ذكر موقع "عربي 21"، أنّ الباحث
الإسرائيلي يعقوب حلبي، شدّد على أنّ
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستخدم
الطائفة الدرزية في
سوريا كأداة سياسية لمهاجمة
النظام الجديد في دمشق، مؤكدا أن تصريحاته بشأن "حماية
الدروز" تفتقر إلى الجدية الفعلية وتضعهم في دائرة الخطر.
وشدد حلبي في مقابلة مع صحيفة "
معاريف"
الإسرائيلية، على أن "تصريح
نتنياهو قد وضع الدروز في دائرة الضوء في سوريا وجعلهم عرضة للخطر، خاصة وأنه لا ينوي نشر قوات من الجيش الإسرائيلي في بلدة درزية معزولة في منطقة دمشق".
وأضاف: "إذا ربطنا تصريح نتنياهو بنواياه الحقيقية في إضعاف النظام الإسلامي، نجد أن نتنياهو يستخدم الطائفة الدرزية في سوريا كأداة لمهاجمة النظام الجديد وليس هدفا للمساعدة، حتى لا تقاتل
إسرائيل من أجل الدروز، بل سيتورط الدروز في حرب طائفية تُضعف النظام الإسلامي".
وأوضح حلبي أن تصريحات نتنياهو ووزير حربه
يسرائيل كاتس في شهري شباط وآذار الماضيين بشأن الالتزام بأمن الدروز في سوريا، جاءت متزامنة مع تقارير تفيد بسعي نتنياهو للإبقاء على سوريا "مجزأة ومقسمة وضعيفة"، دون أي تنسيق مع الطائفة الدرزية نفسها.
ولفت الباحث إلى أن الشكوك لا تزال تهيمن على موقف الدروز في سوريا من النظام الجديد، موضحا أنه "لا شك أن الدروز في سوريا لم يكونوا في عجلة من أمرهم لنزع السلاح، على أقل تقدير، بعد وصول
أحمد الشرع إلى السلطة، ناهيك عن استعدادهم للسماح لقوات النظام الجديد بنشر قوات في جبال الدروز في
جنوب سوريا".
وشهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق اشتباكات بين
قوات الأمن و"مجموعات خارجة عن القانون"، قبل أن تتوسع رقعة التوتر لتشمل صحنايا وأشرفية صحنايا، ما أسفر عن سقوط 16 قتيلا على الأقل، وفق بيانات رسمية.
وجاء التوتر الذي عصف في المناطق التي تسكنها غالبية درزية بعد تداول تسجيل صوتي يحمل إساءات بالغة للنبي محمد، "تلاه تحريض وخطاب كراهية على
مواقع التواصل الاجتماعي"، حسب
وزارة الداخلية.
وقال الباحث الإسرائيلي إن "من نشر الفيديو فعل ذلك بقصدٍ خبيث، على ما يبدو لاختبار جدية نتنياهو واستعداده للوفاء بتصريحه بحماية الدروز، وقد استخدم الدروز طُعما"، مرجحا أن يكون الفاعل "على صلة بنظام
بشار الأسد السابق أو جهاديا معاديا للدروز".
وانتقد حلبي أيضاً قيادة الطائفة الدرزية
في إسرائيل، قائلا "للأسف، يعاني الدروز في إسرائيل من نقص في القيادة الشجاعة. المؤسسة
الدينية التي يرأسها موفق طريف ملتزمة بالقيم، وقد سايرت تصريحات نتنياهو، ولم تفهم تداعياتها على مستقبل الطائفة في سوريا".
وختم بالتحذير من تصاعد التوتر الطائفي في سوريا، وأضاف أنه "في ظل هذه الظروف، سيكون من الأفضل لنتنياهو أن يتوقف عن التدخل في
الشؤون الداخلية لسوريا
بشكل عام وللطائفة الدرزية بشكل خاص". (عربي 21)