Advertisement

عربي-دولي

تقرير لـ"The Hill": كيف ستؤثر الحرب على غزة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
11-03-2024 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1173871-638457613105608750.jpg
Doc-P-1173871-638457613105608750.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رأت صحيفة "The Hill" الأميركية أن "الشرق الأوسط يمر بلحظة مفصلية. فالنظام القديم ينهار، ولم ينشأ نظام جديد بعد. وعلى رغم أن التحولات البنيوية التي تشهدها المنطقة تسبق الهجوم الذي شنته "حماس" في السابع من تشرين الأول، فإن الصراع الذي أعقب ذلك في غزة وأصداءه في مختلف أنحاء المنطقة يشكل الاختبار الذي سوف تتشكل، بناء على نتائجه، الملامح الجديدة للشرق الأوسط. إذاً، يجب على الولايات المتحدة أن تغتنم هذه اللحظة، وأن تساعد، من خلال الديبلوماسية الجريئة والإبداعية، على تحفيز تحويل المأساة والصدمة التي لا توصف إلى فرصة للسلام الدائم والازدهار".
Advertisement

وبحسب الصحيفة "فإن بداية شهر رمضان اليوم والأمل في هدنة إنسانية أخرى أطول وإطلاق سراح الرهائن يمثلان مفترق طرق حاسم في الحرب: الأول يؤدي إلى تعميق العنف وربما اندلاع حريق على مستوى المنطقة، أما الثاني فيشير إلى سلام تحويلي يتوج بحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني الذي طال أمده واندماج إسرائيل الأوسع في المنطقة. وفي الحقيقة، ليس هناك طريق ثالث. لقد تحطمت الأسطورة القائلة بأن الصراع يمكن إدارته بشكل لا رجعة فيه بسبب بؤر التوتر المنبعثة من غزة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وأي من هذه الأحداث يمكن أن يتطور إلى صراع أوسع نطاقا، مما يغرق المنطقة في عقود من عدم الاستقرار ويهدد الأمن العالمي".

سلسلة تحولات

وتابعت الصحيفة: "حتى قبل الاضطرابات الحالية، كان الشرق الأوسط يمر بمنعطف مزعج وينتقل من عصر الهيمنة الأميركية إلى عصر جديد متعدد الأقطاب. وأدى الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان في آب 2021 وعدم رد أميركا على هجوم ضخم بطائرة مسيّرة مدعوم من إيران على منشأة بقيق النفطية السعودية في عام 2019، إلى تعميق التصورات الإقليمية حول الانسحاب الأميركي وعدم موثوقيته. وبفضل شعور أكبر بالقدرة على التصرف، سعت الجهات الفاعلة الإقليمية، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا، على سبيل المثال لا الحصر، على نحو متزايد إلى حل مشاكلها وتهدئة التوترات، ما أدى إلى سلسلة من التحولات. ومن بين الأمثلة القليلة على ذلك ترحيب الجامعة العربية بعودة الرئيس السوري بشار الأسد، وعمل دول مجلس التعاون الخليجي على إصلاح خلافاتها الداخلية، والدفء بين تركيا والمملكة العربية السعودية".

وأضافت الصحيفة: "يتميز هذا العصر الجديد المتعدد الأقطاب أيضًا بدور أكثر نشاطًا للصين، التي توسطت بشكل ملحوظ في التقارب بين المملكة وإيران وعلاقات اقتصادية وتجارية أعمق بكثير بين بكين والخليج. وكان انضمام مصر والمملكة والإمارات العربية المتحدة وإيران إلى مجموعة البريكس+ الموسعة حديثا بمثابة علامة فارقة أخرى على طريق المنطقة إلى عصر متعدد الأقطاب. إن روسيا الضعيفة، ولكن الأكثر خطورة، تشكل أيضاً لاعباً أساسياً في النظام الناشئ في الشرق الأوسط، وقد أدى اعتمادها المتزايد على إيران لتغذية حربها في أوكرانيا إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون العسكري، حيث تقدم طهران طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية لموسكو، مما يهدد بقلب التوازن الأمني في الشرق الأوسط اعتمادا على ما تقدمه روسيا في المقابل".

وبحسب الصحيفة فإن "الولايات المتحدة لا تزال تلعب دورًا حاسمًا في المنطقة، فقد بدأت اتفاقيات إبراهيم لعام 2020 والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب. كما أدت الديبلوماسية الأميركية إلى مفاوضات ناجحة بشأن الحدود البحرية الدائمة بين لبنان وإسرائيل في عام 2022. وفي الآونة الأخيرة، أفادت التقارير أن واشنطن حققت تقدماً ملموساً في تنسيق ترتيب معقد كان من شأنه أن يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية. والحقيقة أن "حماس" ربما اختارت توقيت هجومها لعرقلة هذا المسعى. وكان هجوم السابع من تشرين الأول بمثابة تذكير صارخ بأن المعركة من أجل تشكيل النظام الناشئ في الشرق الأوسط شرسة وسوف يتردد صداها على مدى الأجيال المقبلة".

التحديات المشتركة

وتابعت الصحيفة: "في شرق أوسط متعدد الأقطاب، لا يزال يتعين على الولايات المتحدة أن تلعب دوراً أساسياً في تحفيز الجهود الضرورية من جانب جهات فاعلة متعددة لحل المشاكل والصراعات. ومع ذلك، يجب على واشنطن تنشيط وتشجيع ديبلوماسيتها، واستخدام نفوذها عند الضرورة وضمان أن يتمكن أطراف الصراع من العيش في سلام وكرامة. وهذا من شأنه أن يطلق العنان لإمكانات المنطقة الهائلة غير المستغلة، ويضع الأساس لتكامل إقليمي أوسع يشمل إسرائيل. في هذه الرؤية المثالية، سيعمل أصحاب المصلحة الرئيسيون في المنطقة معا لمعالجة التحديات المشتركة، بما في ذلك التأثيرات المناخية الحادة، والبنية التحتية غير الكافية، والتجارة عبر الإقليمية المتخلفة".

وأضافت الصحيفة: "إن مسار حرب غزة سوف يشكل النظام الناشئ في الشرق الأوسط، وتقف الولايات المتحدة في طليعة الأطراف المعنية التي يمكنها الدخول في حقبة غير مسبوقة من السلام. ومع ذلك، في مواجهة تراجع النفوذ الأميركي وتزايد المشاعر المعادية لأميركا، يجب على واشنطن أن تكثف جهودها لإعادة تنشيط ديبلوماسيتها بينما تظل الفرصة قائمة لتشكيل نتيجة الصراع بشكل إيجابي، ومعه الشرق الأوسط الجديد".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban