كشفت مصادر خاصة لموقع إرم نيوز عن وجود ضباط استخبارات أوكرانيين في مدينة
اللاذقية السورية، برفقة ضباط أتراك وعناصر من فصائل موالية لأنقرة، مرجحة أن تكون مهمتهم الأساسية استهداف الوجود الروسي في الساحل السوري، بالتنسيق مع فصائل مسلحة أجنبية، لا سيما تلك الشيشانية المعروفة بعدائها لروسيا.
ووفقًا لمصادر أهلية وعسكرية متقاطعة، فإن الضباط الأوكرانيين يقيمون حاليًا في فندقي "ميرامار" و"
القصر" في
اللاذقية، مقابل الأكاديمية العربية، ويتمتعون بحماية أمنية من ضباط أتراك ومسلحين محليين. وتشير المعطيات إلى أن المنطقة باتت ساحة مفتوحة لنشاطات استخباراتية متعددة الجنسيات في ظل الفوضى والفلتان الأمني، لا سيما في الساحل السوري.
وبحسب المصادر، فإن وجود الأوكرانيين في
سوريا ليس حديثًا، إذ سبق أن شارك بعضهم في دعم فصائل مسلحة مثل "
هيئة تحرير الشام"، من خلال تدريب عناصرها على استخدام الطائرات المسيّرة، والمشاركة في عمليات استهدفت مواقع للنظام السوري والقوات الروسية، منها
مطار كويرس في
الشمال السوري.
وفي السياق نفسه، أكدت المصادر أن مهمة الضباط الأوكرانيين حاليًا تتركز على تدريب المقاتلين الأجانب في الفصائل المسلحة المنتشرة في الساحل، بهدف ضرب القواعد الروسية في طرطوس وحميميم، ما يشكل ضغطًا استراتيجيًا على
موسكو ويدفعها إلى إعادة التفكير في كلفة وجودها العسكري في سوريا.
وشهدت الآونة الأخيرة تصاعدًا في عمليات استخدام الطائرات المسيّرة ضد القواعد الروسية، مع تكرار عمليات إسقاطها يوميًا قرب قاعدتي حميميم وطرطوس، وسط حديث عن تورط مقاتلين أجانب في تنفيذ هذه الهجمات، وخصوصًا في مناطق قريبة من الأكاديمية البحرية في جبلة وكتيبة الدفاع الجوي في عمريت.
ورغم معرفة
روسيا بتفاصيل النشاطات الأمنية في الساحل، إلا أن مرافقة الضباط
الأتراك للأوكرانيين قد تكون سببًا رئيسيًا في تأخير أي رد روسي مباشر، بحسب ما رجّحته المصادر، التي لم تستبعد في الوقت نفسه أن يكون الأوكرانيون تحت المراقبة الدقيقة من قبل الدوريات الروسية في اللاذقية.
وكان الخبير العسكري السوري كمال الجفا قد كشف لـ إرم نيوز، في وقت سابق، عن دخول أكثر من 250 عنصرًا من
القوات الخاصة الأوكرانية إلى مناطق نفوذ "هيئة تحرير
الشام" في إدلب، بهدف تدريبها على تصنيع طائرات بدون طيار وقيادة عمليات ضد القوات الروسية والسورية.
وبحسب الجفا، فإن وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تسعى إلى فتح جبهة سرية ضد روسيا في سوريا، بالتعاون مع فصائل تضم مقاتلين من الشيشان والأوزبك والتركستانيين، في محاولة لإجبار موسكو على سحب أو إعادة توزيع قواتها من
أوكرانيا إلى جبهات أخرى، مما يزيد الضغط العسكري والاقتصادي على
الكرملين. (ارم نيوز)