الموالين لها من جهة أخرى، في صراع وُصف بـ "المجمّد" بعد التوصل إلى اتفاقيات عدة لوقف إطلاق النار. 

وفي حديث لـ"الحرة"، قالت آنا بورشفسكايا، الزميلة في معهد واشنطن، إن النزاع بالمنطقة وُصف بـ "الصراع المجمّد" إبان الفترة ما بعد السوفيتية، لكنها ترى أنه "ليس هناك صراع مجمّد فعليا، وما يعنيه فعلا أنه كانت هناك توترات تغلي مع ظهور نزاعات متفرقة عبر السنوات تجسدت بالاشتباكات والعنف". 

وأكدت بورشفسكايا أن "ما حصل خلال الأشهر الماضية، وبسبب انشغال روسيا في حربها على أوكرانيا، كانت هناك تغيرات جذرية" في إقليم ناغورني قره باغ. 

وأضافت لـ"الحرة" أن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، هو "أول رئيس وزراء موال للغرب شهدته أرمينيا منذ فترة طويلة، وكان ملتزما للتوصل إلى اتفاق سلام مع أذربيجان". 

واعتبرت أن "أذربيجان من جهتها، شعرت بالجرأة، بالأخص بعد المكاسب التي حققتها في حرب عام 2020، كانت تبحث عن طرق للتوصل إلى اتفاق في الإقليم". 

كما أشارت إلى أن "الأحداث على أرض الواقع كانت مواتية للتوصل إلى اتفاق للسلام، بشكل لم يكن متاحا لفترة طويلة من الزمن، وذلك يعود فضله بشكل كبير إلى الانشغال الروسي بالحرب على أوكرانيا". 

وقالت: "وفي هذه الحالة فإن الحصار الذي فرضته أذربيجان على ممر لاتشين، كان من أجل الضغط على الطرف الآخر من أجل التوصل إلى اتفاق". 

كما أكدت بورشفسكايا أن الوضع لا يزال "قيد التطور"، مشيرة إلى أنه ورغم الانتقادات التي طالت أذربيجان بشأن الحصار الذي فرضته، كانت هناك دلالات، سواء من الجانب الأرميني أو الأذربيجاني، على رغبة في التوصل لاتفاق سلام. 

ونوهت بأن "هذه اللحظة، التي تمثل الاستعداد لاتفاق سلام، تعد أكبر الفرص الواعدة لتحقيق ذلك خلال السنوات الثلاثين الماضية"، معتبرة أن "سرعة" المواجهات الأخيرة، تشكل "خطوة سياسية" بالأخص مع "غياب التواجد الأرميني"، من أجل الدفع باتجاه اتفاق للسلام، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن تفاصيل الأحداث لا تزال تظهر تدريجيا.     

من جهتها، أشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن التوصل إلى هدنة في الإقليم قد يقرّب نهاية الحكم الفردي الذي تمتع به سكان ناغورني قره باغ، والذي حصلوا عليه بعد هزيمة باكو في حرب دموية عقب سقوط الاتحاد السوفيتي. 

ونوهت الصحيفة إلى أنه رغم انتشار تقارير حول حوادث منفصلة لإطلاق النار عقب الهدنة، فالسرعة التي وافق فيها الانفصاليون الأرمينيون على التخلي عن صراعهم المسلح "يؤكد أن نفوذ موسكو يخفت فيما يخص الأحداث بالمنطقة"، بالأخص وسط الانشغال الروسي بالحرب على أوكرانيا. 

ولجأ الكرملين إلى توظيف "الصراع المجمد، وهو أحد الصراعات القليلة التي انتشرت في مشهد ما بعد الاتحاد السوفيتي، كوسيلة للحفاظ على نفوذه على كل من أرمينيا وأذربيجان"، وفق تعبير "وول ستريت جورنال. 

وعلى مر السنين، أرسلت موسكو الأسلحة وقوات حفظ السلام إلى المنطقة "مع اللجوء إلى الدبلوماسية للاحتفاظ بمكانتها باعتبارها الحكم النهائي على الجغرافيا السياسية هناك"، بحسب الصحيفة الأميركية. 

من جهتها، ترى بورشفسكايا أن دور موسكو "تضاءل إلى حد ما" في إقليم ناغورني قره باغ، لكنها تشير إلى أن الاتفاق لوقف إطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في الإقليم. 

وتنوه بورشفسكايا إلى أن "الأرمينيين ولأسابيع الآن عبّروا عن عدم رضاهم بالدور الروسي" في المنطقة، و"شعروا أن روسيا تشكل حليفا لا يمكن الاعتماد عليه، وهذا يعتبر جزءا من القصة ذاتها". 

وتوضح "هناك تقارير غير مؤكدة بعد تشير إلى أن روسيا كان لها دور" في الصراع الأخير، "لأن روسيا غير مسرورة بباشينيان"، رئيس الوزراء الأرميني. 

لكن "الأكيد هو امتعاض روسيا من باشينيان منذ عام 2018، عندما وصل إلى السلطة من خلال الثورة المخملية التي أطاحت بحكم القائد الأرميني الموالي لروسيا"، وفق بورشفسكايا. 

وتذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "لم يكن مسرورا بتولي باشينيان السلطة، وهو ما يبدو أنه تفاجأ بنتيجة الثورة المخملية". 

وتضيف "لا أود الإسراع في التوصل إلى نتائج، لأن الأمور حصلت بسرعة خاطفة، لكن روسيا كانت بالفعل غير راضية عن  باشينيان، بالشكل ذاته الذي أبدى فيه باشينيان عن عدم رضاه تجاه روسيا". 

وتؤكد أنه "في حال التوصل فعلا لاتفاق بين أرمينيا وأذربيجان ينهي صراعا مجمدا امتد لفترة طويلة، وكان يصب في مصلحة روسيا"، مشيرة إلى أنه "في حال تم التوصل لاتفاق بوساطة أميركية فإن ذلك ذلك سيضع روسيا في موقع سلبي كبير فيما يخص استراتيجيتها" في المنطقة. 

وتقول بورشفسكايا إنه "فيما يتعلق بجنوب القوقاز، يبدو أن الخارجية الأميركية وضعت هذا الخيار كأولوية، لكن هذا ليست أمرا محتّما بعد". 

وجاءت الأزمة في ناغورني قره باغ وسط تدهور حاد في العلاقة بين الحليفين التاريخيين أرمينيا وروسيا، وتفاقمت بسبب التعليقات التحريضية في بعض الأحيان من شخصيات بارزة في موسكو، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية. 
Advertisement
المصدر: الحرة
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك