شكّل انشقاق حسين غلام، رئيس الأركان العسكرية في "الحركة العربية الأزوادية" في شمال مالي، عن الحركة وانضمامه إلى جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، إنعاشا للجماعة التي تلقّت ضربة شديدة على يد تنظيم داعش مؤخّرا.
كما يُشكّل هذا الانشقاق المعلن عنه في آذار الجاري، وفق محللين سياسيين، مؤشرا على زيادة أعمال العنف في إقليم أزواد، بشمال مالي الذي يواجه فيه الجيش المالي تمرّد حركات أزواد المسلحة الساعية للانفصال، وهجمات جماعتي "داعش" و"النصرة".
وهذا هو الانشقاق الثاني لحسين غلام في مسيرة عمله المسلح، فسبق وانشقّ عن الجيش المالي في تسعينيات القرن الماضي، والآن ينشق عن حركات أزواد، وفي وقت حرج تستعد فيه للمرحلة الثانية من المعارك ضد الجيش المالي ومجموعة "فاغنر" الروسية المسلحة الخاصة.
ورحّبت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" بانضمام غلام إلى صفوفها، واصفةً إياه في بيان "بالقائد الميداني والعسكري المحنك، ورجل المواقف المشرفة".
وكانت الجماعة تلقّت خسارة كبيرة في هجوم شنه "داعش" يوم 9 آذار ، على معسكرها في منطقة "تين تافغات" في ولاية غاو، شمالا، وقُتل فيه أحد قادتها الكبار، وهو أمدو موسى، المعروف باسم "الياس"، أمير منطقة إنتلت، ونحو 20 آخرين، كما استولى "داعش" على سيارة و8 دراجات نارية وكمية من الأسلحة والذخائر.
جاء الهجوم ضمن مساعي "داعش" لفرض نفوذه على منطقة أربندا (إنتيللت وتيسيت) في شمال مالي، والتي طردته منها "النصرة" في تموز 2023؛ بينما تتحفّز عناصر "النصرة" المنتشرة في أغلب مناطق أربندا للدفاع عن مناطق نفوذها أمام تقدم جحافل "داعش".
مَن هو حسين غلام؟
قيادي عربي منشق من الدرك الوطني المالي برتبة عقيد في التسعينيات.
مِن مؤسسي الحركة العربية الأزوادية في 2012.
شغل منصب رئيس الأركان العسكرية لتنسيقية الحركات الأزوادية في منطقة الناحية الغربية في إقليم أزواد.
استقال من منصبه كرئيس لتنسيقية الحركات الأزوادية في 2018 مع بقائه في الحركة العربية الأزوادية بمنصب رئيس للأركان العسكرية حتى انشقاقه في مارس 2024 وانضمامه إلى جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بالقاعدة.
حسين غلام معروف بمعاداته الشديدة للجيش المالي وحكومة باماكو وحلفائها السابقين من الفرنسيين وحلفائها الحاليين من الروس. (سكاي نيوز)