ذكرت شبكة "BBC" البريطانية أن "عدد القتلى العسكريين الروس في أوكرانيا تجاوز الآن حاجز الـ 50 ألف قتيل. ووفقاً للنتائج التي توصل إليها فريق عمل الشبكة، فقد توفي أكثر من 27300 جندي روسي في العام الثاني من القتال. وتم استخدام مصطلح "مفرمة اللحم" لوصف الطريقة التي ترسل بها موسكو أعداداً كبيرة من الجنود إلى الجبهة بلا هوادة لمحاولة إنهاك القوات الأوكرانية وكشف مواقعها للمدفعية الروسية. وفي الواقع، إن إجمالي عدد القتلى أعلى بثماني مرات من الاعتراف العلني الرسمي الوحيد بأعداد الوفيات التي قدمتها موسكو على الإطلاق في أيلول 2022، ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي للوفيات الروسية أعلى من ذلك بكثير. وتجدر الإشارة إلى أن النتائج التي توصل إليها الفريق لا تشمل أفراد المجموعات الذين قتلوا في مدينتي دونيتسك ولوهانسك اللتين تحتلهما روسيا".
وبحسب الشبكة، "وفقًا لمعهد دراسة الحرب (ISW) فإن "التضاريس الصعبة ونقص القوة القتالية والفشل في مفاجأة القوات الأوكرانية أدت إلى مكاسب قليلة وخسائر قتالية كبيرة". كما أدى استيلاء روسيا على مدينة أفدييفكا في شرق أوكرانيا في الخريف الماضي إلى ارتفاع آخر في عدد القتلى العسكريين. في بداية غزو عام 2022، تمكنت روسيا من استخدام قواتها المحترفة للقيام بعمليات عسكرية معقدة، كما يوضح صامويل كراني إيفانز من المعهد الملكي للخدمات المتحدة، لكن الكثير من هؤلاء الجنود ذوي الخبرة من المحتمل الآن أن يكونوا في عداد القتلى، كما يقول محلل الدفاع، وقد تم استبدالهم بأشخاص ذوي تدريب أقل أو خبرة عسكريةمحدودة، مثل المتطوعين والمدنيين والسجناء. ويوضح إيفانز أن هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون القيام بما يستطيع الجنود المحترفون القيام به. وأضاف: "هذا يعني أنه يتعين عليهم القيام بأشياء أبسط بكثير من الناحية التكتيكية، والتي تبدو عمومًا وكأنها هجوم أمامي على المواقع الأوكرانية بدعم مدفعي"."
فاغنر ضد وزارة الدفاع
وبحسب الشبكة، "يُعد المجندون في السجون عنصرًا حاسمًا في نجاح مفرمة اللحم، ويشير تحليل الشبكة إلى أنهم يُقتلون الآن بشكل أسرع على خط المواجهة. وسمحت موسكو لزعيم فاغنر يفغيني بريغوجين ببدء التجنيد في السجون اعتبارًا من حزيران2022، ثم قاتل السجناء كجزء من جيش خاص نيابة عن الحكومة الروسية. واستمرت المجموعة في تجنيد السجناء حتى شباط 2023، عندما بدأت علاقتها مع موسكو تتدهور. ومنذ ذلك الحين، واصلت وزارة الدفاع الروسية السياسة عينها. وأنشأت الوزارة وحدات عسكرية تعرف باسم فصائل العاصفة، وتتكون بالكامل تقريبًا من المدانين. وفي الآونة الأخيرة، لعب مقاتلو العاصفة دورًا فعالًا في المعركة التي استمرت لعدة أشهر للاستيلاء على أفدييفكا".
وتابعت الشبكة، "تحت قيادة فاغنر، تم منح المقاتلين الجدد الذين تم إخراجهم من السجون تدريبًا عسكريًا لمدة أسبوعين قبل التوجه إلى ساحة المعركة. وعلى النقيض من ذلك، وجد تحليل الشبكة أن بعض مجندي وزارة الدفاع قُتلوا على الخطوط الأمامية في الأسبوعين الأولين من عقودهم. لدى الانضمام إلى فاغنر، كان يتم عادةً التعاقد مع نزلاء السجن لمدة ستة أشهر، وإذا تمكنوا من النجاة، سيحصلون على حريتهم في النهاية. ولكن منذ أيلول الماضي، وبناء على طلب من وزارة الدفاع، يتعين على السجناء المجندين القتال حتى يخسروا حياتهم أو إلى أن تنتهي الحرب".