Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Nation": هل التقارب الأميركي – الإيراني ممكن؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
21-03-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1177449-638466139843152172.jpg
Doc-P-1177449-638466139843152172.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكرت مجلة "The Nation" الأميركية أن "التقارير الجديدة تكشف عن وجود اتصال دبلوماسي سري بين الولايات المتحدة وإيران والتي بدأت في أوائل العام الحالي. إن فشل هذا الاتصال لا يؤدي إلا إلى تعزيز مدى الحاجة الماسة إلى انفتاح دبلوماسي رسمي تجاه إيران. وتم الإبلاغ عن الاجتماع الذي جرى في 10 كانون الثاني في عمان لأول مرة من قبل صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية وأكدته صحيفة" نيويورك تايمز" الأميركية بعد بضعة أيام. واستمرت المحادثات بشكل غير مباشر، حيث قام العمانيون بتبادل الرسائل بين كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك ونائب وزير الخارجية الإيراني والمفاوض النووي علي باقري كني. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها أي اتصال بين دبلوماسيين أميركيين وإيرانيين منذ أيار 2023. وكانت إيران، وليس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، هي التي سعت إلى عقد الاجتماع".
Advertisement
 
 
 وبحسب المجلة، "في حين أكد كل جانب أنه لا يريد أي مواجهة مباشرة، فإن الرسائل الواردة من كل منهما لم تكن أكثر من مجرد تكرار لمواقفهما الأساسية. وطالبت الولايات المتحدة بإنهاء هجمات "محور المقاومة" الإيرانية في كل مكان من اليمن إلى العراق. ورد الإيرانيون بشكل أساسي بأن إنهاء الهجوم الإسرائيلي على غزة هو وحده الذي يمكن أن يضمن ذلك. من المؤكد أن هناك ما يجري وراء الكواليس أكثر مما تم الإبلاغ عنه حتى الآن، ولكن لم يتم عقد اجتماع المتابعة المخطط له في شباط. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنه بعد "ساعات" من انتهاء اجتماع كانون الثاني، اتخذت الولايات المتحدة الخطوة المصيرية المتمثلة في تصعيد الحرب في اليمن من خلال قصف المواقع الساحلية للحوثيين والبنية التحتية العسكرية. وبعد أسابيع، هاجمت المجموعات المدعومة من إيران موقعًا أميركيًا غامضًا في الأردن يسمى البرج 22 وقتلت ثلاثة من جنود الاحتياط في الجيش. إذاً، إن جولة المحادثات المبنية على منع التصعيد لم تمنع التصعيد".
 
وتابعت المجلة، "إن الحاجة إلى الدبلوماسية مع إيران تنبع من تناقض. فمهما كان خطاب بايدن أو السيناتور تشاك شومر بشأن نفاد الصبر تجاه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، فإن إدارة بايدن تعارض فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل. وكان فرض الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار على إسرائيل هو الهدف الإقليمي لإيران منذ 7 تشرين الأول، وهو ما يفسر هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر. وما لم يكن أحد الجانبين مستعداً لتغيير مساره، فلن يعتبر أي من الطرفين المحادثات مثمرة. ومع ذلك، فإن هذا المأزق يعني أنهم بحاجة إلى مواصلة هذه المحادثات التي يفترض أنها غير مثمرة، وإلا فلن تكون هناك آلية سوى العنف لإجبار الائتلافات المتنافسة على تغيير مسارها".
 
وبحسب المجلة، "لقد أصبحت غزة، والبحر الأحمر، وساحل اليمن، وبغداد، وشرق سوريا، وشمال شرق الأردن، ودمشق، وجنوب لبنان، وبيروت بالفعل ساحات صراع دموية. وفي غياب أهداف قابلة للتوفيق، تحتاج الولايات المتحدة وإيران إلى قناة اتصال منتظمة رفيعة المستوى، ليس فقط لمنع التصعيد ولكن أيضًا لبدء العمل الدقيق والشاق لاستكشاف أين يمكن أن يحدث خفض التصعيد، على الأقل أو في البداية في ساحات القتال الهامشية. إن المنتدى الذي يقوم فيه الدبلوماسيون بتمرير الإنذارات لبعضهم البعض من خلال وسطاء لا يمكن أن ينتج ذلك".
 
وتابعت المجلة، "بداية، قد يكون من المفيد للولايات المتحدة وإيران أن تضعا توقعات متبادلة بشأن الحوار الأميركي العراقي الجاري الآن بشأن مستقبل الوجود العسكري الأميركي في العراق (وبالتالي سوريا)، وهو الأمر الذي يراقبه حلفاء إيران العراقيون المسلحون عن كثب. وهذا لا يؤدي إلى نهاية القبضة الإسرائيلية الخانقة على غزة أو تحرير الرهائن المتبقين، ولكنه يحمل القدرة على منع العراق من التحول إلى ساحة معركة بين القوى الإقليمية مرة أخرى. ومن هذا الارتجال يأتي الزخم الدبلوماسي الذي يمكن أن يوقف الضربة التالية للبرج 22 أو بغداد بطائرات مسيّرة".
 
وأضافت المجلة، "في بعض الأحيان، يشير مسؤولو بايدن، في الترويج لوقف القتال لمدة ستة أسابيع الذي يسعون إليه حاليًا، إلى أن تدابير بناء الثقة المتبادلة قد تؤدي إلى نهاية أكثر استدامة للأعمال العدائية. إذا نجح هذا الأمر، فليس هناك سبب يمنعه من النجاح على المستوى الإقليمي. وفي الواقع، أصدر فيلق القدس الإيراني تعليماته لمجموعات الحشد العراقي بالانسحاب بعد البرج 22، مما يدل على أن إيران تعتبر نفسها لديها المصلحة عينها في منع توسيع الصراع. وتستمر هجمات البحر الأحمر التي يشنها عملاؤها الحوثيون، لكن من المفهوم أن إيران تتمتع بقيادة وسيطرة أكبر على الحشد العراقي، الذي أوقف حتى الآن هجماته على القواعد التي تديرها الولايات المتحدة".
 
ورأت المجلة أنه "من المسلم به في هذه المرحلة أن بايدن غير مستعد لاستخدام النفوذ الأميركي الهائل على إسرائيل لإجبارها على الانسحاب من غزة. ويظل نتنياهو مصراً على الاستمرار في التخطيط لشن هجوم على رفح، المعقل الفلسطيني الأخير في جنوب غزة. وبعد أن تراجع بالفعل عن "خطه الأحمر" المفترض ضد هجوم رفح، استدعى بايدن هذا الأسبوع مسؤولين إسرائيليين إلى واشنطن لتوضيح ما أسماه مستشار الأمن القومي جيك سوليفان "النهج البديل... دون غزو بري كبير". وبدا سوليفان وكأن فريق بايدن يريد تحرير حملة عسكرية في المدينة المزدحمة، وليس الاعتراض عليها. ولكن إذا عاد بايدن إلى رشده في مرحلة ما، فسيكون من الذكاء أن تكون هناك آلية دبلوماسية موجودة للتنسيق مع إيران لضمان امتثال تحالفها لوقف إطلاق النار، كما أنه لن يكون من المؤلم استكشاف الشكل الذي يمكن أن تبدو عليه الدبلوماسية الإقليمية بشأن نزع السلاح النووي في عام 2024".
 
وبحسب المجلة، "أي تواصل دبلوماسي أميركي مع إيران سوف يتعرض للخداع من قبل اليمين في الداخل، وسوف تنظر إليه إسرائيل والمملكة العربية السعودية بقلق. وقد نجحت هذه القوى في ردع إدارة بايدن عن متابعة دبلوماسية جوهرية مع إيران حتى الآن. كما أن توقف الهجمات على القوات الأميركية في العراق من غير الممكن أن يوفر شعوراً بالأمن، فليس هناك ما يضمن أن انسحاب المجموعات العراقية سيستمر إلى أجل غير مسمى. ومن ناحية أخرى، وطالما استمرت الحرب على غزة، فسوف يواصل الحوثيون هجماتهم على البحر الأحمر، وينتظر حزب الله على أهبة الاستعداد لدخول الحرب بجدية".
وختمت المجلة، "الدبلوماسية ليست اختيارية في حرب كهذه. إنها مسألة مسؤولية أساسية، ناهيك عن الاحترام الأساسي لملايين عديدة من سكان الشرق الأوسط الذين يعيشون على المحك".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban