Advertisement

عربي-دولي

تقرير لـ"The Telegraph": بوتين يفتح جبهة جديدة ضد الغرب

ترجمة رنا قرعة Rana Karaa

|
Lebanon 24
02-10-2023 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1112787-638318341813433302.png
Doc-P-1112787-638318341813433302.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في مواجهة التوترات المتصاعدة، أصبح الهدف الاستراتيجي الشامل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين واضحا الآن، وهو تفكيك حلف شمال الأطلسي (الناتو) وكشف نقاط ضعفه.
وبحسب صحيفة "The Telegraph" البريطانية، "في الوقت الذي تتعرض فيه روسيا لسلسلة انتكاسات في أوكرانيا، بدأ احتمال تعرض أعضاء الحلف مثل بولندا ودول البلطيق لتهديد روسي مباشر يتراجع إلى حد ما. ولكن، منطقة البلقان هي المكان الذي يكمن فيه أضعف جناح لحلف شمال الأطلسي، مما يمثل هدفًا مناسبًا لطموحات روسيا. وفي الأسبوع الماضي، وفي واحدة من أسوأ المواجهات منذ أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008، هاجم العشرات من الصرب المدججين بالسلاح الشرطة في شمال كوسوفو وتحصنوا في كنيسة أرثوذكسية، ما أسفر عن مقتل ضابط شرطة وثلاثة من المهاجمين. ووصف قادة كوسوفو هذا الهجوم بأنه إرهابي. في المقابل نفى الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، أي تورط له، واشتكى إلى سفير روسيا لدى صربيا من أن رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، كان يقوم بتنفيذ "تطهير عرقي وحشي" بدعم من الغرب".
Advertisement
وتابعت الصحيفة، "بالنسبة لموسكو، إن هذا التصعيد هو حلم وأصبح واقعاً. وفي الواقع، تعمل كل من صربيا وروسيا على إعداد الصرب للتصعيد في كوسوفو منذ أشهر، مما يؤدي إلى تأجيج التوترات في البلقان لإلهاء الغرب عن حربه في أوكرانيا. فقد أغرقوا فضاء المعلومات بالدعاية التي تكرر الادعاء القديم بأن كوسوفو تنتمي إلى صربيا كما وقد زعم أحد العناصر الدعائية أن المملكة المتحدة تستعد لحرب هناك. وسارعت روسيا إلى الاستفادة من الحادث، حيث أعلن متحدث روسي أن "الضغوط الغربية الإضافية" تدفع "منطقة البلقان بأكملها إلى حافة خطيرة". ويدرك بوتين أنه لا يحتاج إلى إرسال قوات عسكرية إلى البلقان، فهو قادر على استخدام الحرب الهجينة لزعزعة استقرار المنطقة وإعادة ترسيخ روسيا باعتبارها المفاوض الوحيد الذي يمكن الاعتماد عليه في الصراع هناك. إن الهدف من هذه الخطة هو تحقيق ثلاثة أهداف: صرف انتباه الغرب عن أوكرانيا، وتعزيز مكانة موسكو الإقليمية، ومنح بوتين نفوذاً على القوى الغربية إذا أرادت منع تصاعد الصراع في المنطقة".
ورأت الصحيفة أن "صربيا قد تستفيد من هذا الصراع أيضاً، فقد قام فوتشيتش بالتصعيد ثم التهدئة في كوسوفو من خلال تقديم نفسه كركيزة للاستقرار واستخدامه كورقة مساومة مع الغرب. إن الهدف النهائي بالنسبة له هو الاحتفاظ بالسلطة، وتساعده أزمة كوسوفو على صرف الانتباه عن قضاياه السياسية الداخلية وتعزيز الدعم للانتخابات المقبلة. واتخذ البيت الأبيض يوم الجمعة خطوة غير مسبوقة بالتحذير علناً من "انتشار عسكري صربي كبير على طول الحدود مع كوسوفو". وبالرغم من خطورة هذا الأمر، يعلم فوتشيتش أنه لا يحتاج إلى إرسال الجيش، بل يستطيع عوضاً عن ذلك استخدام قواعد اللعب التي يمارسها بوتين ويرسل جنوداً من "الرجال الخضر الصغار" لتقويض كوسوفو. ولعل هذا هو بالضبط ما حدث بالفعل".
وبحسب الصحيفة، "أعلن حلف شمال الأطلسي أنه يعزز وجود قواته في كوسوفو، مع قيام وزارة الدفاع البريطانية بنقل قيادة كتيبة عسكرية إلى حلف شمال الأطلسي لتقديم المساعدة، ولكن يجب عليه أن يفعل المزيد وبسرعة لقمع العنف وتحذير روسيا وصربيا. والأمر الأكثر إلحاحاً هو أنه يحتاج إلى تكثيف عملياته الإعلامية في الداخل والخارج، فمن الممكن أن تمتد أزمة كوسوفو بسهولة إلى مقدونيا الشمالية، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الدفاع الأوروبي في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات بالانتخابات المقبلة. هذه لحظة خطيرة، لكن قليلين هم الذين يتحدثون عنها".
وختمت الصحيفة، "بعد مرور ثلاثة عقود على تفكك يوغوسلافيا الدموي، لم تنتهِ التوترات العرقية في منطقة البلقان قط. وعلى الرغم من التفوق العسكري الشامل الذي يتمتع به حلف شمال الأطلسي، إلا أن نفوذه ضعيف في البلقان، وتستمر روسيا في التفوق عليه. لقد حان الوقت لكي يعزز الناتو وجوده في المنطقة ويضع روسيا في موقف دفاعي".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك

ترجمة رنا قرعة Rana Karaa