Advertisement

خاص

هل الحملة الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية يمكن أن تأتي بنتائج عكسية؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
05-04-2024 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1183482-638479103976372421.jpg
Doc-P-1183482-638479103976372421.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكرت مجلة "Foreign Affairs" الأميركية أنه "في الأول من نيسان، شنت إسرائيل هجومها الأخير على إيران في حرب الظل المستمرة بين البلدين، بغارة جوية دمرت قسما من مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، ما تسبب بمقتل ما لا يقل عن 12 شخصا. وكان من بين القتلى محمد رضا زاهدي، الذي ترأس العمليات العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان، حيث عمل لعقود وأصبح محاوراً وثيقاً مع حزب الله وزعيمه حسن نصر الله. كما أسفرت الغارة عن مقتل محمد هادي حاجي رحيمي، نائب زاهدي، وخمسة ضباط آخرين على الأقل في الحرس الثوري الإسلامي الإيراني".
Advertisement
وبحسب المجلة، "لقد تجاوزت إسرائيل خطاً جديداً بضربها المجمع الدبلوماسي الإيراني، وهو ما تعتبره إيران والعديد من الحكومات الأخرى بمثابة ضرب الأراضي الإيرانية نفسها. وقد يعكس قرار استهداف مسؤولين رفيعي المستوى في ذلك الموقع اعتقاد الحكومة الإسرائيلية بأن الوقت قد حان للعمل ضد الأهداف العسكرية الإيرانية، أينما كانت، مع الإفلات النسبي من العقاب. ومن وجهة نظر إسرائيل، فإن إيران مقيدة بالقدر الكافي بحيث يصبح من غير المرجح أن ترد على نحو قد يؤدي إلى اندلاع حرب إقليمية لا يمكن السيطرة عليها، وهذا يعني أن إسرائيل قد تنظر إلى حرب غزة باعتبارها توسيعاً بدلاً من تقييد مجال المناورة ضد إيران وحلفائها. إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أن الإسرائيليين يقللون من تقدير عدم القدرة على التنبؤ بالمناخ الإقليمي الحالي، وقد يتبين أن الهجوم كان بمثابة سوء تقدير يؤدي إلى نتائج خطيرة، ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، بل للمنطقة بأكملها أيضاً".
بعيداً عن الشكوك
وبحسب المجلة، "لم تبدأ الحملة الإسرائيلية ضد الأهداف المرتبطة بإيران في سوريا بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول، حتى لو بدا أن الضربات الإسرائيلية تكثفت منذ بدء الحرب في غزة. فقد انخرطت إسرائيل في ما أطلق عليه خبراء أمنيون إسرائيليون اسم "الحملة بين الحروب" في سوريا لأكثر من عقد من الزمن، كجزء من جهد متواصل لإضعاف المجموعات المرتبطة بإيران. لقد تحول حجم وطبيعة الهجمات الإسرائيلية على مر السنين من التركيز على ضرب مواقع نقل الأسلحة والذخيرة الإيرانية إلى حملة أكثر استهدافًا لقتل قادة العمليات والاستخبارات الرئيسيين في الشبكة الإيرانية، بما في ذلك كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين بشكل متزايد".
وتابعت المجلة، "على الرغم من أن إسرائيل تضرب أهدافًا إيرانية في سوريا منذ سنوات، إلا أن هجماتها منذ 7 تشرين الأول تأتي في وقت حيث تتواجد المنطقة بأكملها على حافة الهاوية. ولا تزال جماعة الحوثي المسلحة المدعومة من إيران والتي تتخذ من اليمن مقراً لها، قادرة على مهاجمة السفن الدولية عبر البحر الأحمر، كما واستهدفت المجموعات المدعومة من إيران في سوريا والعراق القوات الأميركية. وفي غضون ذلك، أدت الاشتباكات المستمرة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين على جانبي الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. في الحقيقة، لا شك أن هذه الحرب لم تصل بعد إلى حرب إقليمية شاملة، ولكن التصعيد العسكري مستمر على كافة الجبهات، وأي هدوء في أعمال العنف من المرجح أن يكون مؤقتاً ما دامت إراقة الدماء والكارثة الإنسانية مستمرة في غزة. وفي هذه البيئة الخطيرة، هناك خطر متزايد من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية على أهداف إيرانية إلى نتائج عكسية".
نمر من ورق؟
وبحسب المجلة، "بعد الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حماس في السابع من تشرين الأول، كان بوسع إسرائيل أن تقلص حملتها الإقليمية الأوسع ضد إيران مع تركيزها على التهديدات الوشيكة الصادرة من غزة، وخاصة وأن حزب الله بدا وكأنه غير متحمس للانضمام إلى القتال إلى جانب حماس. كما وكان بوسع إسرائيل أن تعدل حملتها الإقليمية في ضوء التقلبات الإقليمية المتزايدة، وخاصة في ظل رغبة الولايات المتحدة القوية في احتواء الحرب وتجنب المواجهة المباشرة مع إيران، وهو التفضيل الذي يتقاسمه جيران إسرائيل العرب. لكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الطوارئ الحربية التابعة له يختاران طريقاً مختلفاً. فبعد مرور ستة أشهر على الحرب، تضاعف إسرائيل حملتها الإقليمية، كما وتعتقد أنها بحاجة إلى مواجهة إيران بشكل مباشر، وليس مجرد ملاحقة القوات الوكيلة لها".
وتابعت المجلة، "يعتقد بعض المراقبين أن إسرائيل تحاول استفزاز إيران ودفعها إلى الحرب، ولكن ربما يكون هناك منطق معاكس. ربما تراهن إسرائيل على أن إيران أصبحت أكثر تحفظا الآن لأنها تشعر بالقلق من الأعمال الانتقامية التي يمكن أن تؤدي إلى هجوم إسرائيلي مباشر. كما وترى إسرائيل أن إيران في وضع سياسي واقتصادي ضعيف، على الرغم من أن العديد من المحللين يعتقدون أن إيران حصلت على الدعم من حرب غزة وتحالفها العسكري المتزايد مع روسيا. وناقش صناع السياسات والمحللون قدرة إيران على الرد على الهجمات منذ أن قتلت الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في عام 2020. وهناك رواية شائعة داخل إسرائيل مفادها أن اغتيال سليماني كشف أن إيران مجرد نمر من ورق: فبعد الوعد بالانتقام لسليماني، لم يفعل الإيرانيون في نهاية المطاف سوى أقل القليل".
وأضافت المجلة، "ولاحظت إسرائيل أنه بعد الهجمات الإسرائيلية في سوريا ولبنان على مدى الأشهر الستة الماضية، لم تفعل إيران وحزب الله سوى أقل القليل للرد. وقد ينظر الإسرائيليون إلى هذه اللحظة على أنها فرصة لزيادة إضعاف إيران وحلفائها الإقليميين. وقد تشعر إسرائيل بالثقة في قدرتها على تجاوز الحدود دون استفزاز حزب الله أو إيران لخوض حرب مباشرة".
وبحسب المجلة، "من خلال افتراض أنها تواجه القليل من القيود في محاولتها إضعاف إيران ووكلائها، فإن إسرائيل تخوض مخاطرة كبيرة، وقد تشعر إيران بالحاجة إلى الرد في مرحلة ما ضد إسرائيل بشكل مباشر، ويبدو أنها تواجه ضغوطاً متزايدة في الداخل للقيام بذلك. وقد ترى إسرائيل أن مثل هذه المخاطر يمكن التحكم فيها، ولكن الشعور المتزايد بالإفلات من العقاب لا يشكل خطراً على إسرائيل فحسب، إنه موقف خطير يمكن أن يعرض المصالح والأرواح الأميركية للخطر بشكل مباشر".
وتابعت المجلة، "يبدو أن حرب غزة تعمل على تعزيز الحوافز الإسرائيلية القوية بالفعل لمزيد من التصعيد العسكري مع إيران. كان القادة الإسرائيليون يعملون على افتراض بأن الصراع مع إيران يمكن أن يظل محصوراً بينما تحقق إسرائيل أهدافها المتمثلة في إضعاف المحور الإيراني مع تحسين العلاقات مع الدول العربية التي تشعر بالمثل بالقلق من إيران. وكانت هذه الافتراضات معيبة حتى قبل السابع من تشرين الأول. ولكن في خضم الهجوم المتواصل على غزة وقتل المدنيين الفلسطينيين على نطاق لم يكن من الممكن تصوره من قبل، فإن إسرائيل تلعب بالنار. ويكمن الخطر في أن إسرائيل، في مرحلة ما، سوف تدفع ثمناً أعلى لهجماتها مما توقعته. وفي هذا السيناريو، من المرجح أن تدفع الولايات المتحدة أيضًا".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban