أشار موقع "responsiblestatecraf" إلى أنّه في ظل التدهور المستمر للوضع في قطاع غزة وتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، أفادت وسائل إعلام عربية وإسرائيلية بأن الولايات المتحدة نشرت منظومة دفاع صاروخي جديدة من طراز "ثاد" (THAAD) في إسرائيل، في خطوة تعكس تنامي القلق من توسّع رقعة المواجهة في المنطقة.
وجاءت الأنباء قبيل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن، فيما كشفت صحيفة التلغراف أن طائرة شحن عسكرية أميركية ضخمة من طراز C-5M، قادرة على نقل نظام "ثاد"، هبطت السبت في قاعدة نيفاتيم الجوية جنوب إسرائيل.
ويُعتبر "ثاد" من أقوى أنظمة الدفاع الصاروخي الأميركية، إذ يمكنه اعتراض الصواريخ الباليستية من مسافة تصل إلى 120 ميلاً، عبر ما يعرف بـ"الضربة القاتلة"، أي تفجير الهدف بالتصادم المباشر دون الحاجة إلى رأس متفجر.
وقد تم نشر أول بطارية "ثاد" في إسرائيل في أكتوبر 2024، عقب هجوم صاروخي إيراني على أراضيها، في عملية وُصفت آنذاك بأنها "تدريب عملي". ومع احتمالية نشر بطارية ثانية الآن، فإن ثلث ترسانة أنظمة ثاد الأميركية ستكون متمركزة في إسرائيل.
وقالت جينيفر كافانا، الخبيرة في شؤون الدفاع في منظمة "أولويات الدفاع"، إن هذا الانتشار يمثل التزامًا كبيرًا بموارد أميركية نادرة، لا يتناسب مع المصالح الأميركية المحدودة في
الشرق الأوسط، معتبرة أن هذه الخطوة تتعارض مع استراتيجية إدارة ترامب المعلنة بالتركيز على التهديدات في آسيا.
وحسب الموقع، فإن نحو 100 جندي أميركي يشاركون في تشغيل بطارية "ثاد" الأولى، ما يرجح أن إرسال المزيد من القوات بات وشيكًا لتشغيل النظام الثاني، في ظل تصعيد عسكري متزايد.
كما رصدت تقارير وصول أسلحة أميركية إضافية إلى إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، منها قاذفات B-2، وطائرات مقاتلة، وسفن حربية، وحاملة طائرات، وأنظمة باتريوت، بينما تمتلك إسرائيل بالفعل أنظمة مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود.
ويرى محللون أن هذا التصعيد الدفاعي قد يمهّد الطريق لمزيد من الانخراط الأميركي في صراعات المنطقة، لا سيما في حال قررت إسرائيل تنفيذ هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، ما قد يستدعي ردًا إيرانيًا واسع النطاق.
وفي تعليق لافت، قال الباحث ويليام هارتونغ من معهد كوينسي:ة"وجود بطارية ثاد ثانية في إسرائيل قد لا يكون مجرد دفاع، بل رمز لدعم إدارة ترامب الكامل للعدوان الإسرائيلي في غزة... هذا نهج متهور قد يزج بالولايات المتحدة في حرب لا مصلحة لها بها". (
responsiblestatecraf)