شهدت سوريا مع سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول عام 2024 تغيّرات جذرية، لامست معيشة المواطنين اليومية، وشملت جميع مناحي الحياة، من أبسطها إلى أعظمها، إذ لم يكن التغيّر سياسيًّا فحسب، بل كان اقتصاديًّا وخدميًّا واجتماعيًّا وأمنيًّا. وإن كان إيجابيًّا بمجمله، فإنه لم يخلُ من الصعوبات والتحديات التالية لمرحلة إعادة بناء الدولة ونظامها وخزينتها من الصفر.
تغيرات شهدتها سوريا بعد سقوط الأسد
1. المواد الأساسية.. انخفاض عام لا يخلو من ارتفاع
انخفضت أسعار الخضار والفواكه واللحوم انخفاضًا كبيرًا بعد سقوط نظام الأسد، وسط ارتفاع قيمة الليرة
السورية أمام الدولار الأميركي وغيره من العملات الأجنبية، بينما ارتفع سعر الخبز والغاز المنزلي، لكن مع توفّرهما دون انقطاع وتحسّن جودتهما وانتهاء معاناة الحصول عليهما.
2. البنية التحتية.. حلول بديلة
لم تشهد خدمات الكهرباء والماء والإنترنت المنزلي والاتصالات تغيُّرًا ملحوظًا بعد سقوط نظام الأسد، على اعتبار أن البنية التحتية المتهالكة تحتاج إلى إصلاح واسع وشامل للوصول إلى تغييرات عظيمة، لكنَّ التحسَّن في هذا الملف متمثلٌ بخلق بدائل.
ومن هذه البدائل بدء تركيب
إنترنت هوائي وفضائي في مدن
سورية مختلفة عوضًا عن الإنترنت المنزلي ذي السرعات المحدودة، إضافةً إلى انخفاض أسعار ألواح الطاقة الشمسية ومستلزماتها بشكل ملحوظ، وتوفّر الوقود المشغّل للمولّدات الكهربائية، حيث يستخدمها السوريون بدلًا من الكهرباء المنزلية ذات الانقطاعات المستمرة.
3. رواتب الدولة.. من الفتات إلى الكفاف؟
ارتفعت قيمة رواتب الموظفين بعد تحسّن الليرة السورية أمام العملات الأخرى، لكنّها بقيت دون مستوى الحياة المعيشية، مع قرار حكومي صدرَ عقب سقوط نظام الأسد برفع الرواتب بنسبة 400%، لكنّه لم يدخل حيز التنفيذ، وسط عقوبات متعلقة بالقطاع المصرفي لم تُرفع عن سوريا بشكل كامل إلى الآن.
4. النفط والمواصلات.. وداعًا للطوابير
عاشت سوريا خلال السنوات الماضية أزمةً في توفير النفط، تسبَّبت بطوابير طويلة على محطات الوقود، وازدحام خانق لركوب وسائل النقل العامة، لكن الحكومة السورية الجديدة تمكّنت من توفير المازوت والبنزين، ليغيب مشهد الطوابير تمامًا بعد سقوط
نظام الأسد.
5. إغاثة الشعب السوري.. جسور برية وبحرية وجوية
يعاني الشعب السوري أوضاعًا معيشية صعبةً، حيث أثّرت الحرب على حياة الناس وأرزاقهم، ليصبح 90% منهم تحت خط الفقر.
ولكن ما إن سقط نظام الأسد، حتى بدأت قوافل المساعدات تُرسل إلى سوريا، من مواد غذائية وطبية وغيرها، لتصل إلى البلاد عبر المعابر البرية والموانئ البحرية والمطارات الجوية.
رغم ذلك، فإن المساعدات لم توقف معاناة الشعب السوري المعيشية المستمرة منذ 14 عامًا.
دخلت
جامعة دمشق لأول مرة تصنيف التايمز للتخصصات، الصادر بتاريخ 22 كانون الثاني عام 2025، لتكون أول جامعة سورية تدخل ضمن هذا الجزء من التصنيف بعد أن حققت شروط العتبة العلمية المعرفية والتعليمية.
وشهدت الجامعات السورية حالات فساد وفضائح خلال السنوات الماضية، لكن ذلك لا يلغي عراقتها وتخريجها طلابًا تشهد لهم أسواق العمل في
أوروبا والخليج والعالم. (
التلفزيون العربي)