Advertisement

خاص

"The Atlantic Council": الجولة التالية بين إيران وإسرائيل قد تكون قاب قوسين أو أدنى

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
24-04-2024 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1191189-638495508829354398.jpeg
Doc-P-1191189-638495508829354398.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
رأى مركز الأبحاث الأميركي "The Atlantic Council" في تقرير له أن "الهجوم الإيراني غير المسبوق على إسرائيل في 14 نيسان، ردا على غارة جوية إسرائيلية مزعومة في سوريا، يمثل أخطر جولة من الصراع بين البلدين منذ عقود. وكان مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني محمد رضا زاهدي في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وعلى الرغم من تهديدات كبار المسؤولين الإيرانيين بأن الجمهورية الإسلامية سترد بقسوة على الاغتيالات الإسرائيلية، إلا أن إيران اتخذت في نهاية المطاف إجراءات محدودة".
Advertisement
 
وبحسب التقرير، "فإن الهجوم في دمشق لا يعني بالضرورة تحولاً في استراتيجية إيران الموجهة نحو تجنب مواجهة عسكرية مباشرة كاملة مع إسرائيل، ناهيك عن الولايات المتحدة. ويزعم البعض أن الضربة التي شنتها إيران على إسرائيل في 14 نيسان تتعارض مع تصور مفاده أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي كان "حذراً" ولن يأمر أبداً بشن هجوم، مما يشير إلى أن هذا التصور يتطلب الآن الدراسة وإعادة التقييم. ومع ذلك، هذا ليس هو الحال بالضرورة. ويبدو على الأرجح أن اغتيال زاهدي في مبنى مجاور للقنصلية الإيرانية في دمشق كان بمثابة خطوة مبالغ فيها، مما أدى إلى تغيير الحسابات الإيرانية. وعلى الرغم من الرسائل المكثفة التي أرسلت إلى طهران في الأيام التي سبقت الهجوم، والتي حثتها على الامتناع عن الرد المباشر ضد إسرائيل، اختارت القيادة الإيرانية التخلي عن سياسة الاحتواء. وبدلاً من ذلك، سعت إلى استعادة قدرتها على الردع ضد إسرائيل، حتى على حساب التصعيد العسكري المحتمل".
 
وتابع التقرير، "يمثل أول هجوم إيراني مباشر على إسرائيل مرحلة جديدة في التنافس الاستراتيجي بين البلدين. لسنوات، اختارت إيران العمل ضد إسرائيل من خلال شبكتها الإقليمية من الشركاء والوكلاء للحفاظ على إمكانية الإنكار وتقليل مخاطر العواقب السياسية أو العسكرية لأفعالها. ومع ذلك، أدت الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت في عام 2011 إلى زيادة الجهود الإيرانية لاستخدام وجودها في سوريا لترسيخ نفسها عسكريًا في البلاد، مما أدى في النهاية إلى أول اشتباك عسكري مباشر بين إيران وإسرائيل على الأراضي السورية. في الوقت نفسه، ابتداء من عام 2010، بدأت حرب الظل بين إيران وإسرائيل بسبب جهود إسرائيل لعرقلة برنامج إيران النووي وتعزيزها العسكري من خلال التجسس والاغتيالات المستهدفة والتخريب والهجمات السيبرانية".
 
وأضاف التقرير، "لقد تحول هجوم إيران على إسرائيل من استخدام الوكلاء والتعامل مع إسرائيل في سوريا ليشمل المواجهة العسكرية المباشرة. وللمرة الأولى منذ حرب الخليج عام 1991، واجهت إسرائيل هجوماً صاروخياً أطلقته الدولة، والذي صورته إيران على أنه إنجاز مهم على الرغم من نجاح إسرائيل وحلفائها في اعتراض الغالبية العظمى من وابل الصواريخ. وفي أعقاب الهجوم على إسرائيل، قال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران شكلت نهجا جديدا تجاه "النظام الصهيوني" وستقوم بمهاجمة إسرائيل بشكل مباشر من الآن فصاعدا. ووصفت صحيفة كيهان التابعة للمرشد الأعلى الهجوم بأنه أعنف رد فعل عسكري ضد إسرائيل منذ حرب يوم الغفران عام 1973، زاعمة أن إيران كانت قادرة على اختراق الغلاف الدفاعي المتعدد الطبقات لإسرائيل وإلحاق الضرر على الرغم من أنه لم يكن هجوما سريا أو مفاجئا".
 
وبحسب التقرير، "ما سبق يشير إلى أن الجمهورية الإسلامية تتجه نحو توازن استراتيجي مع إسرائيل على الرغم من التفوق الجوي والتكنولوجي والاستخباراتي المستمر لتل أبيب. ويبدو أن القيادة الإيرانية خلصت إلى أن الوضع الجيوستراتيجي للبلاد يتحسن بشكل مضطرد بفضل القدرات العسكرية الاستراتيجية الأفضل، وشبكة من الوكلاء، ودعم روسيا والصين، العضوين الدائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
وتابع التقرير، "لقد سمح رد إسرائيل المدروس على الهجوم الإيراني في 19 نيسان للبلدين بإنهاء الجولة الحالية من الصراع مؤقتا. وقد قلل المسؤولون الإيرانيون من أهمية الرد الإسرائيلي وسخروا منه، مما يدل على استعدادهم لتجنب المزيد من التصعيد. ومع ذلك، من غير المرجح أن تنتهي الحملة المستمرة بين الخصمين، ومن غير الواضح ما إذا كانت طهران قد تلقت الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها بهجومها الردي، والتي أشارت إلى رفضها الانصياع للمعادلة الإيرانية الجديدة. إن انتقال المواجهة الإسرائيلية الإيرانية إلى مرحلة جديدة أمر محفوف بالمخاطر. ويسلط التصعيد الدراماتيكي بين البلدين في الأسابيع الأخيرة الضوء على الاحتمال الكبير لحدوث سوء تقدير في ظل عدم وجود قنوات اتصال مباشرة.وسوف يصبح هذا الخطر أكثر خطورة إذا قررت إيران التخلي عن وضعها كدولة على عتبة امتلاك السلاح النووي وتحويل سياستها نحو الحصول على الأسلحة النووية".
 
وأضاف التقرير، "إن الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، والانتقال من الصراع غير المباشر إلى الصراع المباشر، ووضع إيران على العتبة النووية، يستلزم استكشافاً مستمراً لإمكانية إنشاء قنوات اتصال في المستقبل بين البلدين لنقل الرسائل وتهدئة التوترات. ويجب أن تتطلب هذه التطورات أيضًا من إسرائيل مراجعة وتبني سياسة شاملة ومحدثة تجاه إيران، مما يسمح لها بالرد بشكل أكثر فعالية على التهديدات التي تشكلها الجمهورية الإسلامية على أمنها القومي، وخاصة برنامج إيران النووي وتعزيزها العسكري وأنشطتها الإقليمية. إن التعامل مع إيران سيتطلب من إسرائيل العمل مع كل من الولايات المتحدة والدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والإمارات العربية المتحدة. من جانبها، يتعين على إيران أن تتبع نهجا بديلا، نهج يركز على إنشاء بنية إقليمية جديدة، وتعميق العلاقات مع الولايات المتحدة، ومواصلة عمليات التطبيع مع العالم العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban