Advertisement

خاص

تقرير لـ"Washington Post" : هل سيكون مصير أوكرانيا مشابهاً لمصير أفغانستان؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
23-03-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1178206-638467831940041298.jpg
Doc-P-1178206-638467831940041298.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رأت صحيفة "The Washington Post" أن "الجمهوريين في مجلس النواب انتقدوا الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع بسبب انسحابه الكارثي من أفغانستان، وهم على حق في ذلك، فقد كان ذلك أحد أسوأ كوارث السياسة الخارجية في التاريخ الأميركي. ولكن إذا قطع الجمهوريون المساعدات العسكرية الأميركية عن أوكرانيا، فسوف يتسببون بحدوث كارثة مشابهة في السياسة الخارجية. في الحقيقة، كان الانسحاب الفاشل بمثابة نقطة التحول التي قرر بعدها العديد من الأميركيين أن بايدن لا يتمتع بالكفاءة إدارة البلاد. إذاً، يجب على الجمهوريين أن ينظروا إلى الضرر الذي أحدثه سقوط كابول بسمعة بايدن، وأن يتخيلوا ما سيفعله سقوط كييف بسمعتهم".
Advertisement
وبحسب الصحيفة، "بالفعل، أدى تأخيرهم في تقديم المساعدات الجديدة إلى ترجيح كفة ساحة المعركة لصالح روسيا. في العام الماضي، لم تحقق روسيا أي مكاسب عسكرية على الأرض، في حين نجحت أوكرانيا في القضاء على ما يقرب من ثلث الأسطول الروسي في البحر الأسود بحلول نهاية كانون الثاني من هذا العام. ولكن مع توقف المساعدات في الكابيتول هيل، بدأت روسيا في الاستيلاء على الأراضي مرة أخرى. وإذا لم يوافق مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على المساعدات العسكرية قريبا، فسوف تبدأ أنظمة الأسلحة الرئيسية لدى الأوكرانيين في النفاد، وسوف تبدأ روسيا في تحقيق تقدم كبير على الأرض هذا العام".
وتابعت الصحيفة، "في ظل إدراكها أن مخزونات كييف من الأسلحة النووية بدأت تنفد، تستعد روسيا لشن هجوم يبدأ عندما تجف الأرض في أواخر الربيع. في الوقت الحالي، تعمل أنظمة الصواريخ المدفعية العالية الحركة (HIMARS) التي قدمتها الولايات المتحدة، على إبقاء القوات الروسية على مسافة بعيدة، ولكن إذا لم يتم تجديد هذه الصواريخ، فضلاً عن ذخائر الأسلحة الصغيرة وقذائف المدفعية عيار 155 ملم، فسوف تبدأ روسيا في اختراق الدفاعات الأوكرانية".
وأضافت الصحيفة، "اليوم، تعمل أنظمة الدفاع الجوي الأميركية على إبقاء القاذفات الروسية خارج السماء وتسمح للقوات الأوكرانية بإسقاط الطائرات المسيّرة والصواريخ الروسية. ولكن إذا نفدت صواريخ الدفاع الصاروخي الاعتراضية لدى أوكرانيا، فسوف تتمكن الطائرات الروسية من قصف مواقع الخطوط الأمامية الأوكرانية دون عقاب، كما وسيكونون قادرين أيضًا على مهاجمة البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، وإغراق المدن الأوكرانية في الظلام وشل اقتصاد البلاد. وبعد ذلك، يكاد يكون من المؤكد أنهم سيبدأون في قصف المدن الأوكرانية بالقنابل، مما يجبر أوكرانيا على استخدام إمداداتها المتضائلة من الصواريخ الاعتراضية للدفاع عن سكانها المدنيين وترك خطوطها الأمامية مكشوفة".
وبحسب الصحيفة، "في نهاية المطاف، مع نفاد الصواريخ الاعتراضية، سيُترك السكان المدنيون بلا حماية. حينها، سوف تلحق روسيا خسائر في صفوف المدنيين على نطاق لم يسبق له مثيل في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، وتستهدف عمدا المدارس والمستشفيات والمباني السكنية لكسر إرادة أوكرانيا. عندها، ستبدأ موجة هائلة من اللاجئين بالفرار من البلاد، مما يؤدي إلى مزيد من تدمير الاقتصاد. ومن خلال التفوق الجوي، لا تستطيع روسيا استهداف سكان أوكرانيا والبنية التحتية المدنية فحسب، بل وأيضاً صناعتها الدفاعية المحلية. وقد تم استخدام الأسلحة الأوكرانية الصنع، مثل الطائرة البحرية المسيّرة MAGURA V5، لتدمير أسطول موسكو في البحر الأسود وإجبار البحرية الروسية على الانسحاب من موانئ القرم والمياه الإقليمية الأوكرانية، وقد سمح هذا لأوكرانيا باستئناف صادرات الحبوب، التي تعتبر بالغة الأهمية لاقتصادها. ولكن إذا استنفدت القدرات المضادة للسفن في أوكرانيا، فإن القوات البحرية الروسية سوف تعود، مما يسمح لها باستهداف مدينة أوديسا الساحلية الحيوية، وقطع شحنات الحبوب واستهداف السكان المدنيين في غرب أوكرانيا، الذين سيتعرضون للخطر".
وتابعت الصحيفة، "في حين أنه من غير المرجح أن تسقط أوكرانيا هذا العام، فإن الظروف ستكون مهيأة لانتصار روسيا في عام 2025، تماماً كما يأمل الجمهوريون في إعادة انتخاب دونالد ترامب لرئاسة الجمهورية. لذا فإن الانهيار الكارثي في أوكرانيا قد يحدث تحت إشراف الحزب الجمهوري، وليس تحت إشراف بايدن. وفي الواقع، ستكون التداعيات السياسية أسوأ هذه المرة من نواحٍ عديدة. على الأقل في أفغانستان، يمكن لبايدن أن يجادل بأن الوقت قد حان لسحب القوات الأميركية بعيدًا عن الأذى، لكن في أوكرانيا، لا توجد قوات أميركية معرضة للخطر. وفي الحقيقة، قد يتخلى الجمهوريون عن أوكرانيا ليس لإنقاذ حياة الأميركيين، بل لتوفير المال. ولكن، ماذا عن إمكانية السماح لأوروبا بالتعويض عن هذا النقص في الأسلحة؟ الإجابة البسيطة هي أن الأوروبيين لا يملكون المخزون اللازم للقيام بذلك".
وختمت الصحيفة، "باختصار، من دون المساعدات الأميركية، ستبدأ قوات بوتين بالزحف نحو كييف، وستصبح أوكرانيا بمثابة أفغانستان التالية".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban