Advertisement

عربي-دولي

نهب وتحطيم المحطات.. السودانيون يتخوفون من انقطاع شبكات الإتصال

Lebanon 24
07-02-2024 | 07:11
A-
A+
Doc-P-1161671-638429123323243195.jpg
Doc-P-1161671-638429123323243195.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
شهد السودان لأيام عدة انقطاعاً كاملاً وكلياً لشبكات الاتصالات، وسط غموض في الأسباب. وفيما تحدثت مصادر متعددة عن ضلوع قوات "الدعم السريع" بهذا الأمر بتعطيلها المقسمات الرئيسة لشبكات "سوداني" و"أم تي أن" بالخرطوم، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات والإنترنت في أجزاء واسعة من السودان، نفت "الدعم السريع" قيامها بأي إجراءات تتعلق بشركات الاتصال، واتهمت الجيش بقطع الخدمة.
Advertisement

وتوقفت شبكات الاتصالات والإنترنت منذ الجمعة الماضية في معظم ولايات السودان، في وقت تشهد البلاد اندلاع حرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ قرابة عشرة أشهر.

اللواء أمين اسماعيل مجذوب خبير إدارة الأزمات والتفاوض في مركز البحوث الاستراتيجية في الخرطوم، قال "من الواضح أن عناصر من قوات "الدعم السريع" طلبت من شركات الاتصالات تعطيل الخدمة في الولايات الآمنة، وهو في الأساس عمل سياسي بحت، إذ تعتقد هذه القوات أن شركات الاتصالات أوقفت خدماتها في إقليم دارفور بطلب من الجيش، لكن السبب أن الاتصالات تعطلت في معظم مناطق دارفور بسبب حرق المحطات ونهب مولدات الكهرباء وانعدام الوقود".

وتابع مجذوب "هذا عمل يأتي في إطار محاولة إدارة شأن المناطق المحتلة من هذه القوات في دارفور، وأن مسألة استهداف الولايات الأخرى فيه نوع من خطاب الكراهية والتحريض والتفرقة العنصرية. كأنها (الدعم السريع) تريد أن تقول: أنتم تقدمون الخدمة للولايات التي تقف مع الجيش".

وعن علاقة تعطيل هذه الخدمة بالناحية العسكرية، أوضح "الأمر ليس له علاقة بالجانب العسكري، لأن العمليات العسكرية لا تتأثر بقطع الاتصالات، فهي لديها اتصالات خاصة ومؤمنة وعلى درجة عالية من السرية".
إلحاق الضرر

ومنذ اندلاع الحرب شهدت البلاد دماراً كبيراً في البنية التحتية والمرافق الخدماتية، وظلت شركات الاتصالات في السودان تسعى إلى تقديم الخدمات والحفاظ على مستوى معقول منها، لأن انقطاع الإنترنت قد يكون سبباً رئيساً في تفاقم الأزمات بخاصة المتعلقة بالمسائل المالية وغيرها من الخدمات التي تحتاج إلى شبكات اتصال.

وبحسب مهندس الاتصالات والشبكات هشام سامي، فإن "انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت في السودان ظهرت نتائجه السلبية منذ اليوم الأول، إذ يتعامل أغلب السودانيين الموجودين في السودان في الفترة الحالية بتطبيقات تحويل النقود، وذلك بعد توقف الخدمات البنكية في معظم البلاد وعدم توفر السيولة، لذلك أدى انقطاع شبكات الاتصال إلى شل حركة المواطنين في الحصول على احتياجاتهم اليومية".

الباحث السياسي ماهر أبو الجوخ قال "من المؤكد أن انقطاع شبكة الإنترنت لديه تداعيات وخيمة على المواطنين وما تبقى من أوجه الحياة بالسودان باعتبارها وسيلة التواصل المتبقية، ليس للتواصل فقط، ولكن حتى للاستخدام في تدابير الحياة من خلال تلقي المساعدات المالية عبر التحويلات البنكية للموجودين في مناطق الحرب".

وأضاف أبو الجوخ "هذا الأمر له تداعيات مرتبطة بالأمن القومي للبلاد بخاصة مع فتح الباب أمام إدخال تقنيات تعمل مباشرة مع الأقمار الاصطناعية بسبب انقطاع خدمات الإنترنت، وبالتالي قد يصعب السيطرة عليه بعد انتهاء الحرب لأنه في السابق كان خاضعاً للرقابة الشديدة، أما الآن فقد انتشر بشكل كبير للغاية".

وتابع "تبادل قطع خدمات الإنترنت يتجاوز مسألة الاستخدام كإجراء لما هو أبعد من هذا، بوصفه يمثل افتقاداً لسلطة حصرية ظلت محتكرة للدولة وإحدى أدواتها التي استخدمتها بشكل متعسف ضد من اختلفوا معها خلال التظاهرات والمواكب الاحتجاجية قبل سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، وفض اعتصام القيادة العامة في حزيران)د 2019 وبعد انقلاب الـ25 من تشرين الأول 2021. واستخدم الأمر ذاته ضد سلطة الحرب في بورتسودان نفسها بقطع الاتصالات والإنترنت عنها، فسلطة الدولة المركزية تراخت وتقلصت ولم يقتصر الأمر على إجبارها على مفارقة العاصمة السياسية لعاصمة جديدة وفقدانها لمساحات شاسعة ومدن عدة".

وعن سيطرة الدولة والحفاظ على ممتلكاتها، أفاد الباحث السياسي بأن "القضية وتداعياتها تجاوزت مفتاح تشغيل الخدمة لما هو أبعد بمستقبل واستمرارية نمط تلك الدولة المركزية، التي واضح أنها تتحلل وتتآكل وتتهاوى مع استمرار الحرب. ومن المؤكد أن وجودها بالقوالب والتصورات السابقة ذاتها لن تكون كما كانت قبل الحرب، كما أن فقدان السيطرة والتحكم على مسألة تشغيل وإيقاف الاتصالات هو أحد ملامح ودلالات هذا التحول المقبل".(إندبندنت عربية)
المصدر: إندبندنت
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك