Advertisement

عربي-دولي

دمار هائل في شوارع وبيوت خان يونس.. المشاهد تذكر بالحرب العالمية الثانية

Lebanon 24
09-04-2024 | 04:01
A-
A+
Doc-P-1185067-638482574737155396.jpg
Doc-P-1185067-638482574737155396.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد أن سحبت إسرائيل قواتها من خان يونس، بدأ عدد من سكان أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة بالعودة إلى ديارهم، غير أن صدمتهم كانت كبيرة، بعد أن وجدوا أن المكان الذي وجدوه لا يشبه الذي تركوه، بعد أشهر من الحرب المدمّرة.
Advertisement

وقال عامل إغاثة فلسطيني، تحدث لصحيفة "واشنطن بوست"، بشرط عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث مع الصحفيين، الاثنين في مقابلة عبر الهاتف: "لم أتمكن من التعرف على المكان، حتى الشوارع لم تعد كما كانت."

وقال إن منزله "اختفى"، وحلت مكانه أكوام من الحديد والأسمنت، مضيفا "لم يكن هناك أي شيء قابل للإنقاذ"، بعد أن تعرض المنزل، حسب تقديره، لضربة جوية ثم دُمر بالجرافات، وحرقت البيوت الأخرى.

والأحد، الذي وافق مرور 6 أشهر على هجوم السابع من أكتوبر واندلاع الحرب المدمرة في غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، عن سحب كل ألويته باستثناء لواء واحد من جنوب غزة، فيما يمثل نقطة تحول واضحة في الصراع.

ومع ذلك، فإن هذه العودة إلى الديار ليست بالنسبة لسكان خان يونس عودة إلى الحياة الطبيعية، بعد أن قتل أكثر من 33 ألف شخص في غزة حتى الآن، وفقا لوزارة الصحة في غزة. وأظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة عن الأمم المتحدة أن 12.710 مبنى في المدينة قد دمر.

وذكرت "واشنطن بوست"، أن عامل الإغاثة الذي تحدثت إليه كان قد استعار سيارة "جيب" من صهره ليقودها إلى خان يونس من بلدة المواصي الساحلية، الأحد، حيث فر هو وزوجته وأطفاله الستة الشهر الماضي، خشية تعرض مكان لجوئهم السابق "رفح" لهجوم إسرائيلي جديد.

وقال إن حجم الأضرار جعل التنقل صعبا، موضحا أن "الطرق القديمة التي كان يعرفها جيدا دمرتها الغارات الجوية أو أغلقتها الأنقاض"، بالتالي سلك طريقا ملتويا ووجد أحيانا ما يشبه طرقا جديدة شقتها الدبابات الإسرائيلية.

"أسوأ من حرب عالمية"
من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن انسحاب القوات البرية الإسرائيلية من جنوب غزة، سمح لبعض الفلسطينيين بالعودة إلى مدينة خان يونس وتفقد منازلهم، إلا أن بعضهم لم يجد  سوى الدمار.

وقال الدكتور أحمد الفرا، الذي عاد يوم الأحد ليجد فيلا عائلته المكونة من ثلاثة طوابق قد تحولت إلى كومة من الأنقاض، وتحيط بها الأشجار القليلة المتبقية: "عندما رأيت المشهد لم أستطع التعامل معه". 

وأضاف وهو يقف في ما كان ذات يوم حديقة مورقة: "لقد انهرت تماما وكدت أفقد وعيي"، مضيفا أن زوجته وابنتيه المراهقتين انفجرن بكاء، بعدما رأين ما تبقى من المنزل.

وأضاف الفرا، 54 عاما، الذي كان يدير جناح الأطفال في مستشفى ناصر قبل فرار العائلة جنوبا إلى رفح في كانون الثاني: "لقد عملت لمدة 20 سنة لبناء هذا المنزل، وفي النهاية، بضغطة زر، يتحول إلى ركام".

وقال الدكتور الفرا، إنه لا يمكن التعرف على بقية  خان يونس، حيث تعرضت معظم المباني والمنازل لتدمير كامل أو جزئري أو للحرق كما تم تجريف الشوارع بالجرافات. 

وتابع: "لقد تم تدمير خان يونس كما لو اندلعت فيها الحرب العالمية الثانية أو حتى أسوأ من ذلك"، مضيفا أن الكثير من الناس عادوا إلى خان يونس، الأحد، وسرعان ما أدركوا أن البقاء في منزلهم لم يكن ممكنا. 

ولكن مثل العديد من سكان غزة الآخرين الذين لجأوا إلى رفح، قال إنه يخطط قريبا لنقل خيمة عائلته إلى مكان ما في خان يونس. إذ يخشى هو وآخرون من تعهد إسرائيل باجتياح رفح.

قال الدكتور الفرا: "تلاشت أحلام عائلة بأكملها في الهواء.. أين سنذهب الآن؟ هل سنقضي بقية حياتنا نعيش في الخيام؟".
دمار وجثث متحللة
من جهتها، نقول نعمة أبو عزوم، 45 عاما، إن عائلتها تخطط للعودة إلى خان يونس من رفح هذا الأسبوع – وهي رحلة يبلغ طولها حوالي ستة أميال يقوم بها الناس سيراً على الأقدام، أو على عربات تجرها الحمير، أو في حالات نادرة، بالسيارة. 

لكنها قالت إن العودة إلى الديار التي طال انتظارها لن تكون ما حلموا به منذ الإخلاء إلى رفح، في وقت مبكر بعد اندلاع الحرب..

وتوجه أبناء أخيها إلى خان يونس، الاثنين، لتجهيز منازل العائلة للعودة. لكنهم بدلاً من ذلك، على حد قولها، وجدوا المنازل مدمرة وجثة شقيقهم نادر البالغ من العمر 21 عاماً مدفونة تحت الأنقاض، بعد أن رفض الإخلاء معهم إلى رفح.

وقالت السيدة أبو عزوم في مكالمة هاتفية، الاثنين: "لم يعد لدي منزل، لم يبق من حينا شيء".

وقال أكرم السطري، 47 عاما، الذي تنقل من رفح لتفقد منزله، الاثنين، إن عددا قليلا جدا من المنازل ما زالت سليمة في خان يونس. مشيرا في مكالمة هاتفية، إلى أن التجول في المدينة كان "صعبا للغاية".

وأضاف السطري، أن بعض الأشخاص تمكنوا من انتشال رفات أحبائهم من المنازل المنهارة، لكنهم لم يتمكنوا من التعرف عليهم إلا من خلال ملابسهم، حيث كانت جثثهم متحللة.

هل انتهت الحرب؟
وخلفت مغادرة الجيش الإسرائيلي من جنوب غزة خلال عطلة نهاية الأسبوع المنطقة المدمرة في حالة من الترقب مع تراجع القتال النشط هناك، الإثنين، إلى أدنى مستوياته منذ هدنة قصيرة مع حماس في تشرين الثاني.

ولكن على الرغم من أن بعض المراقبين كانوا يأملون أن الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة قد ينذر بوقف جديد لإطلاق النار، فقد أشارت كل من حماس والمسؤولين الإسرائيليين إلى أن الحرب لم تنته بعد.

وقال محللون في تقرير آخر لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن انسحاب القوات الإسرائيلية يشير فقط إلى أن الحرب دخلت مرحلة جديدة، وهي مرحلة ستواصل فيها إسرائيل شن عمليات محدودة النطاق في أنحاء غزة لمنع عودة حماس. 

واعتبروا أن هذه الاستراتيجية يمكن أن تشكل حلاً وسطاً بين التوصل إلى هدنة دائمة مع حماس والأمر بشن هجوم بري كبير على رفح، آخر معقل لحماس في جنوب غزة حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني.

وفي بيان صدر، الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إنه بينما لا تزال إسرائيل تسعى إلى التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن لديها في غزة، فإنها تسعى أيضًا إلى تحقيق “النصر الكامل على حماس”.

وقال نتانياهو: "إن هذا النصر يتطلب دخول رفح والقضاء على الكتائب الإرهابية هناك" مضيفا "هذا سيحصل وهناك موعد"، لكنه لم يحدد أي تاريخ.
ومن خلال انسحابها الآن من دون إنجاز مهمتها المعلنة المتمثلة في القضاء على حماس ومن دون تمكين قيادة فلسطينية بديلة، فقد خلفت إسرائيل وراءها فراغا في السلطة في غزة، حيث تستطيع حماس أن تعيد تجميع صفوفها وتعود إلى الظهور كقوة عسكرية في قسم كبير من الأراضي، بحسب التقرير.

ووفقا للمصدر ذاته، فقد رسمت القيادة الإسرائيلية الانسحاب على أنه علامة على التقدم الذي أحرزته إسرائيل في ساحة المعركة. 

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم سيعيدون في نهاية المطاف معظم القوات إلى محيط القطاع وسينفذون هجمات قصيرة على أهداف محددة، بدلا من تنفيذ مناورات برية واسعة النطاق عبر مناطق شاسعة

لكن بالنسبة لمنتقدي القرار العسكري، فإن الانسحاب يشكل "فشلاً إسرائيليا"، معتبرين أن القوات تترك معظم القطاع دون تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها بعد أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 تشرين الأول. مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص.

ولا يزال كبار قادة حماس على قيد الحياة؛ ولا يزال عدة آلاف من مقاتلي حماس طلقاء؛ وما يقرب من نصف الرهائن الذين تم احتجازهم يوم 7 تشرين الأول لا يزالون في غزة. لقد أدى الانسحاب الإسرائيلي إلى ترك أغلب قطاع غزة دون إدارة فاعلة، ومن الممكن أن تملأ حماس الفراغ مرة أخرى، وفقا للصحيفة.

وكتب ناحوم بارنيا، المعلق الإسرائيلي البارز، في مقال نشره، الاثنين، على صحيفة يديعوت أحرونوت: "في الأشهر الستة من الحرب، فشلنا في تحقيق ولو هدف واحد من الأهداف"، مؤكدا: "لم ندمر حماس".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك