ويرى سياسيون أن الإجراءات التي اتخذتها الهند كانت سريعة للغاية وكأنها كانت معدة سلفاً ومدروسة وصدرت كلها في ساعات قليلة للغاية، مما يضع تساؤلات حول رد فعل الهند تجاه الحادث الإرهابي الذي لم يتم التحقيق فيه من قبل لجنة دولية محايدة.
وأمهلت الهند جميع المواطنين الباكستانيين المقيمين على أراضيها حتى 29 أبريل (نيسان) الماضي لمغادرتها، وعلقت العمل بمعاهدة رئيسية لتقاسم المياه، وأغلقت المعبر الحدودي البري
الرئيسي بين البلدين الجارين، إلى جانب تخفيض أعداد الدبلوماسيين، بما في ذلك سحب العديد من الدبلوماسيين والملحقين العسكريين والموظفين الهنود من إسلام آباد، وتوجيه إنذارات لنظرائهم الباكستانيين للعودة إلى ديارهم.
وردت "إسلام آباد" بالمثل، وأكدت أن أي محاولة هندية لوقف أو تحويل تدفق مياه نهر السند "ستعتبر سبباً للحرب"، رغم أنها نفت أن يكون لها أي صلة بالحادث، وقدّمت تعازيها للضحايا.
وقال
مساعد وزير الخارجية المصرية السابق السفير رخا
أحمد حسن إن هناك علامات استفهام حول موقف الهند من الحادث الإرهابي الذي وقع في إقليم كشمير المتنازع عليه مع باكستان.
وأوضح أن رد الفعل
الهندي كأنه أعدّ سلفاً، حيث لم تقبل الهند بأي فرصة للتحقيق المحايد في الحادث من قبل لجنة دولية، وهو الحل المقترح من قبل باكستان، واتهمت فوراً الحكومة الباكستانية بالمسؤولية على الهجوم.
وحذر عضو
المجلس المصري للشؤون الخارجية من سيناريو التصعيد، وخاصة بعد إلغاء اتفاقية تقاسم المياه بين الهند وباكستان في نهر السند والمطبقة منذ الستينات في القرن الماضي، وقد يؤدي ذلك إلى النزاع المباشر، حيث تعتمد باكستان على مياه نهر السند بشكل أساسي لدعم ملايين المواطنين.
وقال السفير رخا حسن إن الهند اتخذت إجراءات صعبة للغاية، مما يجعلنا نطرح تساؤلات تحتاج لتفسير، وأبرزها هل الحكومة
الهندية تريد التغطية على أحداث داخلية من خلال هذا الحادث واستغلاله في صرف الأنظار؟
وأوضح حسن أن هناك تساؤلاً آخر حول رغبة الهند في التقرب من
الولايات المتحدة، على حساب التقارب الصيني
الباكستاني، والتظاهر بالوقوف بجانب الولايات المتحدة وتعزيز مسار العلاقات معها بعد فرض الرسوم الجمركية وبدء الحرب التجارية من قبل الرئيس الأميركي
دونالد ترامب.
وتوقع السفير رخا حسن أن التصعيد يمكن أن يصل إلى تبادل إطلاق النار على الحدود، إذ صرح مسؤولون باكستانيون أن الهند قد تشن هجوماً على باكستان خلال الساعات المقبلة.
وأشار السفير إلى ضرورة التدخل الفوري من قبل الدول الكبرى لإقناع كل من الهند وباكستان بالعدول عن التصعيد، وضرورة ضبط النفس للوصول إلى حل ينهي الأزمة. (الإمارات 24)