Advertisement

خاص

هل لا يزال اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا ممكناً؟.. تقرير لـ"The Hill" يكشف

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
09-05-2024 | 05:30
A-
A+
Doc-P-1197333-638508492311377743.jpg
Doc-P-1197333-638508492311377743.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "بينما يناضل الغرب لتحديد استراتيجيته في أوكرانيا، يصر الساسة على ضفتي الأطلسي لفترة طويلة على أن السبيل الوحيد إلى "السلام العادل والدائم" يتلخص في دعم أوكرانيا إلى أن تعترف روسيا بالهزيمة من دون قيد أو شرط، وهم يرفضون الدعوات إلى تسوية تفاوضية باعتبارها ساذجة وخطيرة وعقيمة، ويزعمون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يلين ما لم يتم إيقافه بقوة السلاح".
Advertisement
وبحسب الصحيفة، "بعد أكثر من عامين من الصراع، لا يزال القادة الغربيون غير منزعجين من التزامهم بالهزيمة العسكرية الروسية، حتى مع ميل القتال لصالح موسكو. وكان استمرار افتقار الغرب إلى الاهتمام بمعرفة شروط الكرملين لإنهاء الحرب مثيراً للتنافر حتى في عام 2022، نظراً للميزة الهائلة التي تتمتع بها روسيا في كل مؤشرات القوة العسكرية ذات الصلة. وقد أصبح الأمر محيراً اليوم في ضوء وضع أوكرانيا الأسوأ والمتدهور بسرعة كبيرة. إن هذا الاعتقاد المستمر بعدم وجود مسار دبلوماسي للسلام في أوكرانيا على الإطلاق يتعارض مع الحقائق ويعمل كقيد مفروض ذاتيًا يجبر الحكومات الغربية على مضاعفة جهودها لتحقيق أهداف حربية غير مستدامة وتؤدي إلى نتائج عكسية".
وتابعت الصحيفة، "بدأ غزو عام 2022 بانتكاسة خطيرة لموسكو، حيث قاومت أوكرانيا، مدعومة بالدعم الغربي، القوات الروسية بإصرار خارج العاصمة كييف. وفي ظل العواقب المترتبة على هذه الحسابات الخاطئة الأولية، أشار المسؤولون الروس إلى استعدادهم للقبول بتنازلات كبيرة كجزء من تسوية يتم التفاوض عليها مع كييف.ودخل الجانبان في مفاوضات انتقلت إلى تركيا في وقت لاحق من ذلك الربيع وأسفرت عن شيء يقارب مسودة اتفاق بحلول نيسان2022. ورغم أن المحادثات لم تسفر في نهاية المطاف عن معاهدة نهائية، إلا أن هناك دلائل واضحة على أنها كانت تتقدم في هذا الاتجاه. وكانت هناك نقاط خلاف خطيرة، كما هو متوقع في المفاوضات بين البلدين المتحاربين، ولكن كان هناك أيضاً تقارب ملحوظ في المجالات الرئيسية".
وأضافت الصحيفة، "بحسب ما ورد، أصر المفاوضون الروس على فرض حدود ملموسة على الجيش الأوكراني في وقت السلم، بما في ذلك حدود محددة لأعداد القوات والحد الأقصى لمدى الصواريخ الأوكرانية. وجادل الوفد الأوكراني بأن الحدود القصوى يجب أن تكون أعلى لكنه لم يعارض هذه القيود من حيث المبدأ، مما يجعل من الممكن للجانبين أن يجتمعا في الوسط. وعلى الرغم من أن هذه التنازلات تبدو شديدة الانحدار في الفراغ، فلا بد من موازنة هذه التنازلات في مقابل الشروط الرائعة التي كانت روسيا على ما يبدو راغبة في إنهاء هذه الحرب بموجبها. وكان في قلب مشروع المعاهدة بند ينص على الوضع المحايد الدائم لأوكرانيا. وفي مقابل التخلي عن أي نية للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي أو استضافة قوات الناتو على أراضيها، كان على أوكرانيا أن تحصل على ضمانات أمنية قوية متعددة الأطراف من تحالف الدول الراغبة، بما في ذلك إسرائيل وتركيا وكندا والولايات المتحدة".
وبحسب الصحيفة، "لم يترك هذا الترتيب الباب مفتوحا أمام أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي فحسب، بل إنه دعا روسيا إلى تأكيد "نيتها تسهيل عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي".وكان هذا بمثابة انعكاس مذهل لسعي روسيا إلى عرقلة تطلعات كييف الأوروبية، ووضع الأساس لاندماج أوكرانيا في نهاية المطاف في كتلة سياسية وثقافية واقتصادية غربية مشتركة. ولم تحاول محادثات اسطنبول التوصل إلى توافق في الآراء بشأن الأراضي التي استولت عليها روسيا بعد شباط 2022، تاركة هذا السؤال لبوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ليقررا في القمة المخطط لها. لكن المفاوضين الأوكرانيين تمكنوا من الحصول على تنازل كبير من نظرائهم الروس بشأن قضية قريبة للغاية: فقد اتفق الجانبان على إجراء مشاورات بشأن وضع شبه جزيرة القرم على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة، على الرغم من إصرار روسيا منذ فترة طويلة على أن سيطرتها على شبه الجزيرة، التي ضمتها في عام 2014، ليست مطروحة للمناقشة".
ورأت الصحيفة أن "هذه الشروط، لو تم تبنيها، كانت ستشكل انتصاراً لأوكرانيا وشركائها الغربيين، ولأول مرة في تاريخها، كانت أوكرانيا حرة في الاندماج مع الغرب بشروطها الخاصة كدولة مستقلة ذات سيادة. وبطبيعة الحال، ليس هناك ما يضمن أن بيان إسطنبول كان ليُصبح في صيغته النهائية كمعاهدة لو استمرت المحادثات، أو أن موسكو كانت ستحترم أحكام المعاهدة بشكل كامل، ولكن كان من مصلحة أوكرانيا والدول الغربية أن تغتنم هذه الفرصة. ونظراً للمخاطر الكبيرة التي تواجه أوكرانيا، فلماذا انسحبت من المفاوضات؟ جزئيًا، من المحتمل أن النكسات الهائلة التي منيت بها القوات الروسية في الأشهر الأولى من الحرب جعلت كييف تستنتج أنها قادرة على هزيمة روسيا بشكل حاسم في ساحة المعركة بحيث لن تكون هناك حاجة إلى تقديم أي تنازلات".
وبحسب الصحيفة، "تبين أن التصورات الأوكرانية والغربية للضعف الروسي كانت سابقة لأوانها بشكل مأساوي. ومع ذلك، فإن نفس مجموعة أهداف الحرب المتطرفة التي دفعت كييف إلى مغادرة الطاولة في عام 2022 لا تزال تدعم الفكرة الخاطئة القائلة بأن التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض بين كييف وموسكو غير ممكن. لقد أدى هذا التأطير للصراع إلى إعاقة خيال القادة السياسيين وصناع السياسات، مما جعلهم يعتبرون ما يبدو الآن أفضل سيناريو للصراع المجمد بمثابة انتصار. والخبر السار هو أنه على الرغم من أن موقف موسكو التفاوضي سيكون بالتأكيد أقل استيعابًا اليوم مما كان عليه في عام 2022، فقد أشار الكرملين إلى أنه لا يزال يرى بيان اسطنبول كأساس لمحادثات سلام مثمرة".
وختمت الصحيفة، "لا يستطيع البيت الأبيض أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء، تحديداً إلى نيسان 2022، ولكن يمكنه، بل وينبغي له، أن يكون جاداً بشأن إرساء الأساس، بالتشاور الوثيق مع كييف والحلفاء الأوروبيين، لتسريع التوصل إلى نهاية لهذه الحرب عن طريق التفاوض. وهذا لا يعني قطع العلاقات مع أوكرانيا، بل على العكس من ذلك، فالدعم الغربي يشكل مصدراً مهماً للضغط في المحادثات المستقبلية. ولكن الأمر سوف يتطلب من زعماء الغرب وأوكرانيا اتخاذ خيارات صعبة الآن باعتبارها السبيل الوحيد لتجنب نتائج أسوأ في وقت لاحق".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban