Advertisement

خاص

تقرير لـ"The Atlantic": لماذا روسيا سعيدة في الحرب؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
10-06-2024 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1209928-638536060762659734.jpg
Doc-P-1209928-638536060762659734.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ذكرت صحيفة "The Atlantic" الأميركية أنه "في 12 حزيران تحتفل روسيا بعيد استقلالها. واليوم، تبدو البلاد موحدة على نحو مدهش. وعلى الرغم من الخسائر البشرية الفادحة التي خلفتها الحرب، والتي تقدرها الاستخبارات الدفاعية في المملكة المتحدة بنحو 500 ألف قتيل، والعزلة شبه الكاملة عن الغرب، فإن المجتمع الروسي لم يتفكك. بل على العكس من ذلك، يبدو أنها تعمل بشكل أفضل مما كانت عليه قبل الحرب وتظهر علامات واضحة على التماسك الاجتماعي الذي كان بعيد المنال ذات يوم. إن أحد التفسيرات لهذه المفارقة هو أن المجتمع الروسي، على النقيض من الدول الغربية، التي صممت لتعزيز مصالح مواطنيها، يعمل بهدف واحد: خدمة مصالح دولته المحاربة".
Advertisement
وبحسب الصحيفة، "هذا الخضوع للجماعة التي تجسدها الدولة الروسية هو السبب الذي جعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمكن من تعبئة المجتمع للحرب بهذه السهولة. فقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كان ربع الروس يعتقدون بالفعل أن الدولة يحق لها أن تسعى إلى تحقيق مصالحها على حساب الحقوق الفردية. وبعد مرور أكثر من عامين على المذبحة، بلغ التأييد الشعبي للحرب في أوكرانيا 75% في المتوسط. إذن من سيوقف الرئيس الروسي؟بالنسبة للدولة، توفر الحرب سبب وجودها: حماية الروس من الأعداء.وبعبارة أخرى، فإن روسيا خلقت للحرب".
وتابعت الصحيفة، "في عام 2023، نما ناتج روسيا المحلي الإجمالي بنسبة 3.6%، مدعوما بالإنفاق العسكري الحكومي، ومن المتوقع أن يستمر النمو في الارتفاع في عام 2024. كما وإن الدخل يرتفع في كافة المجالات. إن أجر التجنيد للقتال في أوكرانيا أعلى بثماني مرات على الأقل من المتوسط الوطني. إن المبالغ المقطوعة المستحقة للجرحى تكفي لتمكينهم من شراء الشقق والسيارات والسلع الاستهلاكية التي لم تكن في متناولهم في السابق. كما تحسن الوضع على الجبهة منذ العام الماضي، ويواصل المتطوعون التسجيل للقتال في أوكرانيا من دون أن يضطر بوتين إلى إصدار أمر بتعبئة أخرى. وفي الواقع، يمتلك الجيش الروسي أسلحة وإمدادات أفضل، ويرجع الفضل في ذلك جزئيا إلى استعداد المدنيين العاملين في صناعة الذخائر للعمل على مدار الساعة لصنع قذائف مدفعية وطائرات من دون طيار، وهو ما يفوق الإنتاج الأوكراني والغربي".
وأضافت الصحيفة، "لا تقتصر هذه الثقة على الشوفينية الروسية فحسب. فبعد إعادة تشكيل قادتها وتحسين الخدمات اللوجستية، اكتسبت موسكو أرضاً في أوكرانيا، حيث تمكنت من تحييد الهجوم المضاد الأوكراني العام الماضي، كما تعلمت وحدات الإشارة الروسية كيفية التشويش على أنظمة الأقمار الصناعية الغربية والأسلحة العالية الدقة. وفي الوقت نفسه، قامت روسيا بتوسيع مسرح الحرب لصالحها، ونفذت عمليات تخريبية ناجحة في أوروبا، كما وزادت من نفوذها في أفريقيا. لقد نجحت روسيا، التي نصبت نفسها كزعيم في المعركة العالمية ضد الهيمنة الأميركية، في استمالة الأنظمة المعادية للولايات المتحدة في كل أنحاء العالم، بما في ذلك إيران وكوريا الشمالية، فضلا عن بلدان أكثر حيادية ظاهريا مثل الصين والهند والمجر والبرازيل. في الواقع، روسيا بعيدة كل البعد عن العزلة الدبلوماسية".
وبحسب الصحيفة، "إن هذا التعايش غير المقدس بين الدولة العسكرية والشعب المطيع هو خبر سيئ للعالم الحر. فهذا يعني أن بوتين نجح في تعبئة روسيا من أجل تحقيق أحلامه في الهيمنة، وبوسع روسيا أن تنغمس في هوسها التوسعي إلى أجل غير مسمى، وخاصة مع إعاقة الاستجابة الغربية بسبب الخوف من التصعيد. لكن بوتين قام بالفعل بالتصعيد، فكشف خريطة الصراع بحربه الهجينة القائمة على التخريب، والعمليات النفسية، والتدخلات في أفريقيا. يتعين على الغرب أن يأخذ هذا التهديد على محمل الجد وأن يرد عليه. ولكن إذا تمكنت أوكرانيا من تحقيق الانتصار، فإن رواية بوتين باعتباره المدافع الأكبر عن روسيا لن تظل قائمة، وسوف يصبح تغيير النظام ممكنا مرة أخرى. وحتى ذلك الحين فإن أمن العالم سوف يظل دائماً في خطر من قِبَل "أمة المنتصرين"، كما تحب روسيا أن تطلق على نفسها. ومن ناحية أخرى، يرى الروس أنفسهم أن الاستقلال الذي يُطلب منهم الاحتفال به في الثاني عشر من حزيران هو مجرد تعهد بالولاء لدولة تتعامل معهم باعتبارهم أصولاً يمكن التخلص منها ضمن مخططاتها الإمبراطورية".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban