Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Telegraph": هل بدأت روسيا تخسر الحرب الاقتصادية؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
21-02-2024 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1166753-638441086383497360.jpg
Doc-P-1166753-638441086383497360.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

رأت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "روسيا تُدير اقتصاد حرب "ساخنة"، فالإنفاق الدفاعي بكافة أشكاله تضاعف ثلاث مرات منذ غزو أوكرانيا ويقترب من 8% من الناتج الوطني، وهو ما كان عليه تقريباً في عهد الاتحاد السوفييتي. وقد غادر البلاد ما يقدر بنحو 800 ألف من الأدمغة الشابة، وتم قتل أو تشويه 300 ألف آخرين في خلال الحرب التي لا تزال مستمرة مع أوكرانيا. كما وتستمر شبكة التعبئة في الاتساع، في مجتمع يواجه بالفعل أزمة ديموغرافية".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "توقع صندوق النقد الدولي نموا بنسبة 3% في عام 2023 و2.6% في عام 2024. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتدى "كل شيء من أجل النصر" في تولا: "اقتصادنا، على عكس الآخرين، ينمو وأصبح الأكبر في أوروبا". وقد أربكت هذه المرونة الواضحة كثيرين، الأمر الذي أدى إلى انتشار شعور باليأس في مؤتمر ميونيخ الأمني الذي انعقد في نهاية الأسبوع. في الواقع، يخسر بوتين الحرب الاقتصادية، وهو لا يكسب الحرب العسكرية بالسرعة الكافية للتعويض. إن السيطرة المهمة على أفدييفكا لا يغير شيئاً، فهو يهدر جيوشه، وثلثي دباباته، على مكاسب مجهرية".

وتابعت الصحيفة، "قال البروفيسور بافيل باييف من معهد أبحاث السلام في أوسلو: "لقد تم بالفعل الوصول إلى حدود النمو". وأضاف: "الإنتاج الصناعي في حالة ركود. ويعاني قطاع الطاقة الروسي من تراجع الإيرادات وتأخر المشاريع. كما ويتم تجاوز العقوبات". وتُظهر بيانات الخدمة الفيدرالية لإحصاءات الدولة (روستات) أن طفرة إعادة التسلح توقفت في الصيف الماضي، حيث استقرت عند مستويات أقل كثيراً مما قد يحتاج إليه الكرملين لكي ينتصر ولو حتى على جزء صغير من القوة التكنولوجية للغرب".

وتابعت الصحيفة، "إن أرقام الناتج المحلي الإجمالي في روسيا مجرد ذريعة. وكان نقص العمالة والقيود المفروضة على القدرات سبباً في تغذية فرط النشاط، الأمر الذي دفع أسعار الفائدة إلى الارتفاع إلى 16%. وانخفضت الأصول السائلة لصندوق الثروة الوطنية من 6.6% إلى 2.7% من الناتج المحلي الإجمالي منذ بدء الحرب. وقالت رئيسة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا إن الاقتصاد المشوه يبدو أكثر مشابها لاقتصاد النظام السوفييتي، فهو مختل وهش. وقالت: "أعتقد في الواقع أن الاقتصاد الروسي يمر بأوقات عصيبة للغاية"."

وأضافت الصحيفة، "في الواقع، تم إيقاف المدفوعات بغض النظر عما إذا كانت بالدولار أم لا، وحتى عند استخدام أنظمة SPFS الروسية وأنظمة CIPS الصينية، بهدف التحايل على السيطرة الغربية على SWIFT. وفي الحقيقة، إن معاهدة "الصداقة بلا حدود" بين الصين وروسيا لها حدود في واقع الأمر. كما وتغلق بنوك دبي حسابات الروس الذين لديهم مصادر تمويل "غامضة"، خوفاً من الخزانة الأميركية. ويعكف الاتحاد الأوروبي على وضع خطط لفرض عقوبات على الشركات في الصين والهند وتركيا وسريلانكا وصربيا وتايلاند وكازاخستان لمساعدة الكرملين في التحايل على القيود المفروضة على التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج".

وبحسب الصحيفة، "ستجد روسيا طرقًا للتهرب من القيود الأخيرة، لكنها لا تستطيع التحول بسهولة إلى أشباه الموصلات من الصين، لأن أنظمتها مهيأة لتناسب الرقائق الأميركية، والتي يجب شراؤها في السوق السوداء. ولا تزال عائدات النفط والغاز والفحم تتدفق ولكن المبالغ متواضعة. ويبحث الكرملين عن الأموال، ويفرض رسوم حرب إضافية على صناعة الفحم، ويضع قائمة تضم 30 شركة حكومية للخصخصة. وكانت الهند والصين تشتريان النفط الروسي، ولكن ليس بسعر السوق العالمية. وتقول وكالة الطاقة الدولية إن خام الأورال يُباع بسعر 66 دولارًا للبرميل، وهو أعلى من سقف مجموعة السبع البالغ 60 دولارًا، ولكن بحسم 20٪ عن خام برنت".

وتابعت الصحيفة، "كما وأن الخناق يضيق على أسطول الظل التابع لبوتين. فقد استهدفت وزارة الخزانة الأميركية 50 ناقلة لانتهاكها الحد الأقصى، وذكرت بلومبرغ أن نصفهم لم يجرؤوا بعد على مغادرة الميناء، وأن 14 ناقلة تحمل النفط الخام إلى الهند تقطعت بهم السبل في المرساة. وربما ينقذ ارتفاع أسعار النفط الكرملين، لكن وكالة الطاقة الدولية خفضت للتو توقعاتها للطلب العالمي على النفط للشهر الثالث على التوالي. في الحقيقة، لا شيء مما سبق يغير حقيقة مفادها أن روسيا قادرة على إنتاج القدر الكافي من قذائف المدفعية لقصف أوكرانيا بثلاثة آلاف قذيفة مدفعية يوميا، في حين لا يستطيع الغرب أن يفعل ذلك، وقد استنزف أغلب مخزوناته المتاحة".

وأضافت الصحيفة، "تستخدم أوكرانيا من صواريخ باتريوت الاعتراضية كل شهر أكثر مما تنتجه الولايات المتحدة في عام واحد، وهناك تراكم للطلبات لمدة خمس سنوات. والأمر نفسه ينطبق على القذائف المدفعية عيار 155 ملم. اعتقدت أوروبا أن نقل المخزونات القديمة من الأسلحة، بتكاليف زهيدة وبوتيرة بطيئة للغاية، سيكون كافيا. لا شك أن الأمور تسير لصالح بوتين في الآونة الأخيرة، ولكنه في واقع الأمر لم يحقق تقدماً كبيراً ولا ينبغي لأحد أن ينخدع بأوهام الناتج المحلي الإجمالي".

وختمت الصحيفة، "روسيا تتجه حتماً نحو الإرهاق الاقتصادي، وسيكون من الخطأ الفادح أن يفقد الغرب أعصابه الآن".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban